التطرف الديني آفة من الآفات الأخطر التي تفتك بالمجتمعات, حرية الاعتقاد متروكة للشخص بشرط أن لا تكون على حساب السلم الاجتماعي وبالتالي خطراً على الأمن العام, فلا حرية لمن يؤمن بإسئصال الآخر .. لا حرية لمن يهدد بقتل الآخر المختلف أياً كان حجم هذا الاختلاف’, حرية الاختلاف مُقدسة طالما بقي الاختلاف في إطار الحوارالهادف وصولاً لتنمية مجتمعاتنا وشعوببنا.
في مقال اعتبرته مخالفاً للحقيقة بوقت كانت داعش تمارس فسادها في الارض, تقتل كل من يخالها إعمالاً لأمر تشغيل أمريكي استعماري بهدف تفتيت سوريا, العراق وبقية الدول العربية, كان قد كتب الكاتب مورويس رمسيس مقالاً يحتوي على مغالطات تاريخية تؤدي لتحريض مجتمعي واشعال فتن, فقمت بالرد عليه وقد أرفقت رابط مقاله في ذيل المقال, للأسف لم يرد بالرغم من تذكيره أكثر من مرة بردي عليه, الفقه الاسلامي تم اختراقه من قبل التلموديين فأدخلوا مفاهيم تناقض ثوابته لتتحول لثوابت ودين لدى معظم المسلمين مع الأسف, مقالي ليس من باب الدعايو للإسلام, فأنا لست داعية وللا أطمح أن اكون, لكنه من باب الدفاع عن حقائق شاء لها البعض أن تكون مخفية في وسط كم هائل من الأكاذيب.
ردي نشرته بموقع ليبانون توداي في شهر شباط "فبراير" من عام 2016 نقله موقع صوت الخليج الحر في حينه, أعيد نشره بعد ان قرأت "إضاءات" عن سعودية تنصرت وايطالية أسلمت" لتأكيدي على ضرورة حرية الاعتقاد فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر والكفر هو بمعنى عدم الإيمان بمعتقد الآخر, فالمسلم بنظر الدين الآخر كافر والعكس صحيح..
اليكم نص مقالي:
بمقال للكاتب موريس رمسيس على صفحات الحوار المتمدن تحت عنوان ” شـروط عمر لإذلال غير المسلمين ” ابدى الكاتب مظلومية المسيحيين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وأستشهد لتاكيد راية بمؤرخين وفقهاء من المسلمين لتعزيز رؤيته حول مظلومية المسيحيين ,لقد استشهد بفقهاء مؤرخين اوردوا نصوصاً متشابهة لنص العهدة العمرية وهي نصوص صحيحة كما جاءت بكتبهم ,ومنها نص تلميذ ابن تيمية الذي ورد بنصه ما يلي :
( نص العهدة العمرية عن كتاب لأبن القيم الجوزية )
عن عبد الرحمن بن غنم :
كتبتُ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه
الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب،
ولا يجدِّدوا ما خُرِّب،
ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم،
ولا يؤووا جاسوساً،
ولا يكتموا غشاً للمسلمين،
ولا يعلّموا أولادهم القرآن،
ولا يُظهِروا شِركاً،
ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا،
وأن يوقّروا المسلمين،
وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس،
ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم،
ولا يتكنّوا بكناهم،
ولا يركبوا سرجاً،
ولا يتقلّدوا سيفاً،
ولا يبيعوا الخمور،
وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم،
وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا،
وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم،
ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين،
ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم،
ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً،
ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين،
ولا يخرجوا شعانين،
ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم،
ولا يَظهِروا النيران معهم،
ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين،
فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم،
وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق،
لقد اغفل الفقهاء المؤرخون نص عهدة الرسول لنصارى “مسيحيوا” نجران والتي وردت بنص صريح وعهد غليظ تجاوزه من تجاوزوا سيرة الرسول وسنته الكريمة في التعامل مع المسيحيين عامدين متعمدين لتبرير كل تجاوز لصحيح الدين واليكم نص ما ورد بتلك العهدة, نص عهد الرسول لنصارى نجران نص ملزم , حدد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ليس فقط بنجران بل وعلى مساحة الأوطان وعبر الأزمان وجاء النص بعبارات واضحة وهو :
أولاً، “أن أحمي جانبهم ـ أي النصارى ـ وأذبّ عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السياح، حيث كانوا من جبل أو واد أو مغار أو عمران أو سهل أو رمل”.
ـ ثانياً، “أن أحرس دينهم وملتهم أين كانوا؛ من بر او بحر، شرقاً وغرباً، بما أحفظ به نفسي وخاصتي، وأهل الاسلام من ملّتي”.
ـ ثالثاً، “أن أدخلهم في ذمتي وميثاقي وأماني، من كل أذى ومكروه أو مؤونة أو تبعة. وأن أكون من ورائهم، ذاباً عنهم كل عدو يريدني وإياهم بسوء، بنفسي وأعواني وأتباعي وأهل ملتي”.
ـ رابعاً، “أن أعزل عنهم الأذى في المؤن التي حملها أهل الجهاد من الغارة والخراج، الا ما طابت به أنفسهم. وليس عليهم إجبار ولا إكراه على شيء من ذلك”.
ـ خامساً، “لا تغيير لأسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا سائح عن سياحته، ولا هدم بيت من بيوت بيعهم، ولا إدخال شيء من بنائهم في شيء من ابنية المساجد، ولا منازل المسلمين. فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله وحال عن ذمة الله”.
ـ سادساً، “ان لا يحمل الرهبان والاساقفة، ولا من تعبّد منهم، أو لبس الصوف، أو توحد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الأمصار شيئاً من الجزية أو الخراج…”.
ـ سابعاً، “لا يجبر أحد ممن كان على ملة النصرانية كرهاً على الاسلام. “ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن”. ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث كانوا، وأين كانوا من البلاد”.
ـ ثامناً، “إنْ أجرَم واحد من النصارى أو جنى جناية، فعلى المسلمين نصره والمنع والذب عنه والغرم عن جريرته، والدخول في الصلح بينه وبين من جنى عليه. فإما مُنّ عليه، أو يفادي به”.
ـ تاسعاً، “لا يُرفضوا ولا يُخذلوا ولا يُتركوا هَمَلاً، لأني أعطيتهم عهد الله على ان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين”.
ـ عاشراً، “على المسلمين ما عليهم بالعهد الذي استوجبوا حق الذمام، والذبّ عن الحرمة، واستوجبوا أن يذبّ عنهم كل مكروه، حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم، وفيما عليهم”.
ـ حادي عشر، “لهم ان احتاجوا في مرمة (ترميم) بِيَعهم وصوامعهم، أو شيء من مصالح أمورهم ودينهم، إلى رفد من المسلمين وتقوية لهم على مرمتها (ترميمها)، ان يرفدوا على ذلك ويعاونوا، ولا يكون ذلك ديناً عليهم، بل تقوية لهم على مصلحة دينهم ووفاء بعهد رسول الله موهبة لهم ومنة لله ورسوله عليهم”
الفرق بين النصين بين كما الفرق بين صحيح الإسلام و زيف بمسمى الإسلام ,قارنوا بين النصين , ما بين الإسلام و ما تم ويتم بإسم الإسلام فرق الفرق بين الثرى والثريا ,
شهد العام التاسع للهجرة اهم أحداث بتاريخ المسلمين ,تم به فتح مكة بعدما نكثت قريش بعهدها وتعهداتها فكان الفتح المبين لمكة دون اراقة دماء تذكر ,, تم إطلاق الطلاقاء كأبي سفيان وذريته وزوجه هند آكلة الكبود ومحرضة قتل حمزة عم الرسول وقاتله الوحشي , كما وتم العفو عن الد أعداء الإسلام المرتد الكاذب الآشر عبد الله بن أبي سرج شقيق عثمان بالرضاعة بعدما تمنى عثمان العفو عنه . لقد اسلم بالعام التاسع جموع كبيرة من سكان جزيرة العرب طوعاً فاثارت تلك الأخبار مخاوف الروم , لقد ارسل النبيّ رسولاً لوالي الروم في البلقاء ليدعوه للإسلام فما كان من والي الروم “شرحبيل بن عمرو الغساني” إلآ أن أوثق رباط رسول النبيً “الحارث بن عمير الأسدي” وقطع عنقه مما مثل إعلان حرب وعدوان حسب كل الشرائع والقوانين بمفاهيم ذلك الزمن ,
عودة لمقال الكاتب موريس رمسيس وإستشهاداته فالمقال يؤكد مظلومية المسيحيين بعهد عمر وما بعده من عصور , بالموضوع لا غبار على ما ورد بالمقال عن تلك المظلومية ,اما بالإستشهاد فعليه ما عليه فسورة التوبة هي آخر سورة من سور القرآن الكريم ,سياق السورة جاء بالمنافقين من المسلمين الذين تخاذلوا عن نصرة الرسول ولم يلتحقوا بالمحاربين بمعركة تبوك حيث هوجم المسلمون بموقعة تبوك وتبوك هي من أعمال الجزيرة العربية ,باختصار ,, فان أعداء أتوا لمحاربة المسلمين بعقر دارهم اي في “تبوك” في جزيرة العرب بهدف استئصال الدين الإسلامي وإبادة المسلمين وأن الإستشهاد بالأية 29 من سورة التوبة ليس بمكانه فالشدة بهذا الموضع ضرورة , لقد أتى متن موضوع سورة التوبة لفضح المنافقين من المسلمين ,إذ كان واجباً على المسلمين محاربة أعدائهم بشدة تعادل شدة الفعل وهذا مضمون الآية 29 من سورة التوبة , لقد حددت سورة الممتحنة شروط الحرب عند المسلمين وهي وردت بنص صريح بالآيتين 8و9 من سورة الممتحنة
” لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ
مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)
فالنص واضح والمعنى أوضح ,أي لا حرب على المؤمن الآخر ولا عدوان عليه تحت أي مسمى ولا مكان للغزوات والعدوان على الآخر إلآ إذا اعتدى أو نكث بعهد وحالة العدوان كانت جلية وبشعة ,أما تبرير الغزو وان جَمله ساسة ذلك الزمن بالفتوحات فهو زيف وتدليس , ولعل النص الذي ورد بالآية 8 من سورة الممتحنة يضحض فعل الغزو والعدوان واتت الاية 9 من سورة الممتحنة لتؤكد ضرورة محاربة المعتدي على المسلمين حصراً ,لقد نهت الآية 9 من سورة الممتحنة عن التبعية للعزاة المعتدين كما يحصل بايامنا هذه من تبعية للصهاينة والمستعمرين ,,
خلاصة قولي ,, أتمنى التدقيق قبل الولوج باستخدام نصوص الآيات بغير سياقها وتأويلها بما يخرجها عن مضمونها,, أقول ذلك كأمانة للبحث العلمي ..
بالختام ليس كل ما مورس بإسم الإسلام يعكس صورة الإسلام السمح , بل هو انعكاس لسياسات أزمان غابرة مارست العدوان على الآخر .
رابط مقال موريس رمسيس هو : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=232514