أثيوبيا تعلن عن رؤية مستقبلية تمتد 10 سنوات لتطوير علاقاتها مع دول الجوار ، تقوم على التشبيك الاقتصادي وتحقيق التنمية والاستقرار ، و تشمل السودان وجنوب السودان ، وكينيا ، والصومال ، وارض الصومال ، وأرتريا.
وكنا كتبنا سابقا منذ 3 شهور مقالا توقعنا به أن تقوم اثيوبيا بهكذا خطوة بالتنسيق مع اسرائيل والولايات المتحدة ، ويبدو أنها الان باتت جاهزة لذلك بعد أن حققت غايتها بملئ سد النهضة ..
ما كتبناه بتاريخ 18/5/2020
[ وزيرة الفلاشا والمخطط الاسرائيلي ]
========================
▪️ليست الغاية من تعيين وزيرة من أصل أثيوبي في الحكومة الاسرائيلية الجديدة إرضاء اليهود الفلاشا الذين لا يتجاوز عددهم 150 ألف ..
▪️ تتمتع اسرائيل بعلاقات ممتازة مع أثيوبيا ، وتعتبر اثيوبيا من أهم الدول الافريقية ، فهي الثانية من حيث عدد السكان بعد نيجيريا ، والعاشرة من حيث المساحة ، واستطاعت خلال السنوات الاخيرة تحقيق معدلات نمو اقتصادي عالية ، ومن المتوقع ان تتحول الى رابع اقتصاد افريقي خلال الاعوام الثلاثة القادمة ..
▪️ يضاف الى ذلك كلّه مشروع سد النهضة الاثيوبي ، الذي من المتوقع ان يحقق نهضة كبرى في أثيوبيا ، وعلى الرغم مع خلافاتها مع مصر ، تبدو اثيوبيا مصممة على الاستمرار في مشروع السد سواء بالاتفاق مع دول حوض النيل او بدونه ...
▪️ الأهم من ذلك كله ، أن نفهم الصراع القائم بين المحاور الاقليمية والدولية لجذب اثيوبيا ، ففي الوقت الذي تمتلك الصين الحصة الاكبر من حجم الاستثمار داخل اثيوبيا ، تعتبر اثيوبيا دولة تدور في الفلك الاميركي الاسرائيلي لجهة السياسة الخارجية ، كما ان هناك صراع اخواني وهابي للفوز بعلاقات تحالف مع اثيوبيا ...
▪️ الموقع الجغرافي لأثيوبيا ، الغير بعيد عن باب المندب ، بجوار القرن الافريقي ، وتحكمها بمنابع النيل ، يعطيها اهمية جيوسياسية مستقبلية ، لكنها تفتقد لشواطئ بحرية ، ومنذ مدة حدثت ازمة مع جارتها الصومال نتيجة قيام الاثيوبيين بنشر خريطة للبلاد تلغي الحدود مع جنوب الصومال وتحذف اسمها من الخارطة ، وبالرغم من اعتذار المسؤولين الاثيوبيين في حينها عن ذلك الخطأ ، فإن ذلك لا يخفي ما يمكن أن تتطلع له أثيوبيا مستقبلا ..
▪️ بالعودة لموضوع الوزيرة من اصل اثيوبي ، فيمكننا القول ان اسرائيل تسعى لمد ذراعها الى تلك المنطقة الشديدة الاهمية عبر اثيوبيا ، وهي التي تتمتع بعلاقات قوية ايضا مع ارتيريا ، وكذلك مع جنوب السودان ومؤخرا السودان ..
▪️ بالمحصلة فإن اسرائيل والولايات المتحدة تسعيان على ما يبدو لاقامة تكتل اقليمي حليف لهما في منطقة جنوب النيل وحتى باب المندب ، وفي حال حصل ذلك يمكننا ان ندرك حجم الخطر الذي سينتج عن هكذا تكتل ، وانعكاساته عربيا ودوليا في ظل الصراع العالمي ....
م. حيان نيوف