كتبت خديجة البزال: كل شيء لم يعد كما كان
مقالات
 كتبت خديجة البزال: كل شيء لم يعد كما كان
خديجة البزال
31 آب 2021 , 00:19 ص
كتبت الكاتية خديجة البزال في هذه الايام العصيبة التي يعيشها المواطن اللبناني ومعها فقدان أدنى مقومات البقاء والحياة الكريمة تنساب الى مخيلنتا ماكان عليه اهلنا واجدادنا من حياة كد" وجهد وتعب حتى يوء

كتبت الكاتية خديجة البزال

في هذه الايام العصيبة التي يعيشها المواطن اللبناني ومعها فقدان أدنى مقومات البقاء والحياة الكريمة تنساب الى مخيلنتا ماكان عليه اهلنا واجدادنا من حياة كد" وجهد وتعب حتى يوءمنوا مقومات حياتهم البسيطة من شربة ماء وتوفير بعضا منها للاستحمام مما يتعرض له من تعرق" طوال ساعات النهار واكثر من ساعات الليل ، وأيضا لجمع بعض المواد الضرورية التي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة من قمح وعدس وما الى ذلك من بعض السلع الاخرى التي كان يعتاش عليها من سبقونا من اهالينا واجدادنا . 

لكن ، كل هذا التعب والجهد والمعاناة لمن عاشوا قبلنا ، لم يبلغ ما بلغه المواطن اللبناني في هذه الايام من قرف وغضب على من دار ويديرونا شوءون حياتهم ، حتى لو كان هناك فرق شاسع بين الاحتاجات التي لاتعد ولاتحصى اليوم ومعها ما بلغته البشرية من تطور دراماتيكي غير" رأسا على عقب بين تلك الحياة البسيطة وبين كل هذا التحديث والتكنولوجيا التي نعايشها في كل لحظة من حياتنا في كل امورنا الشخصية والحياتية حتى بات العالم أشبه بقرية كونية صغيرة مع كل مابلغته من تقدم وحضارة وصلنا نحن في لبنان ودنيا العرب بعضا منها وليس كلها بسبب تخلف انظمتنا وشعوبنا في مواكبة العصر وكل ماأستجد من متغيرات على كل المستويات . 

واذا كانت العودة لما عايشه من سبقونا لا يستهدف بأي شكل التعرض أو الانقاص من تاريخ اهلنا واجدادنا ، بل إن هذا الانسياب بالعودة لماضي اهلنا وطبيعة حياتهم هي تعبير عن التقدير الكبير لهذا الماضي  ، رغم كل مأسيه ومعاناته نظرا لطبيعة الحياة شبه البدائية لمن سبقونا ، نسبة الى ماوصلنا  اليه اليوم ، ولو ان تركيبة الكيان اللبناني العفنة والعائدة الى قرون غابرة ومعها اداء وسلوك الطبقة المجرمة التي تحكمت برقاب اللبنانين وأنفاسهم منذ ٣٠ سنة وحتى اليوم سلبتنا وسلبت شعبنا وابنائنا كل احلامهم واعادتهم عشرات السنين الى الوراء ،ولذلك فما نتقصده في هذه المقاربة توضيح ماوصلنا اليه اليوم في هذا الانهيار العظيم وبين حياة اهلنا واجدادنا وما كان فيها من سلاسة في تسيير حياتهم حتى لو إتكئت على وسائل بسيطة : 

ومن خلال هذه المقاربة السريعة بين ما مضى وما هو قائم اليوم نريد تسليط الظوء على بعضا من إنحطاط الطبقة الحاكمة ومافياتها المنتشرة كما اسراب الجراد والمصير الذي دفعت اللبنانين اليه ، رغم أن هكذا مقاربة شاملة ومتكاملة تفترض بحثا مطولا في كل مناحي الحياة لتوضيح  طيبة من سبقونا وهذا الانحطاط والاجرام وحتى نهش لحوم بعضنا لبعض بسبب عفن هذا النظام والعقول المجرمة التي رهنت الوطن والشعب لاهواء ونزوات وجشع المتظومة الحاكمة وكل أذيالها المذهبية وشعراء البلاط ومصطادوا الفرص للاثراء غير المشروع 

- بديهي القول  ان الطبقة الحاكمة أعادتنا عشرات السنوات الى الوراء ، بحيث وضعت المواطن بين مطرقة الهجرة وإما العودة الى ماكان عليه من سبقونا ، لكن المقارنة ضخمة وكبيرة جدا بين ما كان سائدا في حياة أبائنا واجدادنا على إعتبار أن كل ماكانوا يعيشونه في حياتهم اليومية وما يتكلون عليه في كل شوءون حياتهم من مأكل ومشرب وتنقل وامور اخرى كثيرة كانت  مسائل عادية ولا تخرج عن المألوف نسبة الى ماكانوا عليه ، أما نحن اليوم وبعد ما بلغله المواطن من متغيرات ضخمة طاولت كل شوءون الحياة وإمتدت الى مئات والاف المسائل التي لم يكن من سبقنا ليتخيلوها بأن من بعدهم سيصلون إليها وهي باتت من القضايا الحيوية والضرورية لتكامل كل شوءون حياتنا وبات من المستحيل إستمرار حياتنا كما كنا عليه دون هذه الضرورات اليومية وهي واسعة جدا ، ومنها مثلا وسائل النقل الحديثة والانترنيت والحاجة للكهرباء ووصول المياه الى داخل المنازل وطبيعة الاستحصال على ماهو ضروري للمأكل وقضايا اخرى متعددة . 

 - لقد  فرضت متطلبات الحياة واستحالة إستكمالها كما سبق ذكره ، دون توفر المحروقات على سبيل المثال لكي لا نعود للوراء عشرات السنين ، بعد أن تحولت هاتين  المادتين لتشكلا أمرا حيويا ،  الى جانب غيرهما من ضرورات اخرى ، لتمكن اي مجتمع من المسير نحو الامام ، وهو مانحن عليه في لبنان ولذلك شهدنا ومازلنا كل هذا الانهيار و كل هذه الفوضى نتيجة إستقالة الدولة عن دورها ونتيجةُالسلوك الاجرامي للطبقة الحاكمة ومعها دولتها  العميقة - المتوحشه .

وإذا كان من باب التهكم على ما أوصلونا اليه ، بات المواطن يأمل بإمتلاك حمار مثلا ليخفف عنه التكاليف الباهظة لثمن تنكة البنزين إذا ماوجدت والحد من الاذلال التي يتعرض لها المواطن لتأمين أدنى مقومات حياته اليومية ، وحتى يجد وسيلة للتنقل بها الى عمله أو قضاء حاجياته ، وهذا التهكم ينسحب على كثير مما هو ضروري وحيوي للبنانين . 

لكن من غير العدل أن تكون هذه المقاربة المساواة بين ماأوصلتنا اليه هذه العصابة المجرمة وبين الحياة البسيطة والطيبة التي تميز بها أجدادنا ومن كان قبلهم ، فإقتناء الحمار كوسيلة اساسية للتنقل كان امرا طبيعيا في ذاك الزمن والامر نفسه ينسحب على مئات القضايا المماثلة التي كانت تتناسب مع ما كان سائدا ومع متطلبات تلك الفترة وما كان يسودها من اعتماد الوسائل المتواضعة وحتى البدائية للعيش في زمانها ، ومنها مثلا تربية المواشي على نطاق واسع واعتماد الوسائل البدائية للزراعة وإستخدام بلاطة من الحجر لدق الكبة أو الجاروشة لطحن القمح وأمور كثيرة مشابهه . وأما اليوم فقد أصبحت هكذا وسائل غير معتمدة نظرا للتقدم الهائل الذي شهده العالم في ال ٤٠ سنة الاخيرة وبخاصة في النصف الثاني من هذه المدة وهو مايجعل الحديث عن العودة لمثل هذه الوسائل نوعا من أنواع التهكم وتوصيف هكذا مجتمع بأنه لا يواكب العصر والتكنولوجيا الجديدة بكل ما أنتجته للبشرية من تقدم وراحة وتوسع في الحاجات الاساسية ليومياتنا .           

على ان الامر الذي فقدناه في عصر التطور والتكنولوجيا وفاقمت من سلبياته المنظومة الحاكمة والفاسدة وأفسدت معها " جيش " كبير من ضعفاء النفوس - الساعون لجني الثروات سريعا بطرق غير مشروعه كما هي الطبقة الحاكمة وازلامها ومافياتها  . وما فاقم من إفساد واقعنا اليوم تجذر المذهبية في العقول والنفوس وإستثمارها بأبشع لابشع الغايات وحتى  تحويل الدين الى واجهة وأداة  لحماية  اللصوص وتجار الهيكل وحتى لحماية الخونة ( ليس وقتها الان ، لانها تستوجب بحثا مفصلا وعلميا ) . 

ورغم الفارق الكبير بين حاضرنا اليوم وما بلغه مجتمعنا ، كما غيره من تقدم وتطور ، وبين الوسائل البدائية التي اعتمدها ممن سبقونا ، لا يمكن تجاوز مسألة مهمة واساسية تميز كل ماكان سائدا من إيجابيات وبين جملة واسعة من السلبيات التي يصل بعضها الى حدود الخطايا وحتى الخطيئة ، ويمكن الاتيان على بعض عناوينها في هذا النقاش ومنها : 

١-إن الطيبة والبساطة التي ميزت حياة اجدا دنا ، حل" مكانها اليوم المصالح الخاصة والكذب والنفاق وأصبح من يملك خساسة النفاق والكذب وله باع طويل بالنهب وسرقة المال العام زعيما ومن اصحاب الثروات الخيالية . 

٢- إن العقل الاجرامي للحاكمين وفئات واسعة من بني البشر حولت التقدم الكبير في التكنولوجيا وحياة الناس الى ادوات لقتل بني ا  لبشر بأبشع صوره حتى ضمن الوطن الواحد والقرية الواحدة والعائلة الواحدة ، وصولا لتأبيد حكم الزعيم والحاكم ، بينما كل هذا الاجرام لم موجودا في زمن الذين سبقونا ، طبعا كان هناك بعض التقاليد السيئة تصل احيانا لحدود القتل ، لكن ما كان يحصل في هذه المسائل لايوازي طيلة سنة كاملة وحتى لسنوات مايحصل اليوم من قتل ونفاق وسرقة وما الى ذلك . 

٣- كان في ذاك الزمن لكل شيء نكهته الخاصة ولكل عمل او نزهة او فرح ( لامجال لذكر كل ماكان يجمع ولا يفرق ) ، لكن كان للفرح في القرية أريجه الممتع وكان للعمل نكهته من حيث تعاضد كل ابناء القرية وكان لاجتماع العائلة في اي مناسبة طعمها الممتع وكان " للقصدورة " العصرونية  رونقها الجميل وحتى لاحياء ذكرى الموتى كان يجمع بين الرحمة والتعاضد ، وأما اليوم ، فقد إبتعد البشر ملايين السنين عن تلك العادات التي تختزن الصدق والمحبة والطيبة و.... ، وباتت عادات عصر الحضارة والتكنولوجيا أشبه بطقوس عبدة الاوثان ، فالفرح اصبح مصطنعا وأستبدلت الطيبة بالنفاق وإستبدلت الرجولة لدى زعيم القرية بتففن السرقة والاثراء غير المشروع لتصبح ذي جاه ومسوءول واستبدل التعاضد بالرشوة وتحولت وفاة عزيز للاستثمار من الاخرين بشراء القبور والنميمة وتعداد حسنات ماكان عليه من سبقونا وسيئات مابلغه عقل البشر من اجرام وقتل يتطلب بحوثا مطولة .
[10:48 AM, 8/30/2021] خديجة البزال: والكذب وله باع طويل بالنهب وسرقة المال العام زعيما ومن اصحاب الثروات الخيالية . 

٢- إن العقل الاجرامي للحاكمين وفئات واسعة من بني البشر حولت التقدم الكبير في التكنولوجيا وحياة الناس الى ادوات لقتل بني ا  لبشر بأبشع صوره حتى ضمن الوطن الواحد والقرية الواحدة والعائلة الواحدة ، وصولا لتأبيد حكم الزعيم والحاكم ، بينما كل هذا الاجرام لم موجودا في زمن الذين سبقونا ، طبعا كان هناك بعض التقاليد السيئة تصل احيانا لحدود القتل ، لكن ما كان يحصل في هذه المسائل لايوازي طيلة سنة كاملة وحتى لسنوات مايحصل اليوم من قتل ونفاق وسرقة وما الى ذلك . 

٣- كان في ذاك الزمن لكل شيء نكهته الخاصة ولكل عمل او نزهة او فرح ( لامجال لذكر كل ماكان يجمع ولا يفرق ) ، لكن كان للفرح في القرية أريجه الممتع وكان للعمل نكهته من حيث تعاضد كل ابناء القرية وكان لاجتماع العائلة في اي مناسبة طعمها الممتع وكان " للقصدورة " العصرونية  رونقها الجميل وحتى لاحياء ذكرى الموتى كان يجمع بين الرحمة والتعاضد ، وأما اليوم ، فقد إبتعد البشر ملايين السنين عن تلك العادات التي تختزن الصدق والمحبة والطيبة و.... ، وباتت عادات عصر الحضارة والتكنولوجيا أشبه بطقوس عبدة الاوثان ، فالفرح اصبح مصطنعا وأستبدلت الطيبة بالنفاق وإستبدلت الرجولة لدى زعيم القرية بتففن السرقة والاثراء غير المشروع لتصبح ذي جاه ومسوءول واستبدل التعاضد بالرشوة وتحولت وفاة عزيز للاستثمار من الاخرين بشراء القبور والنميمة وتعداد حسنات ماكان عليه من سبقونا وسيئات مابلغه عقل البشر من اجرام وقتل يتطلب بحوثا مطولة .

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري