كتب الأستاذ حليم خاتون: عدي التميمي، غيفارا آخر من فلسطين.
فلسطين
كتب الأستاذ حليم خاتون: عدي التميمي، غيفارا آخر من فلسطين.
21 تشرين الأول 2022 , 23:31 م


سأل الضابط راعي الأغنام الذي وشى بأرنستو تشي غيفارا:

"لماذا وشيت بغيفارا وهو الذي يقول إنه يقاتل من أجلك ومن أجل بقية فقراء هذا العالم؟"...

"لقد كان يخيف أغنامي سيدي."، أجاب الرجل الجاهل...

أصاب الرجل دون أن يدري...

لم يكن غيفارا يخيف الإمبريالية والسلطات التابعة لها فقط، كان غيفارا يخيف "الناس الغنم" الموجودين في كل الشعوب...

في لبنان، في العراق، في أوروبا... وفي فلسطين بكل تأكيد...

تعيش الأغنام وتعطي الحليب والصوف...

لكنها تعيش فقط من أجل يوم الذبح...

ثم تعطي اللحم والعظم والجلد...

الناس الغنم، قد يكونون سلطة تنسيق أمني...

الناس الغنم قد يكونون مجرد عملاء رخيصين جداً في ميزان التاريخ...

عدي التميمي ليس من الناس الغنم...

عدي التميمي، مثله مثل كل احرار فلسطين، دخل التاريخ من أوسع الأبواب...

حمل عدي مسدسا يتيما وبضعة رصاصات...

سلاح العرب، كل سلاح العرب ممنوع على فلسطين...

ركب عدي فرسا، حمل المسدس، ومضى يخط التاريخ غصباً عن كل الغرب، وغصباََ عن كل العرب...

ترك سلطة عميلة وجماعة بدنا نعيش يزحفون كما دود الأرض، قبل أن يلتهم هذا الدود تلك الجيف النتنة التي تمشي على الأرض كما العبيد، من دون روح ومن دون ذلك الشعور العظيم الذي لا يعرفه سوى من يقاتل...

عدي التميمي حمل روحه ومضى...

ترك عدي سلطة واحتلالا وخونة من الأعراب يتقاسمون بحر غزة...

الغاز والنفط الذي يحويه هذا البحر... سوف تتقاسمه السلطة العميلة وسلطة الاحتلال، بالتعاون مع مصر كامب ديفيد...

هذا ما تقوله أخبار الصحف...

مضى عدي على درب الجلجلة...

إنه قدر فلسطين...

ينضم كل يوم شهيد أو أكثر إلى ذلك الموكب العظيم...

آلاف الأسماء...

دلال المغربي...

غيفارا غزة...

يحيي عياش...

لا تنتهي الاسماء، كما العد الذي لا ينتهي...

في اليمن، يقولون "إن الإمام، هو من قام"...

في فلسطين... يموت الأبرياء...

يموت الأطفال والنساء والشيوخ... تفارق أرواح هؤلاء الجسد المظلوم...

لكن في فلسطين، فقط في فلسطين، لا يموت من قام...

في فلسطين لا تفارق الروح ذلك الجسد الطاهر...

في فلسطين، لا يخلد إلا من قام...

في مصر يقولون،

"بيموت الزمار، وصوابعه بتلعب"..

في فلسطين، يسقط جسد الشهيد، فتحمل روحه ذلك المسدس الصعب المنال إلى مقاتل آخر...

قدر فلسطين صعب جداً، لكنه ليس مستحيلاً...

صحيح أن سوريا وإيران كانتا السند الضروري جدا لانتصار لبنان...

لكن المقاومة كانت العامل المكمل والكافي لتلقف هذه الضرورة...

رغم كل التآمر، سوريا لا تزال هناك، وكذلك إيران...

الضرورة مؤمّنة، المطلوب هو من يتلقف هذه الضرورة...

عدي... رفاق عدي... أمثال عدي، هم من سوف يعيد كتابة تاريخ فلسطين...

كما قال الرئيس حافظ الأسد يوما في مقابلة مع مجلة غربية:

لقد احتل العثمانيون بلاد الشام وجثموا على صدر هذه الأمة خمسمائة سنة...

لكن شعب هذه الأرض المباركة طردوا المحتل...

كذلك دولة الكيان...

لو مهما طال الزمن، بهمة عدي، ورفاق عدي، ومسدس عدي اليتيم... سوف تعود الأرض والأسماء...

من أقصى شمال الجليل، إلى أقصى جنوب القطاع...

هناك ألف ألف عدي...

حليم خاتون