بعد عملية توازن الردع الرابعة التي دشنها الجيش اليمني واللجان الشعبية باستهداف وزارة الدفاع السعودية والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية في الرياض، بالإضافة إلى أهداف عسكرية في نجران وجيزان، وجدت السعودية نفسها امام موقف لا تحسد عليه لجهة إصابتها في العمق من قبل الجيش اليمني سيما وأن التصريحات الرسمية في صنعاء بعد العملية كانت شديدة اللهجة حيث طالبت تحالف العدوان أن يتعاطى بجدية مع عملية توازن الردع الرابعة والتي تنذرُ بما هو أشد.
وحول أهمية هذه العملية وتداعياتها قال اللواء عبد الله الجفري الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، في حديث خاص لموقع إضاءات الإخباري، "إن هذه العملية النوعية الهجومية الكبرى، هي العملية الرابعة وهي من استراتيجية الردع بما معناه استراتيجة توازن القوة وكذلك استخدم هذه المعادلة من خلال الأسلحة الاستراتيجية التي تتجاوز قواعد الاشتباك وتصل الى العمق الاستراتيجي الداخلي".
وتابع الجفري "هذه العملية تختلف عن سابقاتها من حيث أهميتها و توقيتها ودلالتها التي حملتها على مستوى عدة رسائل سياسية واقتصادية وعسكرية فمن الدلالات العسكرية هي قدرة الجيش واللجان الشعبية تصنيع وتطوير أسلحة استراتيجية من خلال هيئة التصنيع العسكري في صنعاء بما تحمله من تقنيات وقدرات قتالية في الطيران والملاحة بما تمتكله هذه التقنية ايضا ممن معلومات علمية لم تستطيع دول تحالف العدوان التعرف على هذه التقنية وخصوصياتها ومواصفاتها ولذلك نجد اليوم أن هذه الطائرات والصواريخ تصل الى العمق الاستراتيجي الداخلي وعلى مسافات كبيرة وتضرب مواقع حساسة جدا لأول مرة يحصل استهدافها منذ بداية العدوان".
واعتبر الجفري أن ضرب وزارة الدفاع التي تعتبر أعلى هرم في المؤسسة العسكرية وكذلك ضرب جهاز الاستخبارات العسكري هنا يكمن السر لأن هذه المواقع سيادية وحساسة وخاصة وضربها يعد خروج للقوات المسلحة السعودية بكافة صنوفها عن الجاهزية فعندما يتم ضرب مؤسسة بحجم وزارة الدفاع فأنت قطعت الرأس عن بقية الجسم بالتالي يصبح كل أعضاء الجسم مشلولة غير قادرة على الحراك لأنه من المعروف ان الحروب تقوم على معلومات الاستخبارات وبالتالي ضرب وزارة الدفاع والاستخبارات لن يتمكنوا من معرفة المعلومات عن الخصم الذي يهاجمهم ما يعتبر ايضا اختراق أمني كبير سيما انه تم على مسافة اكثر من 1000 كم وبهذه الدقة ما يعني أن التقنية التي استخدمها الجيش ذات أهمية كبيرة رغم ما تمتلكه السعودية من اسلحة متطورة وحديثة .
وبين الجفري أن ضرب قاعدة الملك سلمان الجوية التي اصبحت الطائرات المسيرة تصل إليها منذ دخول العدوان عامه الخامس والطيران المسير ينفذ يوميا ضرباته على المطارات المتقدمة في جيزان وعسير القريبة من الحدود اليمنية والتي تحتوي مخازن الاسلحة والرادارات ما اربك القوات السعودية واجبرها على سحب طائراتها على مسافة بعيدة واليوم نؤكد للعالم اننا انتقلنا من موقع الدفاع الى موقع الهجوم هذا اولا وثانيا استطعنا ان نخترق الجانب الأمني ونضرب العمق وعلى مسافة اكثر من 1000 كم .
من ناحية أخرى استمرار العملية لمدة 10 ساعات هذا بحد ذاته يعتبر عامل قوة للجيش واللجان الشعبية ونقطة ضعف للجيش السعودي الذي يعتبر تسليحه خامس جيش في العالم فتجدهم اليوم لا يستطيعون حماية اجوائهم واراضيهم لذلك اليوم السعودية في وضع صعب ومحرج امام العالم فهذه العملية زادت في اهانتها وتقزيمها امام العالم بعد ان كانوا يظنون أنهم يستطيعون ابقاء اليمن حديقة خلفية لهم ويتحكمون بكل صغيرة وكبيرة في اليمن .
وفي الدلالات السياسية للعملية نوه اللواء الجفري الى المبادرة التي أطلقها رئيس المجلس السياسي الاعلى في صنعاء مهدي المشاط العام الماضي والتي كانت لإثبات حسن النوايا والتقطتها السعودية يومها نظرا لوضعها الصعب وللحفاظ على ماء الوجه وباركها محمد بن سلمان لإنقاذ نفسه عسكريا وتم ارسال وفد من السعودية الى صنعاء وبقيت اللقاءات سرية بناء على طلب السعودية إلا أن المباحثات لم ترتقي الى مستوى الحلول الشاملة والكاملة والسلام الذي يرتقي لمستوى تضحيات الشهداء والجرحى وطموحات الشعب اليمني ورفع الوصاية الخارجية ولذلك كانت السعودية تمارس المراوغة والخداع السياسي لعل وعسى تحقق انتصارات على الارض الا ان القيادة في صنعاء تدرك ذلك جيدا وعليه كانت يد على الزناد واخرى مدت للسلام بالتوازي مع ازدياد الطلعات الجوية لقوى العدوان أثناء سير المشاورات.
ومن الدلالات الاقتصادية للعملية رأى الجفري أن الجيش اليمني استطاع نقل المعركة من الداخل اليمني الى العمق السعودي ولطالما اليمن في حصار سنستخدم كل الوسائل الموجعة في ضرب المواقع الحساسة حيث تم رصد بنك من الاهداف وحتى الان لم تبدأ المعركة الحقيقية مع العدوان السعودي كل ما نفذ طيلة الفترة الماضية هو عبارة عن رسائل بنقل المعركة الى الداخل السعودي خاصة بعد مسرحية تسليم محافظة سوقطرة للمجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا لتنفيذ المشروع الصهيوني وفي الأيام القريبة القادمة سيتم فك الحصار عنم المشتقات النفطية هذا ما سمعناه من خلال التسريبات وان شاء الله سيكون هنالك المزيد من الضربات التي ستغير من المعادلة سواء السياسية او الاقتصادية او العسكرية مع تحالف العدوان الذي دخل الى غرفة العناية المركزة واصبح ميت سريريا بعد انسحاب كثير من الدول ولم يتبقى فيه سوى السعودية والامارات وهناك الكثير من الوساطات التي يرسلونها وهم يدركون أن يمن اليوم ليس يمن الأمس وهنا نؤكد بأن قرار التحرير والاستقلال قد اتخذ وهذا العام هو عام الانتصار وهو العام السادس وفق المعطيات التي نراها على ارض الواقع وما هو حاصل من سقوط وانهزام لمرتزقة العدوان