قبل اسابيع من اغتيال القائد بهاء ابو العطا من سرايا القدس حصلت عدة رشقات على الكيان الصهيوني من قطاع غزة, كان من الصعب فهم مغزاها وتوقيتها في ذلك الوقت, الا ان الامور بدأت تتضح بعد الجولة الاخيرة من الحرب مع الكيان الصهيوني.
في لقائه مع الميادين اشار السيد زياد النخالة الى عدة امور اهمها :
مسيرات العودة .
طالب النخالة بوقف اطلاق الرصاص الحي على المشاركين في مسيرات العودة لانه يعتبر هذا من مسؤولية من يدعو اليها.
حيث كان هناك في الجولة الاخيرة اكثر من خمسون اصابة معظمها سبب اعاقات في احدى الارجل مما يفهم منه ان اطلاق الصواريخ السابق للمواجهة كان تحذيرا للكيان الصهيوني باستهداف اهلنا المشاركين في مسيرات العودة وهذه رسائل يفهمها العدو من خلال الوسطاء . وهي رسائل للداخل ايضا .\
ولاية الدم.
لم يوافق النخالة على ان ولاية الدم هي لسرايا القدس وحده بل اعتبر ولاية الدم لكل الشعب الفلسطيني وكل فصائله معنية بالرد على العدو الصهيوني.
وأضاف ان اغتيال القائد الفلسطيني بهاء أبو العطا’ هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني وبالتالي الشعب الفلسطيني هو ولي الدم بكل فصائله وهذه رسالة واضحة للجميع .
الدولارات الشهرية.
اعتبر النخالة الدولارات الشهرية التي تصل للقطاع هي وسيلة لترويض المقاومة,
تحرم من الدولارات وقت الضرورة وهي بمثابة الجزرة التي تستعمل للتأثير على قرار المقاومة بالمشاركة بكل فصائلها. مضيفا ان لا يوجد شيء يمنح مجانا
الوساطات لوقف اطلاق النار.
بدأت الوساطات مباشرة بعد الاعلان عن اغتيال القائد ابو العطا والمقصود منها احتواء الرد قدر الامكان, رفض النخالة للرد على اتصالات الوساطات,
وبدأ الرد الفوري على اعتداءات الكيان الصهيوني, واشترط النخالة لوقف اطلاق النار ايقاف الاغتيالات, و رفض العودة للتفاهمات القديمة التي كانت سائدة قبل الاغتيال, مطالباً بمطالب جديدة مضيفا انها مطالب عادلة ومحقة وبسيطة واعتقد انه لم يرفع السقف بسبب دراسته للوضع الداخلي في غزة.
الحاضنة الشعبية للجهاد الاسلامي كانت لافتة من خلال حجم الجنازة التي خرجت لتشييع جثمان القائد ابو العطا ومن خلال مطالبة اهلنا في غزة بقصف تل ابيب رغم معرفتهم التام وخبرتهم السابقة عن حجم المعاناة التي ستنتج عن هكذا مواجهة ولكنه شعب عظيم يضع كرامته وكرامة مقاومته فوق كل اعتبار. هنا اثبت هذا الشعب العظيم انه البيئة الحاضنة التي تحتضن مقاومته.
لقد اقام العدو نظرياته العسكرية على الهجوم وعلى الحروب الخاطفة والحسم الواضح, اثبتت هذه المواجهة سقوط نظريته فقد تحول الكيان لنظرية الدفاع وانهاء المواجهة كان بيد الجهاد الاسلامي, اما الحسم فلم يتحقق ابدا وانتهت المواجهة وعادت الامور كما كانت, لقد تأكدت هذه الامور من خلال الشلل الذي اصاب الاقتصاد وقطاع التعليم ونزول معظم المستوطنين للملاجىء وحالات الرعب والذعر التي اصابتهم .
عندما اغتال الكيان القائد فتحي الشقاقي كان الجهاد يملك بندقية واحزمة ناسفة اما اليوم فيملك اسلحة نوعية من صواريخ بمديات بعيدة ودقيقة ومن طائرات مسيرة لم تستدعي ضرورات المعركة استخدامها وبقيت اسرارها محفوظة لمواجهات قادمة.
اما محور المقاومة فلم يكن معزولا, فسلاح السرايا مصدره محور المقاومة وكان الحور يتابع بعين الشريك الذي يعرف حجم قدرات شركائه وامكانياتهم في منع العدو من تحقيق اهدافه ولو استدعت الضرورة تدخله لما توانى عن ذلك, ولنا في ما حصل في سوريا تجربة في ذلك.
اعتبر النخالة ان استهداف الكيان الصهيوني اتى ردا على اغتيال الشهيد بهاء ابو العطا والمحاولة الفاشلة لاغتيال القائد اكرم العجوري في دمشق.
هذا النصر للجهاد الاسلامي سينعكس ايجابا على كل المنطقة وعلى كل عناصر محور المقاومة بابعاده الاستراتيجية والتكتيكية فهو نصر لفلسطين اولا ونصر لامتنا العربية والإسلامية.
