كتب- رجا اغبارية,
عباقرة او انتهازيين او شيء آخر ، اكتشفوا ” رأس كليب ” ، أي اننا نشارك بانتخابات السلطات المحلية ! يا ويلنا ! لماذا نشارك هنا ولا نشارك بالكنيست ! فكله صهيوني !
في الانتخابات السابقة اجبت لاحدى الصحفيات عن هذا السؤال ، اليوم سأكرر الجواب مع بعض التحديث الشكلي :
س : خصمكم السياسي يعيب عليكم المشاركة في انتخابات السلطات المحلية التي تتبع لوزارات حكومية تتبع لذات النظام الذي ترفضون الانخراط بمؤسساته كيف تفسرون هذا التناقض ان صح لنا تسميته كذلك؟
ج : طرح موضوع مقاطعة انتخابات الكنيست لأول مرة عام 1979 بشكل جدي وحزبي داخل حركة “أبناء البلد” وانا حضّرت اول ورقة بهذا الخصوص بالتعاون والنقاش مع عدد من الرفاق الذين يحملون نفس الموقف.
سبقنا على طرح الموقف جماعة “حركة الأرض” كأفراد وليس كتنظيم ، بعد ان اخرجوا عن “القانون” عام 1965 ، بعد منعهم من العمل الحزبي على أثر محاولتهم دخول الكنيست تحت اسم القائمة الاشتراكية .
لكن “أبناء البلد” خاضت انتخابات السلطات المحلية في أوائل السبعينيات لأنها قامت اصلاً كقائمة محلية في ام الفحم ولم يكن لها اي برنامج سياسي ، الا في بطن مقيميها ، حيث طرحت نفسها ” كقائمة أبناء البلد ” وليس حركة أبناء البلد ( موضوع آخر ) …
بهدف المشاركة في ادارة الشؤون المحلية وعدم تركها بايدي العائليين وجماعة الاحزاب الصهيونية ، تحت شعار ” بنينا تل ابيب ، كفى ! لنبن ام الفحم !
تم تعزيز موقفنا هذا في سبعينات القرن الماضي أثر تجربة الحركة الوطنية في الضفة الغربية، عندما انخرطت بالسلطات المحلية هناك تحت سلطة احتلال ال67 ، حيث دخل بسام الشكعة في نابلس وخلف في رام الله وغيرهما ليطردوا بذلك روابط القرى التي عينتها إسرائيل، تماماً كما اردنا في الداخل ، تحت سلطة احتلال ال48 التي أصبحت مدنية عام 1966 !
لقد تعلمنا الدرس وعززنا التجربة بانه يجب ابعاد جماعة الأحزاب الصهيونية وقوائم الحمائل والعشائريين المرتبطين بالسلطة عن إدارة شؤوننا الداخلية، رغم ادراكنا ان هذه المؤسسات تابعة للاحتلال المدني بعد العسكري الذي انتهى عام 1966
لقد سألنا انفسنا السؤال الصحيح ، وحصلنا على وجوب محاربة العائلية والحزبية في بلداتنا العربية، وقد بدأ ذلك في ام الفحم تحت شعار “لا للعائلية ولا للحزبية” ، ثم انتقلت التجربة لغيرها من البلدات العربية ونجحنا بإقامة اول ائتلاف وطني في ام الفحم من الجبهة و”أبناء البلد” وبعض المستقلين الذين تخلوا عن الأحزاب الصهيونية عام 1973 ، ثم تلت ذلك الناصرة عام 1975 الامر الذي مهد ولادة يوم الأرض1976، وحمل ابعاداً وطنية نضالية شعبية سقط فيها شهداء وجرحى ومعتقلين ، بعيداً عن التعامل مع القضايا المحلية فقط …
ان كل الغبن اللاحق بنا محلياً اساسه وطني قومي معادي للصهيونية او لا ينسجم معها في اقل تقدير . فنحن لسنا عدميون، حتى بالكنيست جربنا مرة واحدة بعد اعتراف المنظمة بإسرائيل وانهيار الاتحاد السوفياتي وضرب البعد القومي في العراق … واعدنا النظر ، عندما فشل أوسلو ومعه كل الحلول المطروحة محلياً وعالمياً .. ( اقرأوا موقفنا في مكان آخر ) ..
ثم لماذا نطالب بانتخاب هيئة تمثيلية مثل المتابعة والمجلس الوطني الفلسطيني ؟ أليست هي ايضاً تحت احتلال عسكري و مدني ؟ اتعلمون ان للاحتلال إدارة مدنية للضفة لا يمر شيء للسلطة بدون مصادقتها !
فهل تريدوننا ان نسلم قيادة وإدارة امورنا المحلية الداخلية لجماعة السلطة والمتأسرلين؟ وربما استحضار لجنة معينة يهودية تنفذ سياسات الحكومة بقضايا مصادرة الارض وهدم البيوت !!!
فمن هو الأكثر ائتماناً عليها ؟
وهل يجبرنا دخول السلطات المحلية تخفيض سقف مواقفنا السياسية حتى ثمالة الاسرلة ودخول الحكومة التي تقتل شعبنا او الكنيست التي تشرعن ذلك ! كما يحصل بأعضاء الكنيست العرب ( المقارنة الممجوجة لجماعة الكنيست ، الذين مسكوا علينا “فعلة مشينة يعايروننا بها ” ) !
نطمئنكم انه اذا اضطررنا قانونياً الوصول الى هذا الحد من التنازل السياسي والوطني فإننا سنترك السلطات المحلية قطعاً .. راجعوا مواقفنا في كل شيء وقولوا لنا اين نتأثر وطنياً وسياسياً من وجودنا في السلطات المحلية ، ناهيك عن اننا توقفنا عن الدخول لهذه السلطات باسم حركة “أبناء البلد” منذ عشرات السنين ونستخدم أسماء محلية مجردة .
نحن ندرك الخبث من هذه المقارنة واستغباء الناس لتبرير المشاركة في الكنيست ، فالاسباب التي تشاركون بسببها هناك ، هي ليست نفس الاسباب التي نخوض فيها انتخابات السلطات المحلية.
استغباؤكم واستخفافكم بعقول الناس ، لا يتوقف عند هذا الحد . الا تعايرونا باننا نحمل بطاقة زرقاء ونذهب لمحاكمهم وجامعاتهم ومستشفياتهم والسوبر ماركت ، ونبني تل ابيب وابناء الضفة يبنون المستوطنات على اراضيهم ويعملون في اسرائيلكم …. نحن ندرك ان هذا كله واقع اسرائيلي، لكنه تحت الاحتلال !!!
اسرائيل ليست دولتنا ، هي دولة اليهود !!! ونحن لسنا السبط الثالث عشرلبني إسرائيل كما يصنفون انفسهم !!! اننا اصحاب الارض والوطن وابناء الشعب الفلسطيني المحتل الذي سيقرر مصيره السياسي على ارض ووطنه مهما طال الزمن … كل وطنه … ايها المتأسرلون !!!
ان كل هذه الممارسات من اجل استمرار العيش تحت الاحتلال ، لكن على ارض الوطن .وهي لا تضفي الشرعية على دولة الاحتلال والابارتهايد مثل انتخابات الكنيست … (اقرأوا معالجاتنا لكل هذه القضايا )… ان كل ما يسعى اليه حكام “اسرائيل” في مفاوضاتهم مع منظمة ابو مازن هو الاعتراف بشرعيتها كدولة يهودية . ونحن وشعبنا لا نريد ان نمنحها هذه الشرعية ، لا في الكنيست ولا الحكومة ولا في أي مكان نستطيع ذلك …
هذه مقاومتنا السياسية ، لدولة نعترف انها قائمة ونووية وتشكل خطر وجودي على شعبنا … لكن هذه فرصتنا كي لا نمنحها صوتنا ولا نمنحها الشرعية حتى لو احتلت كل الشرق الأوسط !!!
وهمسة أخيرة ضمن هذا السياق لكل المتأسرلين الذين يعتبرون الاحتلال واقع وقدر : عندما يحين وقت ارقى اشكال النضال المنظم في الداخل ، لن يسأل احد هذا السؤال !
#قاوم # قاطع