كتب جورج حدادين:
من يقف وراء هذا التوتير الهمجي الدموي الممنهج؟
وفي أي سياق يأتي هذا التهيج
مجموعة من المعطيات الحديثة والحقائق القديمة يجب سردها في سياق هذا الحدث ، دولة معرضة للإنهيار الشامل، بدلاً من البحث عن حلول يتم إغراقها في المؤامرات الدنيئة.
1: هزيمة الولايات المتحدة المذلة في أفغانستان بعد حرب دامية أستمرت ما يقارب العشرين عاماً، كلفت دافع الضرائب الأمريكي المفقر والمجوّع ، عدة تريليونات من الدولارات كافية لرفع الظلم عن شرائح واسعة من المجتمع الأمريكي، هي حرب الشركات العملاقة للسيطرة على موارد وثروات دول المحيط المفقر والمعدم والمنهار أو قيد الانهيار، ولبنان في المقدمة القائمة.
2: هزيمة قوى العدوان في اليمن وتمكن الشعب اليمني بعز وإباء من الحفاظ على وطنه وسيحرر بقية أراضيها كما هو واضح اليوم
3: هزيمة الهجمة الدموية التكفيرية والليبرالية المنحلة ومن يقف خلفها ، المنظومة الرأسمالية العالمية وقوى التبعية العربية والتركية على سوريا والعراق والمنطقة.
4: تحول حزب الله إلى قوى إقليمية يحسب حسابها، تمكن من دحر التكفيريين عن الأرض اللبنانية، وحماية ثروات لبنان النفطية والغازية في البحر من الأطماع الصهيونية، وأصبح صمام أمان في لبنان والمنطقة
دفعت القوى العالمية المهزومة و المأزومة ، القوى الفاشية اللبنانية التاريخية لخوض معركة خاسرة، وكل عاقل يحكم عليها بالخسارة ، حيث لا مجال لمقارنة موازين القوى على أرض الواقع، بين قوى المقاومة والقوى الفاشية، طفل في حلبة صراع مع ملاكم محترف!!!
من الخاسر أولاً وثانياً وثالثاً المجتمع اللبناني بكافة شرائحه الوطنية الكادحة والمنتجة
في المحصلة يمكن استنتاج أن تكرار انفجار الأزمة الاجتماعية على الساحة اللبنانية، لم يعطى الحرص الكافي لتجنبه ولم يتم التعامل معه بالمتطلب الحقيقي، منظومة اقتصادية اجتماعية سياسية عفنة أصبحت تشكل عائق أمام تطور المجتمع، وسد منيع أمام الخروج من الأزمة المتعمقة، التمسك بهذا النظام يشكل عبئ مستدام على قوى المقاومة وعدم تخطيه وعدم تبني متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي التي هي خشبة الخلاص من كل المصائد التي تعمل القوى المعادية على نصبها، يشكل الخاصرة الرخوة لمشروع التحرر الوطني.
وعي الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة بمصلحتها النهائية هي طريق الخلاص، وهي الحامل الاجتماعي والحماية والقاعدة الصلبة التي ترتكز عليها قوى المقاومة
لا تضيعوا الفرصة مرة أخرى، هي المرة الثالثة