كتب الأستاذ حليم خاتون: سواء 23 plus أو 29 minus...أين السيادة؟
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: سواء 23 plus أو 29 minus...أين السيادة؟
حليم خاتون
13 حزيران 2022 , 13:53 م


"قد يسحقني العالم، لكنه لن يستطيع أخذ توقيعي...".

صدقوا أو لا... قائل هذه الكلمات الذهبية هو الرئيس ميشال عون الذي يعرف جيدا أن القانون الدولي للبحار يعطي لبنان كل نقطة ماء أو هواء أو حبة رمل أو حتى سمكة من الخط ٢٩ وما فوق ذلك شمالاً...

رغم هذا، خرج هذا الرجل يتخلى عن حقوق لبنان معلنا سلفا التخلي عن كل المساحة الممتدة بين الخط ٢٣ الإسرائيلي المنشأ والأبوة، وبين الخط التقني القانوني الفعلي ٢٩...

ما فعله ميشال عون في المقالة المنشورة منذ فترة في جريدة الأخبار، هو التخلي عن حوالي ١٤٣٠ كيلومترا مربعاً لا يعلم إلا الله ما يمكن أن تحويه من ثروات سوف تظهر حتما في المستقبل...

ميشال عون يفرط بثروات الأجيال القادمة حتى قبل ان تولد...

الرجل الذي تحدى العالم أن يأخذ توقيعه على أمور السلطة في لبنان، تخلى عن كل تلك البقعة المائية مع المحافظة على حقل قانا، فقط كي ينال مكاسب شخصية أو حزبية أو طائفية.. ربك أعلم...

هذا على الأقل ما نفهمه من العميد بسام ياسين الذي كان يرأس وفد التفاوض في ترسيم الحدود والذي كان على تواصل دائم مع الرئيس ومع أركان السلطات في لبنان...

هكذا خرج إلى دوائر المباحثات تعبير 23 plus... أي خط ٢٣ مع كامل حقل قانا الذي يتجاوز هذا الخط ويدخل في البقعة التي قرر الرئيس عون التخلي عنها...

أما لماذا لم يخطر على بال ذلك الرجل تعبير 29 minus، أي الخط ٢٩ بدون الجزء من كاريش الذي يتجاوز هذا الخط شمالاً بحيث يخسر لبنان فقط بئر كاريش مع الاحتفاظ بكامل حقوقه الأخرى... فهذا والله أمر يدعو فعلاً للحيرة...

هذا لا يعني على الإطلاق إن كاتب هذه الأسطر يدعو إلى التخلي عن أي شيء على الإطلاق...

اساسا كل ما يضع الكيان يده عليه من أرض وبحر وسماء فلسطين سوف يظل اغتصابا مع حماية امبريالية وخضوع عربي وإسلامي لو مهما طال الزمن...

لكن، وطالما أن الرئيس عون قرر التخلي عن مبادئه بعدم التنازل، كان يمكنه على الأقل حصر هذا التنازل على الحد الأدنى، وهو هنا حصة لبنان من بئر كاريش...

مشكلتنا في لبنان، أن "شعب لبنان العظيم جداً" يتمسك دوما بزعماء من الاقزام...

آخر طبعة من هؤلاء ذلك الاقطاعي الاشتراكي الذي خرج يتحدث عن مزارع شبعا بحرية، ويهاجم العميد ياسين اليوم كما هاجم العميد حطيط بالأمس لأنه يريد من لبنان التخلي عن كل ما يعيق "السلام" مع عدو الأمة والتاريخ، وعن كل ما لا ترضى عنه الإمبريالية الأميركية التي صار وليد جنبلاط أحد أهم كلابها في البلد وفي المنطقة...

لماذا على لبنان الهرولة والقبول بترسيم يؤدي إلى خسارته، هو أمر غير مفهوم على الإطلاق...

القول إن لبنان في موقف ضعيف وهو مضطر للمساومة... هو قمة الخيانة...

إذا كان لبنان ضعيفا فعلا فلينتظر حتى تستوي موازين القوى، رغم أن كل شيء يشير إلى أن لبنان اقوى مما يتصور الكثيرون...

وأنه رغم الحصار والحرب الاقتصادية هو ليس في وضع يائس إذا ما توفرت سلطة وطنية فعلا تدير البلد كما يجب وليس بايعازات أميركية أو غربية...

أليس الأوجب استعادة الأموال المنهوبة ومصادرة اموال وأملاك اللصوص بدل التفريط بحقوق وطنية لا تعوض...

لكن مع زعماء من مثل ما نرى ومع شعب نائم ساكت عن أبسط حقوقه الإنسانية، لا يبقى سوى أن يولد جيل من الأبناء لا يمشي على سيرة آبائه التي تربت على ثقافة الغنم...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري