كتب الأستاذ حليم خاتون:
في محاولة لتحسين صورتها أمام جمهور المقاومة، بعد انكشاف تحولها إلى مول إعلامي، حيث يتم تأجير ساعات الهواء إلى الخليجيين الأثرياء الذين يحددون هم أنفسهم إسم مقدم هذا البرنامج او ذاك، عادت شاشة الجديد إلى استضافة بعض المحسوبين على فريق المقاومة، لكن مع إمكانية التحكم بكيفية اتجاه الحوار عبر الإستدارة أحياناً إلى المراسلين أو بث ريبورتاج أو غيرها من الحيل الإعلامية...
حاول أمس الاستاذ قاسم الظهور بمظهر الحيادية والموضوعية كي يكون مقبولا على شاشة الجديد التي صارت بوقا ضد محور المقاومة، فوقع بين فكي آدم شمس الدين الذي كان يحاول بطريقة من الطرق دفع ضيفه إلى انتقاد المقاومة...
عدة مرات حاول شمس الدين الغمز من طرف وفيق صفا وتدخله بالقضاء، والاستاذ قاسم يتملص بنعومة إلى أن وقع الضيف عندما اعتبر حزب الله أحد أركان السلطة...
حافظ أدم شمس الدين على نفس تقاسيم الوجه، لكنه كان فرحاََ بهذه السقطة التي وقع فيها الضيف...
كل الحملات ضد الفساد تتجه إلى السلطة...
مجرد الموافقة أن حزب الله هو جزء مهم من السلطة يعني تلقائياً ربطه بالفساد...
لو كان الضيف مثلا، هو الاستاذ حسن عليق، لكان أجاب آدم شمس الدين بحدة وأظهر بما لا يقبل الشك أن كل السلطة هي في يد الأميركيين وأتباعهم...
لكن دماثة الخلق والرواق الزائد عن اللزوم عند الاستاذ قصير أوقعه بين براثن الجديد التي كسبت جولة إعلامية مهمة تهديها للخليجيين بهذه السقطة...
عن أية سلطة يتكلم الاستاذ شمس الدين...؟
هو طالما ردد أن وفيق صفا ذهب إلى مكتب عويدات، واتخذ من هذا قميص عثمان... للدلالة على أن الحزب يستعمل "فائض القوة" الذي لا ينفك جماعة اميركا والخليج والقوات يهوبرون بها...
لا ضرورة للشرح للأستاذ آدم أنه محظوظ جداََ، هو وغيره من المطبلين ضد المقاومة، أن هذه المقاومة تتصرف بالكثير الكثير من الحكمة والصبر، بدل أن تقوم بإجبار القانون أن يقوم بالدور الذي يجب أن يقوم به، وآخر هذا المفروض القيام به، هو وجوب استدعاء مارسيل غانم والتحقيق معه دون أي إخبار أو تحرك من أيِِ كان... وتوقيفه على ذمة التحقيق... بتهمة الترويج للتعامل مع العدو...
عن أية سلطة لحزب الله يتكلم هؤلاء ورياض سلامة التابع لاميركا يدير مالية الدولة كما يشاء ضمن صمت كامل من جانب شمس الدين وشاشات بن طحنون الثلاث...
اين هي سلطة حزب الله وكل القضاء بلا استثناء هو بيد عبود، التابع بدوره لاميركا والذي يعمل وفق أجندة بقايا ١٤ آذار...
عن أية سلطة تتفصحن بين الوقت والآخر السيدة المصون داليا احمد، وقائد الجيش والجيش كله بيد الأميركيين وممنوع عليه أخذ رصاصة من غير اميركا وما يأخذه من اميركا ممنوع استعماله للدفاع عن لبنان ضد إسرائيل... لأن المقصود هو حفاظ على جيش ينقض يوما على أعداء إسرائيل...
أما الاقتصاد، وما ادراك ما الاقتصاد... هل تقول لنا الجديد من سيطر ويسيطر على اقتصاد قام على هندسات مالية كانت الجديد إحدى المستفيدين منه..
أما بقية الأجهزة الأمنية، فقد تكفل اشرف ريفي ووسام الحسن وتيار المستقبل بتحويلها أداة بيد نفس الخليج الذي باتت الجديد بوقاََ صداحاََ له...
في احد الأيام، يوم قرر رفيق الحريري، رجل الخليج الاول في لبنان، والمسؤول الاول والأساسي عن كل المآسي التي يعيشها الوطن؛ يوم قرر اعتقال السيد تحسين خياط بتهمة العمالة... قفز جميع الاحرار يدافعون عنه وعن وطنيته أمام تركيبة المخابرات يومها...
اليوم، لم يقفز السيد خياط ولا تلفزيونه دفاعا عن رجل حر قال رأياً حراََ بشأن حرب إجرامية امبريالية قتلت حتى اليوم أكثر من ثلاثمائة ألف يمني وأضعاف أضعاف هذا الرقم من الجرحى دون الحديث عن الحصار والتجويع والأمراض الفتاكة ونهب ثروة اليمن ونشر التكفيريين في ربوعه...
يخرج بين الحين والآخر رياض قبيسي يتكلم عن الفساد بعمومية مشبوهة...
إذا كان عندكم دليل على هذا الفساد، إبرزوه ولاحقوا الفاسدين حتى النهاية... وتوقفوا عن سياسة التعميم والضبابية...
يا أخي والله عيب...
اخجلوا من أنفسكم...
على الاقل اخجلوا من سيرة اهاليكم الذين ربوكم لتكون أحرارا فإذا بكم مجرد أدوات في يد عدو الأمة...