تتردد على مسامعنا هذه الكلمات الثلاثة وفي مجتمعنا وخصوصا في منطقتنا و داخل محيطنا الإجتماعي ونحن نقولها بثبت أن لا رزقا وفيرا ولا عملا مفيدا ولا حياتا هنيأة ولكن العكس بأن البركة ذهبت هباءا منثورا وإندثرت كإبرة في كومة عالم مظلم وحالك وسرداب لا يعي بقوانين الإنسانية شيء إن البركة قد غابت عنا لسطو نفوسنا وسواد قلوبنا وتكبرنا وعنجهيتنا وضلالنا لأن الله يدعونا بآياته إلى المسارعة بطلب مغفرته وتوبتنا النصوحة إلى الله وأن نجعل من رضى ربنا علينا قاعدة أسمى وأعلى
في حياتنا لأن بذلك يكافئنا الله بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ولن نبلغ ذلك إلا بسماحة أنفسنا وأعمال الخير بيننا وفي منطقتنا وهذا المفهوم الذي يتراود على مسامعنا بأن البركة إضمحلت ونعت وأوكست وذلك لأن أهل البركة بصفاتهم الخلقية وبساطتهم وقلوبهم المعطاءة كانوا لا يبغوا شيء في هذه الحياة الدنيا سوى أن تكون حياتهم ملآ بفعل الخير والجنوح عن الشر وعلى الرغم من فقر الحال الذي كانوا يعيشون في كنفه وأن التعاون بينهم إن كان
هنالك أحد مضام فيتحدوا ويرصوا صفوفهم يدا بيد ويعملوا جميعا على إسعاده وإنهاء ما ثقل كاهله من عمل وأن يتقاسموا ما أتاهم الله به من أدما وخبزا وشربة ماء وكانوا بأفعالهم يطبقون مقولة رائدة ثابتة وخالدة في كلماتها أن المسلم أخو المسلم يتعاون وإياه على البر والتقوى ولا يرده عندما يأتيه البركة ما خلت لأن إن خلت من الطيبين القلائل خربت وتهدمت، إن ما نعيشه في هذه الأزمة الملتهبة الأطراف بإقتصاد مشلول وزراعة لا تكفي وسياسة لا تنتج إلا هم وغم وجدال عقيم ليس ذلك كله من مؤامرة العالم علينا فحسب بل من جشع أنفسنا التي ما تركت للبركة مكان فتلاهف وتلاحق الفقير حتى ولو على رغيف خبز يأكله إن البركة لا تحتاج كلمات فحسب فالكلام من فضة والسكوت عندما نقول ما لا نفعل ذهبا لأن ثوب المروءة صعب على المتكلم ولين على الفاعل لأن لا الهاتف ولا الإنترنت يغني فقيرا ولا الفايسبوك يهدأ من روع طفل خائف ولا الكلام وإثارة الزعزعة بين الناس قادر على أن يعلم جيلا وينتج فطنا لا التكنولوجيا قادرة على رد البركة والصفات الجميلة والعادات الأصلية والنفوس الراحمة لبعضها البعض والأمة التي إن شبع فقير فيها وسعد هي شبعت وإن لاقى ظمأ هي ظمأت وأصابها العطش لا والله البركة ما زالت تحفر جسرا بين المتوادين والمتحابين وبين المؤمنين وبين الغريب والقريب ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ) العبد الفقير إلى الله أخوكم علي زغيب...



