كتب الأستاذ حليم خاتون: دولة مع وقف التنفيذ.. إنها قوانين العفو
عين علی العدو
كتب الأستاذ حليم خاتون: دولة مع وقف التنفيذ.. إنها قوانين العفو
حليم خاتون
15 تشرين الأول 2021 , 12:06 م
كتب الأستاذ حليم خاتون: سلطات تقوم على مبدأ التراضي... قوانين تحمل في أحشائها تشجيع المخالفات انطلاقا من إمكانيات التسوية... وألا كيف يمكن للفساد أن يسود، وللزبائنية الحزبية والسلطوية أن تنمو...

كتب الأستاذ حليم خاتون:

سلطات تقوم على مبدأ التراضي...

قوانين تحمل في أحشائها تشجيع المخالفات انطلاقا من إمكانيات التسوية... وألا كيف يمكن للفساد أن يسود، وللزبائنية الحزبية والسلطوية أن تنمو...

قوانين منع المحاكمات عبر منح حصانات غير مفهومة وغير مبررة... وإذا حصل بالصدفة أن وقع أحد أصحاب الدم الأزرق،
هناك قوانين العفو الخاصة والعامة المختلفة لانقاذ اولاد القحبة من القصاص...

ابتسم، انت في لبنان.

عادة، هذا حدث ويحدث في كثير من البلدان، عندما يحدث أمر جلل، وتعم الفوضى؛
يكسر المساجين ابواب السجون ويخرجون إلى حرية لا يستحقها الكثيرون منهم، ويستحقها القليلون فقط من الأبرياء الذين رمت بهم الأقدار بين أرجل قضاة فاسدين، حاقدين لا دين لهم ولا ضمير... ولا وطنية.

لكن هذا لم يحدث في لبنان...

 إذا صدف أن حصلت عملية هروب من السجن في لبنان، فهذا غالبا ما يكون بأعداد محدودة جداً، لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة...

لكن، ومرة اخرى، ابتسم... أنت في لبنان...

لا تهتم كثيرا ولا تحمل هماََ، إذا كنت من أصحاب الدم الأزرق...

حتى لو كانت يديك ملوثة بالدماء... لا بل حتى لو كنت مصاص دماء... لا تهتم...

في لبنان سوف تخرج إلى الحرية لارتكاب المزيد من الجرائم...

ابتسم، انت في لبنان...

لم يعد مهما الحديث كثيرا عن اغتيال رفيق الحريري...

 الذين أتوا من بعده تفوقوا عليه في عالم سرقة المال العام... 
لكن الضمير يستوجب قول كلمة حق...
لم يكن الرجل قاتلاََ...
على الأقل، لم نعرف عنه هذا...

ليس مهما محاولة إفهام من لم يرد أن يفهم أن الأميركيين مع الإسرائيليين، هم من قتل رفيق الحريري...

لأن الغبي، حتى لو كان (دكتوراََ) اسمه مصطفى علوش، بدأ حياته في ماركسية حزب العمل الاشتراكي العربي،... عندما يتحجر دماغه ويصبح "خرج" العرض في المتاحف إلى جانب الحيوانات المتحجرة الأخرى... لا يمكنك إعادة تدفق أي نوع من الدماء النبيلة إلى عقل سكنته الأفاعي والثعابين...

لم يكن مصطفى علوش الوحيد الذي كان يقفز مسعورا كالقرد من مكان إلى آخر بعد اغتيال رفيق الحريري، مطالبا بإخراج "القاتل التسلسلي، serial killer"، سمير جعجع من القفص الذي وضعه فيه رفيق الحريري نفسه...

بالإضافة إلى مصطفى علوش، كان البرلمان قد تحول فعلا إلى حديقة حيوانات سيطر عليها القرود من المستقبل والاشتراكي وحتى ربما بعض أمل، أن لم يكن مباشرة، على الأقل، بغض الطرف عن أكثر القوانين عجائبية في تاريخ لبنان المليء هو نفسه بالعجائب:

تم إصدار قانون عفو ملزم للرئيس أميل لحود ليوقعه..

 خرج سمير جعجع إلى مسلسل الجرائم الذي لا ينتهي، لا بطوني فرنجية وعائلته وأصدقائه، حتى لو سكت سليمان فرنجية الثاني عن هذه الجريمة، ولا بالرئيس الشهيد رشيد كرامي، رغم رفض آل كرامي لهذا العفو المسخ...

عفو ممهور بتواقيع مجموعة من اللصوص والمجرمين لإخراج زميل لهم من قبوِِ تحت الأرض...

لا القبو ولا العفو، كلاهما لم يغير في سلوكيات هذا القاتل شيئاً...

يومها، حنت رؤوس كثيرة تجنباََ لعواصف قد تتبع عاصفة الصحراء التي أطاحت بالعراق، أحد أضلع مثلث الدول العربية المركزية التي فيها مقومات قيام دولة...

حنت المقاومة في لبنان رأسها، ودوما حفاظاََ على سلمِِ اهلي يجب أن يلحظ السكوت عن بطش القتلة ونهب حاشية الحكم لموارد الدولة...

كثيرون في البرلمان والقضاء والحكومات السابقة واللاحقة، خلعوا عن أبدانهم النجسة، "الشروال" السوري، ولبسوا بسرعة قبعات الكاوبوي الأميركي...

 بالغ بعضهم بوضع ال Coppa اليهودية على رؤوسهم... 
 إنه العصر الأميريكي الصهيوني الذي من المفروض أن يدوم ويدوم ويدوم كما مساحيق التنظيف والغسيل الكاذبة...

معاََ مع انحناء المقاومة، رقد المارد القومي العربي...

تسارع تحوّل طريق الجديدة الذي بدأ مع رفيق الحريري  لتصبح هذه المنطقة التي كانت تحتضن يوما كل الثوريين والقوميين أيام عبد الناصر؛ لتصبح مرتعا لعملاء اميركا وخدم بني سعود...

حتى الجامعة العربية التي تم بناؤها في المنطقة صرحا عربياً عالياََ، وحصناََ للقومية العربية، صارت ماخوراََ لبندر بن سلطان وأمثال مصطفى علوش وصالح المشنوق وغيرهم...

في هذه الأجواء تم إخراج قاتل الرئيس الشهيد رشيد عبد الحميد كرامي من السجن...

الرجل الذي وُضع في قفص، في قبو تحت الأرض، لم يتب إلى ربه... لم يستغفر الإله على ما سفك من دماء...

خرج أكثر عمالة، أكثر سفاهة، أكثر عنجهية، أكثر تعصباََ اعمى...

تعصب مغلف بقشرة مسيحية لم تعرف معه اي سماحة أو حب من تعاليم السيد المسيح...

إلهي، لا تسامح هؤلاء القردة، لأنهم كانوا وما زالوا يدرون ماذا يفعلون...

المجرم الذي قتل يوم أمس، لم يكن سمير جعجع وحده...

الكلاب الذين أرسلهم لم يكونوا كلاب جعجع وحده...

مجرم الساحات أمس، كان كل أولاد القحبة الذين صوتوا لمرسوم العفو عن قاتلِِ ومصّاص دماء...

أما طارق البيطار وماري كلود نجم... فهنيئاً لهم انضمامهم الى تلك الزمرة من القتلة...

أما طارق البيطار وماري كلود نجم،
 لم يخدم أحد الفساد كما فعلتم أنتم حين حولتم القضاء إلى  ممسحة اميركية كل هدفها هو النيل من المقاومة التي أذلت أميركا واتباعها في المنطقة...

ربما يجدر شكر البيطار على أمرِِ واحدِِ فقط على الأقل...

لقد أثبتَ، وعن جدارة،  لحزب الله دون قصد أن السلم الأهلي لا يمكن المحافظة عليه بوجود اوغاد مثلك ومثل من خرج أمس يقتل الناس دفاعاً عنك...
                        

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري