الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
لا تواخذوني ، سأبدأ تعليقي بكلام " شوارعي " : طز على القانون وطز على الدستور وطز على هيك دولة وطز على هيك بلد وطز على هيك مسوءولين وهيك شعب وطز على كل القضاء ومابعد القضاء وما قبل القضاء ، لو ان فقيرا إضطر لسرقة ربطة خبز لسد" جوع عياله لكان جرى سجنه لسنوات وسنوات وجرى نسيانه مسجونا ، اما من ينهب ويسرق حاجات الفقراء ومن اموالهم واموال الدولة وبملايين ، ملايين الدولارات فيصبح بطلا قوميا ويجن جنون احزاب اامذاهب ومن يحركها ، أليس هذا ماحصل في فضائح نهب الادوية والمحروقات ( بنزين ومازوت ) وقبل ذلك المواد الاستهلاكية والحبل على الجرار من الغاز الى اخر السبحة .
فعلا ، ما أنتن واقرف مايزعمونه التعايش المشترك ، فهذا التعايش مغموس بالنهب والسرقة والجميع اخوة في سرقة اموال الفقراء وحاجياتهم من محروقات وادوية ، بحيث تبين كم" هذا التعايش صلب وقوي عندما تتشابك المصالح ، فروءوس الفساد والمافيات جميعم من احزاب السلطة المذهبية الذين نهبوا البلد طوال ٣٠ عاما ولم يشبعوا : فعشرات الاطنان من الادوية وملايين ، ملايين من ليترات البنزين ومازوت من روءوس المافيات جرى إخفائها من هذه المافياتهم وحماتهم والانكى من ذلك الى حدود الجريمة والخيانة أنه ممنوع محاسبة هوءلاء بالقوانين الخنفشارية التي شرعت النهب وبالحمايات من مذاهبهم وزعاماتهم ، و" فتاوى " غب الطلب كما فتاوى إبن تيميه التي تبرر قتل كل من يتعارض مع فتاويه ، وهذه الفتاوي هدفها ااوحيد تبرير هذا النهب المنظم ومنع المحاسبة , فالكل براء من دم الصديق . إسمعوا مثلا ماتقوله القوات عن المافياوي الكبير ابراهيم الصقر واسمعوا تيار المستقبل وشفافيته ،ونفيهم لما يقوم به بعض نوابه من السماسرة والمهربين في عكار معروفين وذاك الشمشوم ( المشموشي ) يحجز اطنان الادويةوغيره من روءس المافيات واللبنانين يموتون لفقدان الادوية وحتى حرموا الاطفال الرضع من طعامهم عبر إحتكار علب الحليب . انه شي مقزز وبشع ولم يشهد اي مجتمع في التاريخ لما يحصل في لبنان من نهب وسرقة من كبار القوم الى أصغرهم والكل لايد له بهذه الجريمة المنظمة ولا من يحاسب ، بل ان المجرم محظي من زعاماتهم ومذاهبهم ، والكل طاهر ومطهر كما اكوام الزبالة و" المشخات " ، ( تقصدت هنا الحديث هنا باللغةُ العامية ) . وأما طلب إحضار رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب على خلفية التحقيقات في أسباب إنفجار ، فينم عن قصر نظر وخلط للامور وتحميل الضعيف المسوءولية وترك وحوش المذاهب المسوءولون الحقيقون عن الانفجار وكأن لا دخل لهم وإن الخمسة اشهر التي أمضاها دياب في رئاسة الحكومة قبل حصول الانفجار تغطي على كل الموبقات والمخالفات والسمسرات التي ارتكبها المجرمون الحقيقيون ، رغم ان دياب غض النظر عن زيارة كان سيقوم بها لمكان تخزين النيترات أمونيوم قبل إنفجار بناءا على نصيحة له من مستشار فهلوي ، المفترض ان تتم محاسبته .
وحتى لانطيل التفصيل في هذه الكبخانة اكتفي بما قاله امير الشعراء أحمد شوقي : وإنما الامم الاخلاق مابقيت
فإن هم" ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وأما الاديب الكبير جبران خليل جبران فيقول : ..... ويل لامة تحسب المستبد بطلا ...وترى الفاتح المذل رحيما .
ويل لامة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالصفير وتستقبل أخر بالتطبيل والتزمير .......
ويل لامة مقسمة الى أحزاء .... وكل جزء يحسب نفسه فيها امة ......... !؟



