بقلم: زياد سمرين
قبل فترة سمعت مصطفى البرغوثي على قناة الميادين يقول ان "الفلسطينيين هم الذين قاموا في البداية بتدريب مقاتلي حزب الله". ليست المشكلة أن هذه الفكرة ليست دقيقة، كون حزب الله كان مدعوما من البداية من دولة إقليمية كبيرة كايران. المشكلة ان مع ادعى ذلك هو الأمين العام لما يسمى "المبادرة الوطنية" التي لا جناح عسكري لها أصلا، وهي عبارة عن "ان جي او" ممولة من الأتحاد الأوروبي – طبعا لم يقل لنا البرغوثي ان كان جهاز المبادرة العسكري غير الموجود أصلا هو الذي قام بتدريب حزب الله!!، ولم يقل لنا أن المبادرة ليس فقط لا تتبنى الكفاح المسلح أصلا، بل لا تستطيع ذلك أصلا كمنظمة مجتمع مدني لتعارض ذلك مع شروط الممول الغربي.
لكن قصة المبادرة كانت ستبدو مجرد وجهة نظر أخرى في السياسة، حتى جاء ما يسمى "المسار البديل"، تيار سياسي آخر يعتمد على التمويل الخارجي عبر شبكة مؤسسات "مجتمع مدني" أيضا تتلقى تمويل غربي كمنظمات غير حكومية، هذا عدى عن الدعم القطري. و"المسار البديل" أيضا الذي بدء وجوده بمهاجمة اليسار الفلسطيني والسطو على إرثه والتحريض عليه من بوابة التقصير في العمل الكفاحي أساسا لم يؤسس أيضا جهاز عسكري وكل ما يقوم به مسيرات هنا وهناك، وهو ما يتفق مع سياسات الممولين الأوروبيين.
هذه الظاهرة الجديدة للحركات السياسية الفلسطينية الجديدة (المبادرة والمسار نموذج) عالية الصوت وكثيرة التمويل والتي تكتفي بالعمل السياسي فقط، على اعتبار ان تحرير فلسطين سيكون عبر مقالات ومسيرات وندوات فقط، لافتة وتستوجب الانتباه. هناك من يريد لنا ان نكتفي بحركات سياسية مخصية تستبدل الحركات السياسية التقليدية، التي برغم كل مساوئها لديها على الأقل قطاع كفاحي ومسلح. هكذا يظهر لنا ان هذه الحركات أخطر حتى من الحركات السياسية التقليدية التي انحرفت عن مشروع التحرير. فالأخيرة لم تكن مؤامرة بالأصل. أما الجديدة (المبادرة والمسار) فهي محاولة الممول الغربي لفرض نموذج جديد للحركات السياسية وفق ذوق ومصلحة الممول الغربي راعي الكيان الصهيوني منذ النكبة الى اليوم.
كل حركة سياسية تكتفي بالتنظير والمسيرات والمقالات مشبوهة بالتعريف.