أخبار وتقارير
" التايمز" البريطانية تتساءل وتحذر... هل سنشهد نهاية الحقبة الأمريكية؟
11 نيسان 2020 , 23:50 م
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية الشهيرة مقالاً حمل تساؤلاً ملفتاً هو محط تركيز النخب حول العالم حتى الآن، عنوانه الكبير "هل سنشهد نهاية الحقبة الأمريكية؟" حيث كشف تفشي فيروس كورونا المستجد في عقر دارها إلى أي مدى تراجعت دور أمريكا القيادي في العالم.

نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية الشهيرة مقالاً حمل تساؤلاً ملفتاً هو محط تركيز النخب حول العالم حتى الآن، عنوانه الكبير "هل سنشهد نهاية الحقبة الأمريكية؟" حيث كشف تفشي فيروس كورونا المستجد في عقر دارها إلى أي مدى تراجعت دور أمريكا القيادي في العالم.

وقال الكاتب البريطاني دانيال فينكلشتاين إنه "عصر عايشه جميع البالغين، العصر الذي بدأ مع نهاية الحرب العالمية الثانية، الحرب التي شهدت إفلاس الامبراطوريات العظمى في العالم، فيما كان الإفلاس أخلاقيا لدى البعض، وسياسيا لدى آخرين، واقتصاديا في معظم الحالات وفي بعض الأحيان كان الإفلاس ثلاثيا، تميز ذاك العصر بخطة الرئيس الأمريكي الراحل هاري ترومان، الذي عمل على تنفيذها جورج مارشال ودين أشيسون، والقاضية بإعادة إعمار أوروبا ومساعدتها ماليا، وجعل أمنها على قمة الأولويات.

وسرد الكاتب البريطاني الذي عمل مستشاراً لرئيس الوزراء البريطاني جون كيجور أدوات السيطرة الأميركية بدءاً بالهيمنة الثقافية لسينما هوليوود وموسيقى الروك آند رول، مروراً بالازدهار الكبير للرأسمالية الغربية، وصولاً للمواجهة النووية مع الاتحاد السوفييتي السابق، التي سبقت الانهيار الفكري والسياسي للدولة الشيوعية، متسائلاً عما أذا كان هذا العصر قد انتهى، وعما إذا كانت كارثة كورونا ستعني نهاية النفوذ الأمريكي.

وأضاف الكاتب البريطاني: " فيروس كورونا لا يحترم أحدا ولا يعرف الحدود، ولا يعترف بزعامة الولايات المتحدة، إنه لا يتكلم الإنكليزية ولا أي لغة محددة وهو لا يقطن في دولة بعينها، بل هو أزمة دولية واختبار عسير للنظام العالمي القائم، فالأمر المميز في هذه الأزمة هو امتحانها لرد كل دولة بصورة منفردة على الوضع القائم لديها ولكن أين القيادة الدولية لمواجهة ذلك، وأين الريادة الأمريكية المفترضة للرد على هذا الفيروس؟

واعتبر فينكلشتاين  أنه اليوم لا يوجد زعيم لهذا العالم، لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير قادر في الأصل على قيادة رد الفعل الأمريكي تجاه الأزمة، ناهيك عن توجيه أو إلهام المؤسسات الدولية، في كل الأحوال فإنه ليس مهتما بالفعل ذلك، وإذا كان لديه هذا الاهتمام فمن ذا الذي سيقوم باتباعه وهو يترنح، ويطلق عباراته الغاضبة خلال مؤتمراته الصحافية المشتتة!".

وقدم الكاتب البريطاني النصيحة لبلاده بالقول:  "مهمتنا عندما ستنتهي تلك الأزمة، أن ننضم إلى دول أخرى، ونؤسس هيكلا عالميا لا يعتمد فقط على الولايات المتحدة، وأن نبدي استعدادنا لتمويل ودعم هذا الكيان، وأن نقبل المسؤولية المشتركة، التي تركناها للولايات المتحدة فقط ولفترة طويلة، وإذا لم نفعل ذلك، فإن الخطر يتمثل في أننا لن نرى فقط نهاية الطغيان الأمريكي، ولكننا سنرى الطغيان نفسه".

المصدر: وكالات+إضاءات