كتب الأستاذ حليم خاتون: أحياناً، لا ينفع الكلام.. الشهداء ما عادوا موجودين لفرض الاقتصاص العادل.. ماذا عن الأحياء؟
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: أحياناً، لا ينفع الكلام.. الشهداء ما عادوا موجودين لفرض الاقتصاص العادل.. ماذا عن الأحياء؟
حليم خاتون
17 حزيران 2022 , 17:14 م


أما عن مناشدة المسؤولين...

نحن نعيش في بلد يفاوض العدو بشكل غير مباشر عبر وسيط نزيه هو أحد ضباط العدو...

نكتة سمجة لا يرف لها جفن أهل السلطة في لبنان... وتسكت عنها مقاومته...

كل الرؤساء دون استثناء، يخافون سوط العقوبات الأميركية بعد أن باعوا شرفهم وكرامتهم لقاء ما نهبوا وهرّبوا إلى بلاد هي تحت سلطة الإمبريالية الأمريكية، العدو الأول للشعوب الحرة...

يخافون فقدان ما راكموا من سرقات وضعوها في خزائن الإمبريالية...

لقد مضى زمن الحكم الرشيد...

حتى القادرون على العدل والحكم الرشيد باتوا اقرب إلى نهج سياسة شعرة معاوية...

"لكم فسادكم، ولي سلاحي"...

سلاح "يسخسخ" على كلمات السم المغلف بالعسل...

سلاح يرقص فرحا ويطرب إلى حد السكر من كلمة كاذبة تصدر عن فاسد أو خائن أو زنديق...

سلاح بات همه فقط حماية السلاح بدل القيام بما يجب القيام به ولأجل ما تم حمل السلاح لأجله...

نعيش في عالم حيث يهرب قطيع كامل امام اسد أو نمر أو فهد واحد...

لو يلتف بضعة من هذا القطيع ويجتمع على هذا الوحش المفترس لكانت الخسارة أقل ونجا كامل القطيع...

هل لا نزال نعيش ثقافة انتصار الدم على السيف...؟

هل لا نزال ثورة المستضعفين على الأرض...؟

ام اندمجنا حتى صارت وجوهنا تشبه وجوه من سبقنا من ثورات تحولت وصارت جزءًا من انظمة الفساد...

فعل الفساد والنهب والتطبيع ليس بالضرورة فعلا مباشراً...

إذا كان السكوت عن الحق شيطان أخرس... ماذا يمكن ان يكون السهر والسمر مع الشيطان نفسه أو من ينوب عنه...؟

يرفض بعضهم الجلوس أو الدخول الى مكان فيه خمر...

لكن لا يرفض هؤلاء مجالسة اللصوص الذين وصلت سرقاتهم حدود فعل الخيانة العظمى...

فؤاد مخزومي ليس العميل الوحيد داخل هذا النظام...

يكاد شعار " كلهن يعني كلهن" ينطبق على الأغلبية العظمى من أهل هذا النظام...

منهم من يخون مباشرة...

ومنهم من يخون عبر الفساد والنهب الذي لا يقود إلا إلى انهيار البلد...

الويل لأمة تمشي خلف خونة أو خلف عاجزين عن مواجهة فعل الخيانة...

ليس المهم حمل المصاحف، لقد فعلها معاوية وابن العاص قبل اغتصاب سلطة الإسلام...

المهم، أن ينال كل امرء لقاء ما اقترفت يداه...

فؤاد مخزومي ليس إلا مثلاً ساطعاً عن اللبناني الشاطر الذي يبيع أمه واخته في سوق النخاسة لقاء منصب يؤول إليه من قبل من يعتقد أنهم أهل الحل والربط في هذا العالم...

شعب نائم...

أليس في هذه الجموع رجال..؟

أليس هناك مسدس عادل بعد أن مات القضاء العادل...؟

"لا تسأل ماذا فعل لك الوطن، بل أسأل ماذا فعلت انت لأجل هذا الوطن"

لا تسأل ماذا فعلت المقاومة من أجل الوطن، بل أسأل ماذا فعلت انت كي تبقى المقاومة نبراس هذا لوطن

أكيد، ومهم جدا أن نخوض موج البحر معك... لكن الأهم أن نحوض هذا الموج عكس التيار وليس معه...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري