كتب الأستاذ حليم خاتون
هل سمع أحدكم آخر حِكَم "أليسا"...
مطربة بن سلمان ليست وحيدة على مركب الإنتحاريين الجدد الذين لا يقرأون جيدا ماذا يجري في مملكة الرمال... أو ماذا سوف يجري بعد تحرير مأرب...
ماذا سوف يفعل هؤلاء بعد أن يصبحوا يتامى...؟
بعد ورطة اليمن التي تبعت ورطة سوريا والتي تبعت بدورها ورطة العراق والتي...
هل يكفي ما تقدم، ام يجب على المرء نشر فضائح بني سعود على الملأ...
في كل الاحوال، هي ليست سراََ على أحد...
رواىح فضائحهم تزكم الأنوف...
لا يستطيع بن سلمان التورط في الدماء ثم إفلات كلابه ضد لبنان... هرباََ من المسؤولية...
كما في كل شيء، ينقسم المجتمع اللبناني دوماً إلى أكثر من اتجاه...
آخر تفاعلات هذا المجتمع تجاه ما قاله الوزير قرداحي... هي
بروز ثلاثة اتجاهات عامة تتداخل فيما بينها أحياناً، وتفترق في أحيان أخرى...
الأول، هو اتجاه المرجعية الأميركية العامة مع كل توابعها ومع كل التناقضات الثانوية التي يمكن أن تظهر بين هذه التوابع...
الثاني، هو الاتجاه العام الذي يقاوم الاتجاه الأول، لكن مع وجود بعض الانتهازيين الذين يتقنون فن اللعب على الحبال...
الثالث، هو اتجاه الأكثرية التي تقف على التل...
هؤلاء ينظرون دائما إلى الأمور عبر جيوبهم ومصالحهم الخاصة...
عندهم...
كل الطرق يجب أن تؤدي إلى منفعة ما...
آخر المنضمين الى هذا الاتجاه الثالث، هو الوزير السابق مروان شربل...
طويلا، بقي هذا الوزير على التل...
باسم منع الفتنة السنية الشيعية، تفاوض مع احمد الأسير طويلا طويلا بدل اعتقاله فورا ووضعه في أول سجن داخل مستشفى مجانين وأمراض نفسية...
هكذا، وبنظرة حكيمة ليس فيها (أية) حكمة على الإطلاق، خرج علينا الوزير شربل بإحصاء يقول إن أكثر من ٩٠٪ من الشعب اللبناني، هم ضد سلاح المقاومة... لا تعليق!!!
فقط الدعاء للوزير بالشفاء العاجل مما ألم به من مرض عُضال، وهو لا يدري...
هذا من جهة،
أما في الجهة الأخرى، فاجأتنا ال OTV، بجمع الاستاذ صلاح سلام ممثلاََ بامتياز عن الاتجاه الأول، والأستاذ محمد عبيد ممثلاً عن الاتجاه الثاني، بينما تكفلت مقدمة البرنامج مع الاستاذ ضرغام بتمثيل الاتجاه الثالث بجدارة...
لم يستطع الاستاذ سلام تحمل الاستاذ عبيد الذي لا يرى الخطر المحدق "بالأمن القومي!!! السعودي"...
صدقوني، أنا لا اتبلّى على الاستاذ الكبير والممثل الدائم للدفاع عن مصالح من يحكم من بني سعود في مملكة الرمال، الاستاذ صلاح سلام...
هو قالها بالحرف:
"الامن القومي السعودي!!!"
مع الرجاء من القراء، عدم الضحك على هذا التعبير... أو الاستهزاء به...
صار للبيدق الذي جلس كالبُلهاء أمام ترامب، "أمن قومي"...
أما كيف يهدد شعب اليمن هذا "الأمن القومي" لمملكة الرمال، فهذا بالصواريخ والطيران المسير الذي يضرب المطارات وال"مدنيين" في "خميس مشيط"... دائما على ذمة الاستاذ الكبير جداً، صلاح سلام...
عبثاً يحاول الاستاذ محمد عبيد الدفاع عن أهل أصل العرب...
لكن الحكم قد صدر عن حضرة الصدر الأعظم بتجريم شعب اليمن العظيم ومعهم تلك الملايين التي لا تترك مناسبة جليلة لهذه الأمة إلا وتخرج مهلًلة مكبًرة...
أما دور مقدمة البرنامج والاستاذ ضرغام... فكان التنويه بفريق رئاسة الجمهورية دائما، وإن كان المستمع لا يعرف على ماذا هذا التنويه...
المهم، بالنسبة لهؤلاء هو أن على الوزير قرداحي الاقتداء بالوزير وهبي وتقديم الاستقالة لأن،
"ما في حدا اكبر من بلده"...
تعبير لا ينطبق على الوزير قرداحي قطعاََ وهو الذي رفع اسم لبنان الى أعلى القمم...
حتى لامس سابع سماء..
عذرا،
لكن الأيام الأخيرة حملت الكثير من السماجة والسذاجة اللئيمة فعلاً...
كان يكفي لأي لبناني ان يكون ذي كرامة، حتى يتمنى لو أن الوزير فرنجية كان هو رئيس الجمهورية الفعلي في هذه الظروف...
في كل قضية الحريرية السياسية، وقف الكثيرون واتهموا الوزير فرنجية بالانتماء إلى هذا الفريق المسؤول عن خراب لبنان...
لكن كلام الوزير فرنجية عن السيادة والندية والكرامة أظهر عن قصد أو دون قصد بشاعة مواقف رئاسة الجمهورية الساجدة أمام "السلبطة" الخليجية...
تماما كما فضح كل الرؤساء، الصامتين منهم، والمتزلفين...
يا عالم، يا هو...
أليس لديكم آذان تسمع؟
كل الخبراء يقولون إن الذي دمر اقتصاد لبنان جاء من هذا الخليج...
لا يتكلم المرء عن الحريري فقط..
بل عن كل من جاء يضارب في اقتصاد البلد...
المضاربة في العقارات وفي جني الفوائد الخيالية بمراسيم حريرية وسنيورية...
قد يقول البعض أن هذا ليس ذنبهم... هم جاؤوا إلى السوق والذنب ليس ذنبهم لأن الذي سمح باللعب كان شريكاً لهم في كل ما جنوه...
هم استفادوا فقط من نظام الريع الذي ساد مع اتفاق الطائف...
كل ما فعلوه هو السيطرة على السلطة السياسية التي جعلت ليتر الحليب في لبنان اغلى ثمنا من ذلك المستورد من "مراعي" المملكة، وكذلك الأجبان والألبان...
النكتة الأكثر إثارة للضحك، هي أن لبنان الينابيع والجداول والانهار، لا يستطيع أن ينتج أزهاراََ ووروداََ، لذا هو يستورد من الصحراء السعودية بإثني عشرة مليون دولار من هذه الزهور سنوياََ
ما هي تلك المساعدات التي اعطتها مملكة الرمال، والتي تفوق ما جنته من نظام هذا البلد المالي القائم على النهب المُشرّع بقوانين...
تخرج مملكة الرمال وتجرّ معها قطيعاََ من الأتباع يهددون بمقاطعة لبنان كما قاطعوا سوريا وكما يفعلون مع كل حرّ...
المسألة مؤامرة بالطبع...
سوف تزيد أوجاع ومشاكل اللبنانيين... هذا مؤكد...
لكن، وكما يقال عندنا،
وجع ساعة ولا وجع دهر...
منذ أيام عبد الناصر ومملكة الرمال تبتز هذا البلد...
كل مرة، يجدون سبباََ "للبرطعة"
في تلك الأيام، كان السبب الموقف القومي العربي مع عبد الناصر... ومع مصر...
في تلك الأيام كان هؤلاء حلفاء الشاه الصفوي المجوسي... الذي كان مثلهم، تابع لأمريكا...
هل علينا البقاء عبيداََ لأنظمة تتبع هي نفسها للشيطان الأميركي...
حتى متى هذا الذل؟
هل هو زواج كاثوليكي لا طلاق فيه؟
هؤلاء ليسوا أخوة لنا...، هؤلاءليسوا عرباََ أصلاً..
العربي لا يبيع فلسطين كما فعل بنو سعود، وكما فعل بنو خليفة...
ليس المهم الكلام بالعربية،
المهم، أن يكون المرء عربي الهوى...
ومن قلبه عربي،
لا يقتل اللبنانيين اليوم كما هو يقتل اليمنيين منذ الأمس، وكما قتل السوريين قبل الامس، وكما قتل العراقيين قبل قبل الأمس...
وكما وكما وكما...
وكما باع فلسطين لقاء بسمة من إيفانكا...
الذي لا يريد كرامة، فليرحل إلى تلك الصحاري...
خذوا جعجع وسعد وبهاء وسامي... هنيئاََ لكم... وخذوا مي شدياق على البيعة، دون مقابل...
حلال عليكم... إيه والله...
أما نحن... فلن نرضى عن وطن الكرامة بديلا...
هذا الوطن لن يكون إلا مرتعاً للكرامة، تحميه أسود لن ينال منها لا أميركا ولا الذي يحتمي بأميركا...