كتبت خديجة البزال:
ان الطريق من بيروت إلى الجنوب اللبناني يمر بتقاطع خلدة، حيث اكتسبت هذه المنطقة اهمية وبالاخص ان الجزء الجنوبي من مطار بيروت الدولي يقع على اطرافها .
يقطن هذه البلدة عشائر من العرب يدعون بعرب خلدة كانت قد هجرتهم حروب شتى فضلوا بسبب ذلك الترحال بعد استشعار الهزائم .
بالعودة إلى مأساة خلدة، فمن الواضح ان وقوعها قبل ذكرى تفجير ٤ آب في مرفأ بيروت له تلاميح عدة تهدف الى توظيفها لضرب محور المقاومة .
ومن البديهيات أن لهذه الجريمة أيضاً خطة أعدت لادخال حزب الله في حرب داخلية شعواء .والدليل على أن هذه الجريمة كان مخطط لها هو أنها تجاوزت مراحل الخلاف الشخصي لتصبح موجهة ضد فئة حاربت الارهاب والاحتلال حتى اصبحت مثال للانتصارات يحتذى به.
ورجوعا للاحداث فمما لا شك فيه ان اطلاق النيران على المشيعين لجنازة شبلي واحداث مقتلة اخرى تؤيد ما اسردته حيث تبين ان بعض هذه العشائر ليس لديها قوانين ولا اعراف أو لنقل أنها عملت بتعليمات واجندات خارجية وداخلية لاغراق حزب الله بحرب طائفية داخلية مرسومة بحرفية .
الا ان حزب الله ليس باللقمة السهلة حيث يجر الى مثل هذه الترهات فكان واضحا من خلال بياناته الدعوة لتدخل القوى الامنية والضرب من حديد وسوق المجرمين لنيل عقابهم .
والسؤال يطرح نفسه هل حزب الله استغل الحادثة ام تعامل بالموضوع كمكوّن وطني في الحياة السياسية اللبنانية ؟
الاجابة واضحة فلو اراد حزب الله استغلال حادثة خلدة لكان انقلب السحر على الساحر والتنفيذ على التخطيط الا ان قيادة حزب الله كانت وما زالت بالرغم مما تملكه من قوة رادعة تستطيع انهاء اي نزاع بسرعة البرق ترفض التوغل في الرمال الطائفية وفضلت التعامل بروحية العيش المشترك واحترام هيبة الدولة حيث اهابت بالقوى الامنية لوضع حد للفلتان الامني ، فالاهم وحدة لبنان في ظل ما يتعرض له من صراعات اقليمية وتحديات اقتصادية والاولويات دائما للوحدة ليس الا.
ولكن في الوقت عينه يجب على عشائر العرب الذين تهجروا الى خلدة وغيرها ان يدركوا بأن الصراع مع العدو هو الهدف الاول والأخير والجامع لكل المكونات والعقائد والاراء الوطنية والاسلامية على اختلاف الانتماءات .
فهل سنشهد شخصية استثنائية من عشائر العرب توجه البوصلة بالاتجاه الصحيح والجامع لكل المكونات ام ان المخطط المبرمج بغرف سوداء مظلمة سيكسب الرهان ؟
خديجة البزال گاتبة وصحافي