مَنْ سَيُنزِلُ أردوغان عن الشجرة \ محمد محسن
مقالات
مَنْ سَيُنزِلُ أردوغان عن الشجرة \ محمد محسن
محمد محسن
10 شباط 2020 , 18:06 م
مَنْ سَيُنزِلُ أردوغان عن الشجرة ، بعد أن فقد توازنه ؟، خلاصه يمر بروسيا وسورية حَـلُمَ بالسلطنة فتوجه شرقاً ، وانخـرط في (حروب الربيع العربي) ، على أمل التتويج خــاب حلــمه ، وتعــقد وضـعه الداخـلي

مَنْ سَيُنزِلُ أردوغان عن الشجرة ، بعد أن فقد توازنه ؟، خلاصه يمر بروسيا وسورية
حَـلُمَ بالسلطنة فتوجه شرقاً ، وانخـرط في (حروب الربيع العربي) ، على أمل التتويج
خــاب حلــمه ، وتعــقد وضـعه الداخـلي ، فسعـى إلـى تصـدير مشـاكله إلـى الخـارج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يجادل أحدٌ أن أحلام أردوغان كانت أكبر من المنطقة كلها ، عندما انخرط جدياً وفعلياً ، في حروب ( الربيع العربي ) ، لذلك باع صداقته الذهبية مع سورية بدون مقابل ، وقلب لها ظهر المجن ، معتقداً كباقي دول العدوان ، أن أسبوعاً أو اسبوعين ، وتسقط الدولة السورية ، ويصلي في الأموي ، فَتُفتحَ له أبواب المنطقة كُلِّها ، ومما زاد من ثقته بمستقبله ، تصميم أمريكا ، على تنصيب ( حزب الاخوان المسلمين ) على كراسي الحكم في مصر ، وتونس ، ومن ثم سورية ، عندها يتم تتويجه سلطاناً على المسلمين ، أمراً مؤكداً .
ولكن من يُقِّيمَ وضع أردوغان النفسي ما قبل ( حروب الربيع العربي ) ، حيث كان متغطرساً كالطاووس ، واثقاً من نفسه ، شديد الاعتزاز بها ، وبين حالته الآن ، يدرك مدى الخسارات التي حلت به وبحزبه ، والتي جاءت الانتخابات الأخيرة مصداقاً لذلك ، حيث انقلب السحر على الساحر، وخاب فأله وحلمه .
حتى الذريعة التي اتخذها كوسيلة ضغط على النظام السوري ، من خلال تدفق المهاجرين السوريين إلى تركيا ، تحولت إلى عبءٍ عليه ، وعلى الشعب التركي .
وتبقى أمامه مصائب ومصائب كلها من صنعه :
المصيبة الأهم التي عُقدت عدة جلسات في ( أستنة) من أجلها ، والتي تقض مضاجعه ، ومضاجع دولته ، كيفية التعامل مع الارهابيين الذين مَوَّلَهم وسلَّحهم ، وخاض بهم معاركه ، ولا يزالون يأتمرون بأمره ، كيف سيتعامل معهم بعد انتهاء أدوارهم ؟، فالذئب إذا جاع يأكل صاحبه ، فصدر بعضهم إلى ليبيا لمساعدة ( السراج الاخواني ) ، وهدد بالباقي أوروبا ، فهو من جهة يَتَّجِرُ بهم ، أو يموتون هناك فيتخلص منهم ,
والأَمَرُّ من هؤلاء :
أولئك الارهابيين الذين لا يأتمرون بأمره ، ولا يخضعون لقيادته ، المتواجدون في ادلب ، فتركيا هي الملاذ والمأوى الأخير لهم ، وأرض ازدلافهم الوحيدة ، عندما يفرون مهزومين من أمام الجيش العربي السوري ، هذا الخطر يحجب عنه النوم ، لذلك راح يتوسط موسكو لإقناع سورية بالتمهل في اجتياح ادلب ، على أمل البحث عن مخارج ، لأن هذا الخطر لا يشكل قلقاً له فحسب ، بل يشكل خطراً حقيقياً على النظام التركي ذاته ، لأن عقيدتهم ، وحياتهم ، تقوم على القتل ، والذبح .
أما الانفصاليون الأكراد ، الذين أخذتهم العزة بقدراتهم الذاتية ، وبالحماية الأمريكية ، فلقد كانوا حجته في اجتياح الأراضي السورية ، الذين وقفوا في وجه وصول الجيش العربي السوري إلى الحدود الشمالية مع تركيا ، مما اتخذهم أردوغان حجة له لاجتياح الجيش التركي ومرتزقته الأراضي السورية ، بحجة ملاحقة الانفصاليين الأكراد ، فاحتلوا عفرين وغيرها ، ثم راحوا يتمددون على طول الحدود مع سورية .
ثم زاد الطين بلة ، حيث عمد إلى إسكان الاخوان المسلمين السوريين العملاء ، الذين فروا إلى أرض (الخلافة) ، في تلك المدن والقرى المحتلة ، وكلا التصرفين العدوانيين ، لا يتوافقان مع المنطق .
لأنه احتلال من جهة ، وتغيير ديموغرافي في آن ، وهذا سيجعلهم أهدافاً مشروعة للجيش العربي السوري ، وكذلك من المواطنين السوريين أصحاب الأرض التي سُلبت منهم ، وهو ليس بقادر على حمايتهم .
أما خطر الانفصاليين الأكراد حجته في الاجتياح ، فهم لايزالون يشكلون خطراً عليه وعلى بلده ، ، لذلك كان طريقه الإلزامي للحل يمر عبر الدول الأربع التي يعيشون في ظهرانيها ، والتي لها مصلحة مشتركة بضرب هذه الحركات الانفصالية ، المدعومة أمريكياً ، واسرائيلياً .
يبقى تمدد أردوغان العسكري في محافظة ادلب ، والذي كان يعتبره ذراعه الذي يراهن عليه ، في مساوماته للدولة السورية ، فلقد بات عبئاً عليه ، ووضعه في حيرة من أمره .
فهو من جهة له مصلحة تتلاقى والمصلحة السورية في محاربة ارهابه ، والارهاب الرديف ، بعد أن استنفذ أغراضه منهم ، وخذلوه ، ومن جهة أخرى لايزالون سلاحه الوحيد الذي يساوم بهم .
لذلك تجده الآن حائراً ، يسأل نفسه ما السبيل ؟
القواعد العسكرية محاصرة ، وهل من مصلحته فتح حرب مع سورية ؟.
المنطق يقول له :
الجيش العربي السوري سيحرر ادلب وغيرها ، والجيش التركي المعادي يسمع ويرى ، بل سيكون هدفاً مشروعاً للشعب العربي السوري في ادلب أيضاً في حال التحرك ، ومجنون من يعتقد أن احتلال أرض الغير بالقوة العسكرية لايزال ممكناً الآن .
..
............ثـــــــلاثة نصـــــائح نقدمـــــها إلــــــى أردوغــــــان :
ندرك أنك في مآزق وأنك بحاجة لمن يستطيع انزالك عن الشجرة ، فطريقك الوحيد التفاهم مع سورية من خلال روسيا ، الدولة الوحيدة القادرة على انزالك :
1ـــ روسيا تَتَفَهَمُ رُعبك من الارهابيين المتواجدين في ادلب ، لذلك وبالتشاور مع سورية ستجد لك الحل الذي يخفف عنك الخطر أيضاً .
2 ـــ ويمكن أن نسحب هذا الموقف ، على قضية الانفصاليين الأكراد ، فمصلحتك مشتركة مع سورية في هذا الأمر ، لذلك يكون طريق الحل يمر عبر التفاهم مع سورية .
3 ـــ [ يبقى علينا أن ننصحك تخلى عن ( حزب الاخوان المسلمين ) لأن رهانك عليه ، كمن يراهن على بغل ، في سباق بين الخيول العربية ، فتخفف منه ، وعد إلى الأتتوركية ] .

المصدر: وكالات+إضاءات