كتب م. زياد ابو الرجا: رماح فلسطين من عين جالوت الى حطين.
أخبار وتقارير
كتب م. زياد ابو الرجا: رماح فلسطين من عين جالوت الى حطين.
2 أيلول 2021 , 18:21 م
كتب م. زياد ابو الرجا:     حين نجحت الحركة الصهيونية بإقامة الكيان على الارض الفلسطينية كانت العلمانية و الفكر العلماني الممزوج بفكر الاشتراكية الدولية الثانية (The second international) الذي اضفى

كتب م. زياد ابو الرجا: 

   حين نجحت الحركة الصهيونية بإقامة الكيان على الارض الفلسطينية كانت العلمانية و الفكر العلماني الممزوج بفكر الاشتراكية الدولية الثانية (The second international) الذي اضفى على مجتمع الكيان و نظامه التعليمي و نهجه السياسي صفة دولة الكيان الديموقراطية و العلمانية. وادارت الاحزاب الصهيونية صراعها على السلطة ضمن هذا السياق. وكان دائما يفوز حزب اغلبية تشكل الحكومة مع احزاب اقلية تشكل المعارضة. 
وفي سياق التطور التاريخي للكيان والحروب التوسعية التي خاضها ضد الجوار العربي برزت كنتيجة حتمية لانتصارات الكيان القوى الدينية المتطرفة التي تدعو الى تطبيق شعار "حدودك يا اسرائيل من الفرات الى النيل"، وشكلت احزابا دينية متطرفة تنازع القوى العلمانية و تحارب فكرها العلماني وقامت بنشر  المدارس التي تعتمد الرؤيا الثورانية ‘التي اخدت تخرج اجيالا من المتعصبين الدينيين والذين يرفدون الدولة بكل مؤسساتها حتى وصل الامر الى ما يقارب من 43 بالمائة من مخرجات التعليم من هذه المدارس و المعاهد. 
انعكس هذا الوضع على بروز وتشكيل احزاب متطرفة دينيا وصار العداء للعرب هو حلبة المنافسة بين هذه الاحزاب من جهة وبينها وبين القوى العلمانية من جهة اخرى. وكانت المحصلة النهائية هي سيطرة الأحزاب المتطرفة والمتعصبة على القيادة السياسية للكيان وكان ابرز تجلياتها حزب الليكود الصهيوني المتطرف الذي تنكر لكل القرارات الدولية والاتفاقات والمعاهدات التي عقدها مع مصر والاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية والغى دور اللجنة الرباعية التي كانت ترعى المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.  
وعلى ضوء هذه المتغيرات والتحولات التي سادت في الكيان وفشل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وعجزها عن تحقيق الحد الادنى المتمثل بإقامة سلطة وطنية فلسطينية مستقلة وليس ((السلطة / الجيتو)) برزت على الساحة الفلسطينية كنتيجة حتمية للصراع قوى فلسطينية اسلامية كند وغريم للقوى الصهيونية المتطرفة وخاضت صراعا دمويا من الكيان من جهة وشكلت تهديدا وجوديا لسلطة اوسلو. وكما حصل في الكيان تقدمت القوى الاسلامية الفلسطينية جماهيريا وتعبويا وتنظيميا على كافة الفصائل الفلسطينية حيث نجحت حركة حماس وفازت بالانتخابات التشريعية والتي من المؤكد انها ستفوز باي انتخابات قادمة. ان نجاح القوى والحركات الاسلامية زاد في تفكك الفصيل المهيمن على سلطة اوسلو وهي "حركة فتح"، وظهر هذا التشرذم والتفكك خلال التحضير للانتخابات واتخذ كل طرف بكيل الاتهامات للأطراف الاخرى. 
شهدت ثلث المرحلة من الشلل الفلسطيني تغول قطعان المستوطنين بالتركيز على الاعتداءات المتكررة على المقدسات في القدس ومحاولة السيطرة على حي الشيخ جراح وطرد اهله من منازلهم واحلال المستوطنين بدلا منهم. وصمتت سلطة اوسلو كصمت القبور عن كل ما يجري في القدس. وتصدى اهل القدس نساء ورجالا شيبا و شيبانا للمستوطنين الذين يدنسون الأقصى ويقتحمون حي الشيخ جراح بصدورهم العارية الا من ايمان بعدالة القضية وان القصاص ات لاريب فيه وان الغيوم الحالكة السواد يوجد على اطرافها حزام فضي منير وحين اكفهرت سماء القدس قدحت قوى المقاومة في غزة نارها صواريخا تضئ سماء فلسطين وتسوق ملايين المستوطنين الى الملاجئ مذعورين وتطال معظم المدن وبلدات فلسطين. وانتفض الشعب الفلسطيني عن بكره ابيه داخل الوطن وفي الشتات القريب و البعيد و نضافر العرب المخلصين والمسلمين وكل محبي العدالة والحرية في العالم. اكتظت  مدن امريكا و اروبا بالمتظاهرين المنددين بالصهاينة العنصريين حتى اهتزت دكة غسل الموتى اما اولاد السلطة فلم تهتز لهم قصبة. 
 
كانت جولة سيف القدس عزفا منفردا من طرف واحد من اطراف المقاومة العربية والاسلامية واضعفها واظهرت زيف ارتباط المستوطنين بالأرض التي يدعون انها ارض اسلافهم البائدين وهشاشة التماسك الوطني بينهم وكشفت عجز جيش الكيان و جنرالاته وقبته الحديدية عن التصدي لصواريخ المقاومة وفيما بعد عزلت نتنياهو الفاشل وجاءت بمن هم اضعف منه ارادة وتصميما مما دفع قطعان وغلاة المستوطنين ان يأخذوا  زمام المبادرة بأيديهم وواصلوا الاعتداء على القدس ومقدساتها واهلها وازدادوا صلفا وتجبرا  بالاعتداء على البلدات والقرى الفلسطينية الامنة. 
ان الظروف الموضوعية السائدة حاليا دوليا واقليميا في ظل الانسحاب الامريكي المذل من افغانستان وما احدثه من تداعيات على مدى العالم وخاصة الفراغ الجيوسياسي الذي تأهبت الصين و روسيا وايران والهند و باكستان لملئه كل حسب قدرة وهمته وإمكاناته وما خلفه هذا الانكسار الامريكي من تداعيات كارثية على منظومة الناتو العسكرية والسياسية والقلق الدائم لدى اتباع امريكا والكيان والمطبعين معه. 
ان الظروف الموضوعية والظروف الذاتية لقوى محور المقاومة تفرض اكثر من اي وقت مضى ودون ارجاء او تأجيل على كل اطراف المقاومة تنظيمات و دول ان تبدء عزفا جمعيا "اوركيسترالي". 
وان يكون عنوانها (رماح فلسطين من عين جالوت الى حطين) دون انتظار ان يبعث فينا صلاح الدين فامتنا امة ولادة تجدد دائما فينا الف صلاح الدين. 
ايها اللاهثون خلف المشاريع التي سقطت والمعاهدات التي مزقت والمواثيق التي احترقت ايها الفصائل التي هرمت وشاخت ايها القيادات التي اصابها الخرف ايها الداعون الى انتخابات على ارضية اوسلو او مؤتمرات المجالس و هيئات فشلت اريحونا من ترهاتكم وخرافاتكم لان الجماهير لا يطربها الا الاستماع الى معزوف (رماح فلسطين من عين جالوت الى حطين). 
وانا الاطراف المقاومة مجتمعة لمنتظرون ولا تطيلوا انتظارنا و نحن بكم واثقون. 
 
زياد ابو الرجا

المصدر: موقع إضاءت الإخباري