أفـول حزب (الإخوان المسلمين) ، عدو العقل ، وعدو العلم ، والتقدم والحضاري
وصنــوه (الوهابية) ، بعد سقـوط الـرهان عليـهما ، فـي (حـروب الربيع الأسود)
الانتصار سيكون مزدوجاً ، يحقق القطيعة مع الماضي ، ويحـرر العقل من سجنه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يجوز أن ننسى أن المستقبل لا يبشر بنصر عسكري فحسب ، بل يبشر بنصر يمكن تسميته بكل اعتزاز ، كنس التراكمات التراثية السوداء المظلمة ، التي كرثت من قبل هاتين الحركتين ، وساهمت بخنق العقل ، واعتقاله ، لذلك ومن يهزم عسكرياً ، يجب أن يهزم سياسياً ، وتنظيماً ، وفقهياً .
من هنا ومن هذه المرحلة التاريخية ، يجب أن يكون أملنا كبيراً ، بقدرتنا على تحرير عقولنا من التحجر الفكري ، وكنس التراكمات التراثية العفنة ، والانغلاق التاريخي ، والخلاص من السجون المذهبية الضيقة ، وننتهي من مرحلة الضياع ، عندها يبدأ جهادنا الأكبر ، ضد المخلفات الفقهية الظلامية التي نشرتها الحركات الاسلامية ، وعلى رأسها حزب الاخوان المسلمين ، والوهابية .
بعد انجاز هذه النقلة ، نستدرك الفوات الحضاري ، ونخرج من فضاء القرون الوسطي ، ونهزم لأول مرة زمن الخليفة العباسي (القادر بالله) الذي انتصر للحنابلة الحرفيين ، وقتل المعتزلة وحرق كتبهم عام / 1017 / ، أي ننتقل من ذاك التاريخ الأسود ، إلى تاريخ الفيلسوف والمفكر (ابن رشد العظيم) بعد أن نهزم فقه تلاميذ الغزالي أيضاً .
عندها فقط سيطلق سراح العقل ، وعندها فقط سيلد الواقع بدافع الضرورة ، والحاجة ، رفاقاً للمفكرين الأفذاذ أمثال ، فرج فودة ، ومحمد شحرور ، ومحمد أركون ، ليفتحوا آفاق المستقبل العقلاني الرحب أمام الأجيال القادمة ، لنسف الجمود العقلي الذي ران على العقول قروناً ، ويتعامل مع ما يعطيه الحاضر من علم ومعرفة .
......عنــدها سيضــعنا الانتصــار عــلى مفتــرق طــرق تاريــخي !! .
هذا المناخ المستقبلي المأمول ، حققته وستحققه الانتصارات التي تمت على جميع الأصعدة ، والخسران المبين (لحزب الاخوان المسلمين) ، و(الوهابية السوداء) ، في هذه الحرب الوحشية ، التي دفعت الحركتان بقيادة أمريكا وحلفائها ، كل الممكن والمستطاع من رجال ومال ، ولكنها باءت بالفشل هي وحاميتهما أمريكا ومعهما اسرائيل ، كما خسرت الكثير من تفريعاتهما الحزبية المبثوثة في كل العشوائيات الاسلامية ، لأن حلمهما بالسيطرة قد انتهى ، ولم يبقَ للإخونج سوى مركزين مهتزين في ( تونس ، وليبيا) ، سيسقطان قريباً ، أما سعودية محمد بن سلمان الرجراجة ، فهي تحاول تبييض صفحتها السوداء ، ولكن بتردد وخجل .
ومن هنا وبناء عليه كان علينا أن ندرك ، الأخطار الكبيرة والجسيمة ، التي كانت أمريكا تعمل على تأبيدها ، من خلال حروب (الربيع العربي الأسود) ، والذي كان على رأس أولوياتها ، تنصيب حركة الاخوان المسلمين على رأس السلطة في الدول ( غير المنضبطة ) الجزائر ، ومصر ، وسورية ، وتونس .
وتعزيز وتعميم سيطرة (الوهابية) على جميع الممالك والامارات في الخليج العربي ، بالإضافة إلى اليمن ، لأن ذلك بالنسبة لأمريكا ، يحقق شرطين رئيسيين :
1ـــ تفتيت المنطقة على أسس مذهبية .
2ـــ اغلاق عقول شعوبها ، وتركها تدور في صراعات مذهبية ، زمن المدونات الفقهية ، التي كتبت قبل ألف عام ونيف . زمن (الخليفة القادر بالله) .
أما الذي أصيب بخيبة أمل قاتلة نتيجة هذا الخسران ، فهو ( أردوغان ) الذي كان يحلم بالسلطنة ، والسيطرة ، على المنطقة ، وتسخير الدعوة التي يعمل (حزب الاخوان المسلمين لتحقيقها ، والتي تعتبر الآن ، الركيزة الأساسية من نشاطه ، ألا وهي اعادة السلطنة العثمانية إلى تركيا .
لذلك جاءت مساهماته الأساسية بهذا الحجم في حروب ( الربيع العربي الأسود ) ، والتي تبوأ ( أردوغان ) الدور الأول فيها ، حتى كانت آماله تفوق الآمال الأمريكية ، لأن كليهما كان يرغب توظيف ، (حركة الاخوان المسلمين العميلة) ، فهي الأداة المثلى لتحقيق مصالحهما في المنطقة .
وخطورة هاتين الحركتين أيضاً تكمن في :
أن أجواء التخلف ، والجمود العقلي ، وأجواء الصراعات المذهبية ، التي تفرضها الأنظمة الدينية ، تشكل البيئة الرخوة ، التي تمكن اسرائيل (الوكيل الحصري لأمريكا) ، من فرض وجودها ، وتسهيل مهماتها في السيطرة على شعوب المنطقة ، والتصرف بها وبمقدراتها ، وهذا يخدم أمريكا من حيث النتيجة .
سيصرخ البعض ويتأوه ما هذه : انها أضغاث أحلام ، وأنا أقول إن الانتصار على أمريكا الطاغية الباغية ، هو انتصار على كل ادواتها من الحركات الاسلامية ، التي رعتها ، وربتها ، وحمتها ، لمثل هذا اليوم ، ولكن خسرانها هو خسران تاريخي لأدواتها ، وخسران أدواتها هو خسران لفقهها المعلب .
إذن الانتصار الكبير الثنائي المقصد ، سيحقق مناخ الحرية ، الحرية التي تقتضيها العملية التطورية ، ولا نقصد بكلمة التطور (التطور التقني) ، بل (التطور العقلاني) القادر على الحفاظ على (الاسلام الروحاني) ، الذي يحق له الاهتمام والحفاظ على نقاء وروحانية الشرع ، وترك التشريع للمثقفين الطليعيين ، الذين سيعيدون مجد أجدادنا رجال العقل العرب ، أمثال :
[ الجاحظ ، والمعري ، والفارابي ، وابن سينا ، والرازي ، وابن رشد ].
........[ عندها فقط نستجيب لنداء الحضارة أن خذوا دوركم ]