كتب الأستاذ حليم خاتون: بعد بوتين، نصرالله. الحرب أشرف
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: بعد بوتين، نصرالله. الحرب أشرف
14 تموز 2022 , 20:25 م

"يا روح ما بعدك روح"...

هذا مثل شامي بامتياز... لا دخل للروس به...

"الحياة، وقفة عز"... قالها انطوان سعادة مؤسس الحزب القومي السوري... سعادة كان من رجال بلاد الشام، ولم يكن روسياََ...

"ما أخذ بالقوة، لا يسترد *إلا* بالقوة"... قالها جمال عبد الناصر...

ناصر كان من ابطال القومية العربية في بلاد النيل، ولم يكن روسياََ هو الآخر...

حيفا، وما بعد حيفا، وما بعد، ما بعد حيفا... قالها في ذلك اليوم من تموز ٢٠٠٦ السيد حسن نصرالله...

كاريش، وما بعد كاريش، وما بعد، ما بعد كاريش... قالها أمس سيد المقاومة الإسلامية في لبنان...

السيد نصرالله الذي يقف وراء "الدولة" في موضوع الترسيم، لم يتخل عن كاريش يوم أمس؛ تماما كما لم يتخل عن حيفا، لا في ذلك اليوم من ٢٠٠٦، ولا في اي يوم آخر...

السيد نصرالله هو ابن جبل عامل...

السيد نصرالله خرج بنفس المنطق الذي أُجبرت روسيا على اتخاذه...

هيهات منا الذلة ليس مجرد شعار... هذا يشكل ثقافة شعب...

أمس اختصر السيد الموقف بكلمتين، *الحرب أشرف*...

أمس، توجه السيد إلى جميع مكونات هذا البلد قائلا...

اليوم يجب اتخاذ القرار...

اليوم، الإسرائيلي والأميركي في موقف ضعيف ويمكن بقليل من الضغط الحصول على الحقوق...

أما إذا أخذ الإسرائيلي والأميركي كل شيء دون دفع الثمن، فلن يكون من بديل عن حرب طاحنة لاسترجاع الحقوق... فندفع ثمن السلم جوعا وخضوعا، ثم ندفع الشهداء لاسترجاع الحقوق...

السيد يريد من السلطة التفاوض من موقع القوة... لكن هل يمكن لإشباه الرجال أن يكونوا رجالاً...؟

النائب غياث يزبك هو غصن ذابل من شتلة الذين يتوجه إليهم السيد نصرالله...

النائب غياث يزبك يتهم السيد نصرالله باستغلال حاجة الغرب للغاز...

حتى جوزفين ديب، فوجئت بهذا الموقف المخزي يقوله النائب المشؤوم...

انتبه النائب يزبك، تلعثم، ثم حاول ترقيع الخيانة كما العادة عبر مهاجمة جبران باسيل...

جبران باسيل وميشال عون هو السماعة التي يدور حولها لصوص المعبد حين لا يجدون منطقا في زوايا مزبلة التاريخ...

النائب يزبك هو مثل عن سمير جعجع أو سامي الجميل أو وليد جنبلاط أو ميقاتي أو... واو...

هؤلاء يتراوحون بين العمالة المباشرة المطلقة وبين الخضوع و"إعطاء الذليل"...

إنها علاقة العبد بسيده الأميركي...

أكثرهم خسة عميل، واقلهم مجرد عاهرة في ثوب رجل...

هل يريد السيد نصرالله رمي الحجة على عملاء وعهرة...؟

عفوا يا سيد...

هؤلاء لا أمل منهم يرتجى...

أما رجال الدين من أمثال هؤلاء، فقمة العهر... لا يوازيه سوى تسليم السيد المسيح الى جند روما قبل صياح الديك...

غدا سوف تعود معزوفة من يمتلك قرار السلم والحرب أو اغاني السيادة، وما ادراك ما السيادة عند أصحاب السيادة والنيافة والسعادة...

يقول البعض أن هؤلاء لهم جمهور عريض... لهم جمهور هم اخوة لنا في الوطن...

عن أي أخوة يمكن ان يتكلم اهل المنطق...؟

عن أخوة يوسف يوم رميه في البئر؟

ام عن الأشقاء العرب الذين ذبحوا الفلسطيني من الوريد الى الوريد...؟

ام تراهم يقصدون أشباه بشير والسادات ومحمود عباس...؟

هؤلاء اصدقاء اميركا التي تبرعت لهم منذ ٢٠٠٦ وحتى الامس القريب، ب٢,٥ مليار دولار ثمنا للقيود التي تكبل به الجيش والإرادة الحرة، وتجعل من السيادة خرقة بالية تشبه أوجه أهل الذل هؤلاء...

في نفس هذه المرحلة، قدمت أميركا لإسرائيل أكثر من ستين مليار دولار للتأكد من استعبادنا ونحن مقيدين بالسلاسل...

يعيب النائب يزبك على السيد نصرالله عدم الوضوح في الوقوف وراء "الدولة"...

هل يمكن الوثوق بسلطة خرج فيها ميقاتي وأبو حبيب امس، كما خرج قبلهم جنبلاط والسنيورة وباقي جماعة علي بابا... لا يتوقفون عن الركوع والسجود مسبًحين باسم الرب الأميركي الأكبر...

لعن الله هذا الزمن الذي يجعل من سيد حر ذو بأس وشهامة يتخذ من عهرة السلطة اصدقاء وأخوة لنا في الوطن...

النائب يزبك كما غيره من صغار المعبد لم يفهموا أن السيد لا يمكن أن يدخل في مفاوضات الترسيم لأن ما لنا هو لنا، وما يقولون إنه لهم، هو أيضا لنا نحن اهل أرض بلاد الشام...

السيد يا حضرة النائب الجاهل لم يعترف، ولن يعترف، لا بالكيان المصطنع، ولا بكل ما أنتجته سايكس بيكو...

السيد أيها النائب الجاهل، يريد كما السيد المسيح أن "يعمل منكم بشرا"، رغم صراخنا بأن تعليم الحمار النطق مستحيل، فكيف بتعليم المنطق...

أساساً، مشكلتنا مع السيد نصرالله أنه لا يرى في سامي الجميل أو سمير جعجع أو جنبلاط أو البطرك أو المطران عودة أو شيوخ الإفتاء من الجهلة ما هم عليه في واقع الأمر، مشكلتنا أن السيد يريد إلباس هؤلاء ثوباً من الوطنية والإنسانية والعزة لا يليق بهم...

أمس، "فش" السيد نصرالله لنا "خلقنا" حين تقدم خطوة إلى حتمية الصراع المسلح الذي لا بد منه...

أمس شعرنا بأن السيد، رغم كل شيء يخص كلاب الداخل من أهل السلطة والغنم التابع لهم، لن يتهاون في حق الوطن الذي لا يعلو عليه شيء، لا صولجان ملك تافه، ولا بؤس رئيس تافه، ولا موعظة رجل يدعي الدين وهو إلى الشيطان اقرب...

كلام السيد مشى خطوة مهمة إلى الأمام ونحن نقول له أنه ليس لدى لبنان وبلاد الشام ما تخسره أكثر مما خسرناه...

في الجوع، شعبنا يجوع بفضل السلطة وأميركا...

في العطش، شعبنا يعطش بفضل السلطة وأميركا...

لا كهرباء ولا خبز ولا عمل ولا رواتب ولا مقومات حياة كريمة...

كل ذلك بفضل أهل السلطة واسيادها من الأميركيين... فهل أقل من قلب الطاولة واسقاط سقف الهيكل على الجميع...

قبل سنين ليست بعيدة، خرج السيد محمد حسين فضل الله يخاطب الفلسطينيين قائلا لهم ما معناه...

*إذا عجزتم عن فرض الحق، على الأقل خربوا الديكور...*

غزة محاصرة...

الضفة تغتصب كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة...

يموت الفلسطيني بسبب، وبدون سبب...

كل يوم مصادرة...

انتشار المستوطنات بات كما انتشار الهواء فوق الأرض الفلسطينية...

رغم هذا لم يتحرك أحد من غزة...

يا اخي أليس عندكم معادلات تستحق الفرض؟

ماذا لو رفعتم شعارا بسيطا في المرحلة الأولى...

ماذا لو طالبتم،

رفع الحصار عن غزة مقابل عدم قصف تمار ولفيتان...

يا اخي في غزة، كائنا من كنت...

بدل الإستمرار في الموت البطيء الرخيص، على الأقل خربوا الديكور...

يا اخي القضية لم تعد جنونا رغم أن الجنون كان دوما مطلوباً؛

بعد أوكرانيا، صار التأمل كفرا...

بعد ما وصلتم إليه من قوة، صار استمرار نمط الحياة في الحصار،

قانونا من قوانين مزبلة التاريخ...

اليس من بوتين في غزة؟

اليس من نصرالله على كامل فلسطين...

إضرب، إضرب، إضرب...

ابتسم وانت تضرب...

لانك رابح في الحالتين...

سواءً سقطت شهيدا، أو نلت شرف من يشعل ولو عود كبريت في بيت العنكبوت...