جهود متواصلة لرجب طيب اردوغان في ان يكون لاعب رئيسي وعلى اكثر من جبهة، فبعد تلاعبه الخبيث بالاتفاقات الدبلوماسية المبرمة بينه وبين الدول المعنية بالملف السوري، يلتف على كل القرارات ويبدا عملية عسكرية وبمباركة امريكية ، ورعاية صهيونية داعمة له وللجماعات الارهابية لنجدته, بالمقابل وفي الساحة الاوروبية تحديدا يظهر بدور (المقامر المبتز) ، فبحسب مصادر دبلوماسية وبعد عملية الابتزاز الواضحة للتركي رجب اردوغان ؛ حين استغل ملف المهاجرين السوريين وسمح لهم بالتدفق على الحدود اليونانية, وحيث أن دول الاتحاد الأوروبي تلقفت الرسالة التركية ،فإن سفراء الاتحاد الأوروبي أبدوا غضبهم في اجتماع عقدوه هذا الأسبوع مما يرونه محاولة من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ”لابتزاز“ التكتل .
بعض المبعوثين أقروا بأن الاتحاد الأوروبي في موقف صعب، فدول الاتحاد الاوروبي الأعضاء غير قادرة على الاتفاق على كيفية التعامل مع اللاجئين، خصوصا وانهم حريصون على عدم تكرار أزمة الهجرة في عامي 2015 و2016 ، ويعتقدون أنه ربما يضطروا لضخ المزيد من المال لتركيا كي تواصل منع دخول اللاجئين إلى أوروبا، والتي بدورها استغلت ملف المهاجرين في المحافل الاوروبية منذ بداية الحرب على سوريا.
في الاجتماع المغلق الذي انعقد في بروكسل يوم الاثنين وبحسب رويترز التي حصلت على تفاصيله من عدة مصادر دبلوماسية، وبحسب دبلوماسي حضر الاجتماع وصرح قائلا : ”الاتحاد الأوروبي هدف لعملية ابتزاز“...!
يذكر ان الاتحاد الأوروبي واجه صعوبات في التعامل مع تدفق آلاف المهاجرين على حدود اليونان القادمين من تركيا في الأيام القليلة الماضية. اضافة الى ان علاقة الاتحاد بأنقرة متوترة بالفعل بسبب ملفات الأمن وحقوق الإنسان وأعمال تنقيب تنفذها تركيا قبالة قبرص (ملف الغاز القبرصي ).
في عامي 2015 و2016 أدى تدفق أكثر من مليون شخص من الشرق الأوسط إلى الضغط على أنظمة الأمن والرعاية الاجتماعية حيث زاد من الدعم السياسي للتيارات اليمينية المتطرفة بدول الاتحاد .
احدى صفقات اردوغان في ملف المهاجرين السوريين ، كانت حين ابرم الاتحاد الأوروبي اتفاقا مع تركيا في مارس آذار عام 2016 حيث منعت بموجبه أنقرة المهاجرين على أراضيها من محاولة الوصول إلى أوروبا، وفي المقابل وعد الاتحاد بمساعدات قيمتها ستة مليارات يورو لأكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا في عملية تجارية مدروسة من قبل الجانب التركي الذي يستخدم ملف المهاجرين ككرت ابتزاز ، يدر عليه امتيازات اوروبية ومالية... حيث شكى أردوغان منذ فترة طويلة من بطء وصول هذه الامتيازات(الأموال) وضخها لمنظمات إغاثة؛ وليس لموازنة الدولة!!.
بعد الانتصار السوري في المعارك الاخيرة وفي ادلب تحديدا، وبعد أن قُتل جنودا أتراكا في الضربة الجوية بسوريا الأسبوع الماضي أشارت أنقرة بمحاولة ابتزاز جديدة إلى أنها ستنسحب من الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
أحد السفراء في الاجتماع والذي يبدو أنه ذاق ذرعا من الألاعيب الاردوغانية ،علق قائلا ”تنام مع الشيطان وتصحو في الجحيم.. هذا هو حالنا الآن“.
هذا اذا ما اضفنا لقراءة المشهد مايزيد الانقسامات الداخلية تعقيدا؛ أزمة الاتحاد الأوروبي، فالدول الأعضاء مختلفة على كيفية توزيع عبء المهاجرين واللاجئين الوافدين إلى التكتل الذي يضم 27 دولة في عضويته.
وبهذا الشأن وضح دبلوماسي بارز بالاتحاد الأوروبي إن الاتحاد أهدر الوقت منذ اتفاق 2016 بتجاهل المشكلة ودفع المال لبقاء المهاجرين واللاجئين في تركيا...!
ويذكر أن من بين من إقترحوا ضخ المزيد من المال لدعم اللاجئين في تركيا استرضاءا لأردوغان كان ممثلون من هولندا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا
لكن دوبلوماسيا، كان هنالك من يرى الامور كما هي ، ويعلم ان الابتزاز التركي حاضر ومستمر، حيث عبر دبلوماسي وفقا للمصادر ”بقدر ما هو منطقي بالنسبة للاتحاد الأوروبي أن يستمر في دعم اللاجئين السوريين في تركيا، من المهم ألا نعطي انطباعا بأننا نذعن للابتزاز“.
يوم الثلاثاء وخلال زيارة للحدود اليونانية التركية التي حاول آلاف المهاجرين اختراقها، وعد مسؤولون من الاتحاد الأوروبي بدفع أموال لليونان للتعامل مع الأزمة.
بعض المبعوثين أقروا بصعوبة الموقف الاوروبي ، فالدول الأعضاء بالاتحاد الاوروبي غير قادرين على الاتفاق على كيفية التعامل بملف اللاجئين ، خصوصا انهم حريصون من أجل تجنب تكرار أزمة الهجرة في عامي 2015 و2016 يعتقدون أنه ربما يضطروا لضخ المزيدمن المال لتركياالتي( تبتز مرارا وتكررا)كي تواصل منع دخول اللاجئين إلى أوروبا.
اليونان وقبرص، (وهما خصمان لتركيا في المنطقة)،يشعران على وجه الخصوص بالقلق من محاولات استرضاء تركيا وتطالبان الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف أشد صرامة.
عدد من الدبلوماسيين حذروا من تكرار أزمة 2015-2016 حيث جاءت بالمزيد من الساسة المتشككين في الاتحاد الأوروبي والمناهضين للمهاجرين إلى الصفوف الأمامية في أوروبا، ودفعت دول الاتحاد لفرض قيود على الحدود في منطقة حرية السفر المعتادة داخل التكتل ، وأثارت انقسامات مريرة بين الدول الأعضاء على نحو أضر بوحدة الاتحاد.
هذه الخلافات كانت احدى العوامل التي دفعت الاتحاد الأوروبي إلى إسناد مسألة إدارة الهجرة لتركيا رغم الانتقادات الكبيرة من جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان التي تقول إن هذه الخطة تعمق معاناة أناس منكوبين بالفعل وتتركهم في ظروف سيئة.
وبدورها المفوضية الأوروبية صرحت يوم الثلاثاء إنه تم بالفعل صرف مبلغ 2.2 مليار يورو من إجمالي الستة مليارات التي وعدت بها وإن المبلغ المتبقي مخصص لمشروعات بعينها وسيصل للجهات المعنية قريبا.
ولم يبحث الاتحاد الأوروبي بعد ضخ أموال إضافية ، حيث صرح دبلوماسيون إن أي قرار بزيادة التمويل ربما يحال لزعماء الاتحاد المقرر أن يجتمعوا في بروكسل يومي 26 و27 مارس آذار.
من جانب آخر، قد يتطلب من الاتحاد الاوروبي مساعدات تحت مسمى انساني لمنطقة إدلب بشمال غرب سوريا،(مقاتلو الجماعات الارهابيةالمدعومين من تركيا).
الاتحاد الأوروبي مراوغا، وعلى صعيد آخر يكيل أيضا كلمات الدعم لتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي الذي بطبيعة الحال ،ينتمي إليه معظم أعضاء الاتحاد، فيما يتعلق بالحرب السورية ، مما يزيد من الضغط السياسي على أردوغان للالتزام باتفاق 2016.
حيث اضاف دوبلوماسي بهذا الشأن :”هذا نكوص بالوعد من جانب أردوغان. لا يمكن أن نُخضع أنفسنا للابتزاز، لذا فإن أي مال جديد يجب ألا يأتي بسرعة شديدة. لكن ربما كان علينا أن ندفع في النهاية. هل بأيدينا شيء آخر؟“.