كَتَبَ د. إسماعيل النجار: أبو شمران عقل حميه هزمنا بموتِهِ...
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: أبو شمران عقل حميه هزمنا بموتِهِ...
7 أيلول 2022 , 14:08 م


إستذكرتُكَ يا أخي وصديقي في يومٍ كانت الأرض تحتاجُ إلى الملح، والسماءُ لا تُزَينها الغيم، إستذكرتُكَ بلحظةٍ كانت الرِماحُ مني نواهلٌ وبيضُ الهند تقطُرُ من دمي،

صِحتُ في داخلي أترىَ؟ أتسمَع يا أبا شمران؟

لكن لا صوت يجيب، لكنني رأيتُ ظِلَّاً للغالي الحبيب،

أتاني منكَ رسولٌ حضرَ بهامتكَ بحبكَ بحضورك كانَ عقلكَ وكان عينك وقلبكَ النابض كما أذكر أخيكَ أبو علاء،

لقد كُنتَ أنتَ يا أخي قبل إستشهاد أشقائكَ علي وُحسَين كجَدَّكَ عليٍ بن أبي طالب عليه السلام أسد المرابع والميادين،

وبعد إستشهادهم كنتُ أراكَ كأبو الفضل العباس مقطوعَ اليدَين،

لكن بعد فراقَك إيانا فُقِئَت لنا عين،

أيها النجم اللامع، أيها الأسد المتسامح الجامع، أيها الطيب القادر الواثق، إشتقنا لوجهٍ مُبتسم وأشتقنا إلى الرجولةِ فيك،

كنا نراك وحولَك أعمدةٌ إرتكزت عليك، وأنتَ الأرض الثابثة والجبل الذي لا يميل،

سيوفٌ ماضية مضى منها علي وحسين،

وبعد فراقك لماذا تكسرَت نِصالُ سيفِكَ وأستحكَمَ بين أطرافهِ الفراق؟

أخي أبو شمران عُد إلينا بشكيمتَكَ وماضيكَ وحضوركَ والقي علينا عن أكتافك ذاكَ الرداء،

إصرَخ بنا لا تغدروا وكونوا أهلاً للوفاء،

أبو شمران قُل لأخيك لا تنحني إلا للَّه يا أبآ علاء،

قل لشمران توحدوا حيث أستحكَمَ الجفاء،

فوالله ما مشهدُ الغيم جميلٌ بلا شتاء، ولا سماء،

هنا حيثُ ترقدُ يا أخي وعلى مسافة أمتارٍ منك أبناء عمومتك زرعوا الوفق وزرعوا السلام وأستودعوا الجيرة حب البقاء، وكانَ بينهمَ أبو علاء.

أخي لم تعد تشرق الشمس كما كانت من قبل والغيم الأسود قَطَّعَ شعاعها في محيطك وأصبحَ اللون الذهبي خيوطاً وليسَ بساط،

عُد إلينا ولو في حُلُمٍ أرجوك علَّنا نراك عابساً فينا فنهجع فنُرضيك ونهتدي فيك ونعود كما كنا قبل أن نودعكَ ونرثيك.

بيروت في...

7/9/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري