النقابات المهنية والعمالية استهدفت، بقرار خارجي وتواطؤ مجموعات من داخل النقابات، أنجزت المهمة، وعلا صراخ المهنيين وتعمقت آلام عائلاتهم، واندلع حوار ساخن فيما بين الأعضاء المنتسبين ، البعض منه واعي ومدرك لأسباب الأزمة وغرض الاستهداف ، والبعض الأخر غير واعي وغير مدرك لدوافع هذا الاستهداف،
الجمعيات التعاونية على جدول أعمال التصفية، وما قرار تصفية حساباتها في البنوك الأردنية، إلا مقدمة التصفية، من له مصلحة في استهداف النقابات المهنية والعمالية والجمعيات التعاونية؟ بالتأكيد ليس المصلحة الوطنية ، بل مصلحة المهيمن على هذا البلد.
لا نحتاج إلى العبقرية الفذة لندرك خطوات الاستهداف المتتالية، بالمقابل نحتاج إلى العقول المبدعة النيرة والضمير الحي لمجابهة هذه الهجمة، كيف نواجه ونخرج بأقل الخسائر ونهزم المخططات ونستمر في إعادة بناء النقابات والجمعيات التعاونية بكل تصميم واقتدار.
نحن أمام مقاربتين:
مقاربة تعميق الجروح وهدم المعبد، تلك التي تطالب بتصفية الصنادق و سيتبعها حتماً مطلب تصفية النقابات لاحقاً، أليس هذا هو هدف المخطط؟
المخطط القادم بقرار من الخارج " صندوق النقد الدولي تنفيذاً توافقات واشنطن" من يجهل وغافل عليه واجب الصحوة ، ومن يعلم فلا يجب أن يفسح المجال أمام إنفاذ مخطط الخارج، في هذه اللحظة الحرجة علينا التنبه لخطورة الانتهازيين صيادي الفرص ، والمتسلقين على أكتاف زملائهم، من الواجب تعريتهم وفضحهم وعزلهم.
المقاربة الثانية التمسك بالمنجزات التاريخية التي تحققت عبر الجهد والتعب والتضحية لبناء هذه المؤسسات حواضن المهنيين والمهنة والعمل الوطني، والإبداع في استخلاص العبر ووضع الحلول العملية والواقعية للخروج من الأزمة.
الوعي مطلوب ومراجعة الذات من قبل من يجهل واجب مهني وأخلاقي ووطني.
سبق أن مررنا بهكذا استهداف،"إغتيال سلطة المصادر الطبيعية عام 1991" طرحنا على الهيئة العامة وموظفي سلطة المصادر الطبيعية، قرار صدر من صندوق النقد الدولي وفي ذلك الحين، ( موظفو سلطة المصادر الطبيعية يذكرون ذلك ) تم الحديث عن التسييس وها هم اليوم يندبون حظهم لأنهم لم يعوا الاستهداف، لا بل بعضهم صدق الوهم بأن ظروفهم المادية سوف تتحسن كما كانت الدعاية، فتم اغتيال السلطة ومعها مصالحهم.
لا ينفع العليق وقت الغارة، من يعتقد بأن الإنقاذ يتم عبر التصفية فهو واهم، وفي الوقت ذاته يخدم المخطط، بوعي أو بلا وعي.
لا تغمسوا خبزكم بدم أبنائكم ودم الأجيال القادمة
النقابات المهنية والعمالية والجمعيات التعاونية دين في ذمتكم
دافعوا عنها لأنها حصن الوطن وحصنكم



