تبادل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ودول الخليج وعلى رأسها السعودية الاتهامات بخيانة الفلسطينيين، في مشهد يحمل كماً هائلاً من الاستخفاف بعقول أبناء المنطقة.
فبينما اعتبر الرئيس التركي الذي تستضيف بلاه سفارة تل أبيب وتقيم معها علاقات ديبلوماسية واقتصادية هائلة أن قبول بعض الدول العربية لصفقة القرن يعدّ خيانة، رد أمير سعودي والذي تخطو بلاده خطوات متسارعة نحو إسرائيل على أدروغان بالقول "نفذ أولا ما هددت بتنفيذه تجاه إسرائيل حين أعلن ترامب قبل عام وأكثر نقل السفارة للقدس".
المشهد الاعلامي والتصريحات الرخيصة التي أدلى بها أدوغان والامير السعودي والني تعتقد باستمرار حالة الجهل بين أبناء هذه المنطقة، وإخفاء حقيقة العمالة التي يتمتع بها هؤلاء، دفعت بعراب صفقة القرن مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، إلى وصف القادة الفلسطينيين الذين رفضوا صفقته بـ"الحمقى للغاية"، ناصحاً إياهم بأن يأخذوا حماماً بارداً!.
أردوغان الذي تنوي بلاده احتلال جزء من الاراضي الليبية، قال إن قبول بعض الدول العربية بـ"صفقة القرن" "خيانة، والأيادي الخائنة العربية التي صفقت لخطة ترامب ستحاسب"، منتقداً صمت السعودية حيال هذا الإعلان.
وشدد على وقوف تركيا دائماً إلى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وقال إن "إسرائيل دولة ارهابية وليس لديها أي اعتبار لدينا"، مدعياً أن "صفقة القرن مشروع احتلال والقدس ليست للبيع".
بالمقابل هاجم الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد الرئيس التركي تصريحات أردوغان وقال الأمير السعودي في تغريدة له على "تويتر": "نفذ أولا ما هددت بتنفيذه تجاه إسرائيل حين أعلن ترامب قبل عام وأكثر نقل السفارة للقدس.. كان هذا في تصريح عنتري كتصريحك الآن.. ولكن لم يحدث شيء مما زعمت أنك ستقوم به".
وتابع بن مساعد: "للتذكير هذا تصريح (عنتري مزلزل) لأردوغان منذ أكثر من سنتين عما سيفعله إن اعترفت أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل.. وقال فيه أنه سيقطع علاقات بلده بإسرائيل.. طبعا لا حاجة للقول أنه حتى الآن لم يفعل".
وبين أخذ ورد سعودي، وتعمد ترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة وحشية أميركا وإسرائيل، برزت تصريحات صهر ترامب كوشنير الذي قال "الفلسطينيين يحتاجون ربما إلى قليل من الوقت لأخذ حمام بارد واستيعاب الخطة"، مضيفاً "لقد رفضوا الخطة قبل أن يروها، وظنوا أنها لن تكون جيدة كما اتضح... هذه لحظة فارقة بالنسبة لهم حتى يظهروا للعالم ما إذا كانوا مستعدين حقا لأن يصبحوا دولة أو لا"!!.



