كتب الأستاذ محمد النوباني"
أنا متأكد بانه لو كان الذي إنتقد الحرب التي تشنها السعودية والامارات منذ اكثر من سبع سنوات ،على اليمن ووصفها بالعبثية احد المسؤولين في الإدارة الامريكية ،أو عضو في الكونجرس، او حتى صحافي امريكي شهير، وليس وزير الإعلام اللبناني الحالي جورج قرداحي،قبل توزيره،لما كنا قد سمعنا لا عن إستدعاء سفير ولا عن كل تلك الإحتجاجات التي إنطلقت من السعودية والإمارات وبعض دول الخليج منددة بها و مطالبة من ادلى بها بالإعتذار بل كانوا سيلتزمون الصمت وكأن شيئاً لم يكن. وحتى لا اتهم بالتجني يكفي أن أذكر بهذا السياق كيف كانوا يستقبلون بأذن من طين وإخرى من عجين الاقوال المهينة التي كان يوجهها لهم الرئيس الامربكي السابق دونالد ترامب حين كان يصفهم بالبقرة الحلوب ويؤكد صباح مساء بأنهم لا يستطيعون البقاء في الحكم حتى لأسبوع واحد من دون الحماية الامريكية.
ولكي ندخل في صلب الموضوع فإن ما اثار غضبهم ليس وصف جورج قرداحي للحرب في اليمن بأنها عبثية، فهم أول من يعرف بأنها عبثية، وبأنهم لن يحققوا إنتصاراً فيها حتى لو إستمرت ل١٠٠عام.
ولكن الحمية اخذتهم وكأن السماء إنطبقت على الأرض، لسببين مهمين:
الأول : لأنهم يعتبرون لبنان مزرعة لهم و بالتالي فإن حكومته التي اصبح قرداحي وزيراً للإعلام فيها ويترأسها نجيب ميقاتي المقرب منهم يجب أن تكون خاضعة لقرارهم السيادي وليس لقرار الدولة اللبنانية.
والثاني: لأن جورج قرداحي عمل لسنوات طويلة مقدم برامج في قنوات إعلامية تابعة للحكومة السعودية،وتنعم بالمال السعودي، وبالتالي فإن ما موقفه من حرب اليمن قد يغري إعلاميين آخرين للحذو حذوه مما سيضعف الإتجاه المعني بإستمرار الحرب داخل بلدانهم ويقوي الإتجاهات المطالبة بوقف الحرب.
عود على بدء فإن الحرب على اليمن هي حرب عبثية ليس لأن الطرف الذي شنها لا يستطيع الإنتصار فيها فحسب بل وايضاً لأن ضحايها من العرب،وتحديداً اليمنيبن، والاموال المنفقة على خوضها من قبل السعودية والإمارات، وتقدر لغاية الآن بمئات مليارات الدولارات،هي اموال عربية كان يمكن استثمارها لتطوير اقتصادات الدول العربية وعلى الثحة والتعلبم وتطوير البحث العلمي ورفع شان العرب بين الأمم وعلى تجنيد دول العالم لحل القضية الفلسطينية بدل
إنفاقها لخدمة اجندات غير عربية وتشغيل مصانع السلاح في امريكا والغرب.
وأخيراً فإن الإعتقاد يساورني بأن الاعلامي اللبناني السابق والوزير الحالي جورج قرداحي كان ينطلق من مواقع الحرص على امن واستقرار السعودية ودول الخليج عندما وصف الحرب على اليمن بالعبثية ودعا إلى وقفها فتلك الحرب التي تستهدف نساء واطفال وشيوخ اليمن توصيفها الوحيد في القانون الدولي الإنساني بانها جرائم حرب وجراىم ضد الإنسانية.