كتب نواف الزرو.. عشرون عاما على الهزيمة العسكرية الصهيونية في جنوب لبنان
دراسات و أبحاث
كتب نواف الزرو.. عشرون عاما على الهزيمة العسكرية الصهيونية في جنوب لبنان
25 أيار 2020 , 10:57 ص
من كتاب:حروب الحساب المفتوح بين "اسرائيل"-لبنان  -الجزء الثالث والاخير فيما يلي الجزء الثالث والاخير من فصل من كتاب :حروب الحساب المفتوح بين "اسرائيل" ولبنان، والذي يغطي مساحة واسعة من ردود الفع

من كتاب:حروب الحساب المفتوح بين "اسرائيل"-لبنان
 -الجزء الثالث والاخير

فيما يلي الجزء الثالث والاخير من فصل من كتاب :حروب الحساب المفتوح بين "اسرائيل" ولبنان، والذي يغطي مساحة واسعة من ردود الفعل الاسرائيلية على هزيمة الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان :

الهزيمة والفرار المهين في العيون الصهيونية:
الجنرال احتياط عميرام لفين: لقد تعبت إسرائيل من الحروب والنزاعات
اوري افنيري: عندما انتهت المغامرة الأميركية في فيتنام بكارثة دخلنا نحن إلى فيتنام خاصتنا، ويمكن القول بهذا الشأن " الغبي يتعلم من تجربته ، والذكي يتعلم من تجربة الآخرين " ما العمل ، لم نكن أذكياء .

•    الجيش الإسرائيلي انسحب في الدقيقة الـ : 91 
    وأعلن الجنرال احتياط عميرام لفين قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي سابقاً : " أن الجيش الإسرائيلي خرج من لبنان في الدقيقة الـ : 91 ، وبتأخر دام عشرة أشهر … أن قدرة العقاب والردع لدى الجيش الإسرائيلي فشلت  وكان من الصعب على القيادة السياسية أن تبني لها استراتيجية ، إذ طالما فكروا بم سيحصل في كريات شمونة ، وخلقوا من الكاتيوشا التي تحولت من سلاح بائس إلى سلاح حديث مؤثر .. أن أسلوب عمل الجيش الإسرائيلي لم يكن سليماً ، فالعمليات الكبيرة لم تكن لتتناسب مع حرب العصابات ، وفي كل مرة كنا نتعرض فيها لضربة ، كنا نضيف المزيد من التحصين والمزيد من قصاصي الأثر ، والمزيد من الجنود .. وتقديرات الاستخبارات العسكرية بالنسبة لحزب الله لم تكن دقيقة ، وكنت قد أعددت وثيقة بعد تشكيل حكومة باراك بيوم واحد فقط ، أكدت فيها ضرورة الانسحاب من لبنان ، لقد تعبت إسرائيل من الحروب والنزاعات – صحيفة معاريف 29/5/2000 – " .
•    فيتنام الإسرائيلية
    وتحت العنوان أعلاه كتب اوري افنيري الصحفي المعروف ورئيس كتلة السلام الإسرائيلية -سابقا-يقول : 
   " ذكرتنا الصور التي شاهدناها في بوابة فاطمة بأحد المواقف المأساوية جداً في القرن العشرين ، فرار لأمريكيين من فيتنام ، حيث تجمع بقايا جنود الجيش الأمريكي مع المرتزقة المحليين على سطح سفارتهم في سايغون وتقاتلوا بضراوة على مكانهم في المروحيات الأخيرة التي كانت بمثابة بوابة فاطمة جوية .
    هذا ما يتذكره الجميع ، ولكن ثمة القليل ممن يتذكر أنه في تلك الأيام تحديداً وقع عندنا حدث سياسي مهم : شمعون بيريز ، وزير الدفاع في حكومة رابين الأولى ، أخذ رائداً مسيحياً باسم سعد حداد وكلفه بتجنيد قوة من المرتزقة في جنوب لبنان ، وهكذا ولدت " المنطقة الأمنية المحلية .
    ثمة مصادفة غريبة : بالضبط عندما انتهت المغامرة الأميركية في فيتنام بكارثة دخلنا نحن إلى فيتنام خاصتنا ، ويمكن القول بهذا الشأن " الغبي يتعلم من تجربته ، والذكي يتعلم من تجربة الآخرين " ما العمل ، لم نكن أذكياء .
   لم نكن أذكياء حتى في مطلع 1985 ، حين اضطررنا إلى الهرب من العصابات الشيعية في جنوبي بيروت ، وكان بإمكاننا أن نهرب حتى الجدار ، ولكن الحكومة ادعت الذكاء وأعلنت ثانية عن " المنطقة الأمنية " مع قوة مرتزقة جديدة ، تباهت باسم " جيش لبنان الجنوبي " أية عبقرية هذه : أن تهرب – ولكن ليس تماماً ، أن تبقى في مكان صغير تنشأ فيه عصابات شيعية .
    لم يمر وقت طويل حتى اتضح أن هذا خطأ فاحش ، وفي هذه الفترة أيضاً كان بمقدورنا الانسحاب بصورة محتملة ولكن بدل ذلك أصدر جنرالاتنا التصريحات الطنانة العادية : سنكسر ، سنحطم ، سنقضي ، سننتصر ، ماذا ؟ هل يهرب الجيش الإسرائيلي العظيم من وجه عدة مخربين شيعة ؟ كما لو لم نهرب من وجه عدة مخربين شيعة طوال الطريق من بيروت إلى البوفور .
   كان بمقدورنا أن ننصرف قبل عشر سنوات ، قبل خمس سنوات ، قبل سنة ، ولكننا لم نكن حكماء ، إلى أن جاء باراك وقرر تاريخ : تموز 2000 ، كان يستطيع ، كما هو واضح أن ينفذ الانسحاب فور دخوله إلى المنصب ، وأن يفاجئ العدو ويستغل دهشته كي يخرج بصورة سريعة ولكنه أراد اخراج القوات بصورة منظمة باتفاق مع السوريين .
     كان هذا منطقياً ، ولكن فقط بشرط أن يكون مستعداً لدفع الثمن هضبة الجولان كلها ، حتى آخر شبر مثلما انسحب بيغن من سيناء ، ولكن باراك لم يكن مستعداً لذلك ، لقد علق في المائة متر الأخيرة قرب طبريا ، لذلك حصل هذا الأسبوع ، يا لسخرية القدر : لقد تم استيعاب الهاربين مع أفراد جيش لبنان الجنوبي في شاطئ طبريا بالضبط في نفس المكان الذي بسببه انفجرت المفاوضات مع الأسد .
    إن حزب الله هو حركة لبنانية تعمل من أجل مصلحتها السياسية ، ولكن ثمة بينها وبين سوريا ، تحالف منافع واستخدمها السوريون من أجل التنغيص على إسرائيل وإجبارها على الانسحاب من الجولان ، وحين رفض باراك إعادة الجولان نجمت مصلحة سورية واضحة بتسخين الحدود اللبنانية أيضاً .
    ثمة فرق كبير بين فيتنام أميركا وفيتنام خاصتنا ، حين هرب الأمريكيون من سايغون عادوا إلى بلادهم ، ثمة مسافة شاسعة تفصل بينهم وبين ميدان الكارثة ، أما نحن ليس لنا بحر ، حزب الله يرابط على حدودنا ، ماذا سيحدث الآن ، ثمة للسكان في جنوب لبنان مصلحة للعيش بهدوء مثلما كانوا يعيشون من قبل ، ويريدون أن تكون هذه الحدود حدود سلام وأمان ، ولا تستطيع حركة حزب الله تجاهل هذه الرغبة ولكن هذه الحركة تواجه الآن ضغطاً سورياً لمواصلة مضايقة إسرائيل ، والصراع الآن ليس حول منارة أو مسيغاف – عام بل حول الجولان .
    يجب أن يكون واضحاً لكل واحد منا ، أنه إذا واصلنا المعاناة في الحدود الشمالية فإن هذا سيكون بسبب الجولان ، وإذا ترك المواطنون كريات شمونه ، فهذا سيكون بسبب الجولان ، وإذا نجمت حالة حرب في الشمال فإن هذا سيكون بسبب الجولان .
   والآن سنشهد عدة أيام من الهدوء هيا نستغلها من أجل انهاء النزاع مع سورية بنفس اصرارنا على الانسحاب من لبنان . – صحيفة معاريف 30/5/2000 – " . 
    كانت الشهادات أعلاه الواردة على لسان الأعداء من سياسيين وعسكريين ومحللين ، من أبرز ما نشرته الصحافة العبرية ، وان كنا نقتبسها وننشرها هنا ، فإنما يأتي ذلك على قاعدة : " من أفواهكم .. " ، فهي تكرس باعترافاتهم المباشرة مشهد الهزيمة والفرار والذل الإسرائيلي من جهة ، وبالمقابل تعزز مشهد الانتصار التاريخي الذي حققه لبنان العربي على دولة الاحتلال الإسرائيلي .. الذي يعتبر الأول من نوعه على صعيد الصراع العربي – الإسرائيلي .

نواف الزرو
[email protected]

رابط الجزء الأول من الدراسة:

https://ida2at.org/news/2020/05/23/7743/%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B2%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A3

ربط الجء الثاني من الدراسة.

https://ida2at.org/news/2020/05/24/7749/%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B2%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AB

المصدر: وكالات+إضاءات
الأكثر قراءة أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً