ستتحوّل منظومة S400 في تركيا الى خُردة، طالما أن تركيا لا تتجرأ على تفعيلها خوفاً من الولايات المتحدة، ولا تتجرأ على بيعها خوفاً من روسيا.. المنظومة التي كان من المفترض تفعيلها في منتصف نيسان، استطاع أردوغان الكذب على الشعب التركي تحت ذريعة جائحة كورونا كسبب لتأخير التفعيل.
اليوم وفي ظل التحولات العالمية الكبرى، تعيد الولايات المتحدة تذكير أنقرة بما هو مطلوب منها بخصوص هذه المنظومة، وبعد أن كان الطلب الأميركي يتمحور حول إلغاء الصفقة، ومن ثم التهديد بالعقوبات وتضمينها ضمن موازنة الدفاع، إلى التحذير الشديد لتركيا من مغبة تفعيل المنظومة، قام مجلس الشيوخ الأميركي مؤخرا بإضافة بند إلى موازنة وزارة الدفاع يتضمن تخصيص موازنة لشراء المنظومة من تركيا، على أن تتعهد الأخيرة بالامتناع مستقبلا عن شراء منظومات جديدة تهدد قوات الناتو.
من جهتها فإن روسيا التي التقطت اللحظة التاريخية يوم عقدت الصفقة مع تركيا، ذكّرت تركيا بمضمون الصفقة الذي يمنع بيعها للغير دون موافقتها، لكنها لوّحت أيضا بعقوبات يمكن أن تفرضها على تركيا في حال الإقدام على تلك الخطوة، وهي بكل تأكيد قادرة على تدمير المنظومة برمتها إن قررت ذلك.
تركيا التي تعاني من وضع اقتصادي سيء واقتصادها متوقع له أن يدخل الركود بحسب تقارير صندوق النقد الدولي، وتعاني من تراكم الديون المستحقة للسداد، ومن دين عام بلغ 449 مليار دولار، لا تستطيع تحمل العقوبات، سواء كانت من الطرف الأميركي أو من الطرف الروسي... فإلى متى يستطيع أردوغان الهروب للأمام والإبقاء على موقفه معلقاً بخصوص هذه المنظومة التي بلغت قيمتها 2.5 مليار دولار على حساب شعبه؟ وإلى متى يمكن أن يصمت الداخل التركي عن هذه الورطة الأردوغانية؟
