كتب الكاتب ابراهيم سكيكي:
الحياة وقفة عزّ، فالله تعالى فوّض إلى الإنسان أموره كلها، إلاّ أن يُذلَّ نفسَه.
وقفت السفيرة الأمريكية شيا أمس، وإلى يمينها قائد الجيش اللبناني وإلى يسارها قائد قوى الأمن الداخلي، حيثُ قالت:
في ضوء إلحاح الوضع الِاقتصادي المُتَرَدِّي في لبنان، طلبنا، وحصلنا على موافقة من الكونغرس الأمريكي، لإعادة تخصيص جزء كبير من مساعداتنا "الأمنية"، لدعم الرجال والنساء الذين يعملون بجدّ في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي،والذين يلتحقون بمراكزهم بإخلاص من أجل حماية وطنهم...
وتابعت تقول:
وذلك بموجب قانون من الولايات المتحدة 100 دولار شهريًا لمدة ستة أشهر بمجموع 72 مليون دولار.
إنّه لأمر مُحزن ومؤسف ومُخزٍ أن يصل الحال لمؤسساتنا العسكرية والأمنية لتتصدق عليها الولايات المتحدة بمبلغ 100$ شهريًا لكل فرد!... وماذا تصنع المئة دولار، لعوائل العسكريين التي كانت تعيش حياة طبيعية مكتفية، من خلال رواتبها ومستحقاتها، إلى أن أصبحت رواتب الضباط والعناصر، حتى مع هذه المئة دولاركلهالاتساوي قيمةاشتراك كهرباء لمنازلها.
لبنان والدول التي ممكن أن تساعده في حال رفع الأمريكيون حصارهم وسيف عقوباتهم، في الكهرباء وموارد النفط وغيرها من المساعدات، وهي كثيرة، عندئذٍ، ليست مؤسساتنا العسكرية والأمنية بحاجة لهذه المئة دولار، المغمسة بالذُلّ.
وأمس صرّحت زميلة الست شيا باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، وللمرة الثانية، حيث قالت:
موجة الِاحتجاجات ستندلع مجدداً، والدولة اللبنانية ذاهبة نحو التفكك للأسف، فإنه يتعين على اللبنانيين أن يشعروا بمزيد من الألم.
وهذاالكلام لايصدر من مسؤول عبثاً؛ هذا ما تُخطِّطه الإدارة الأمريكية للبنان..
الشعب اللبناني كله يصرخ في وجوهكم، ويقول لكم: ارفعوا أيديكم عن لبنان،وفكّوا الحصار عنه يكون بألف خير، ولا يحتاج منكم أي مساعدة تبغونَ من خلفها مؤامرة على شعبه..
أنتم أيُّها الأمريكيون مُفلسون، ودَيْنُكم أصبح أكثر من 31 ألف مليار دولار، وأنتم عاجزون عن دفع مستحقاته، ولأول مرة في تاريخكم المشؤوم.
أمام هذا الإنهيار في قيمة الليرة اللبنانية، وصعوبة ومشقة العيش، فإنّ الشعب اللبناني كلَّه يُحمّل الزعامات الدينية والسياسية مجتمعة المسؤولية، وتُطالبهم بأن يَقِفوا ويَصرُخُوا في وجه أمريكا، ويقولوا لها: كفى حصارًا وكذباً ونفاقاً؛ أنتم تدّعون الصداقة، وتتصرّفون ضِدّنا تصرّف الأعداء... أيُّها الأمريكيون لستم أصدقاء، فقد اكتوت بظلمكم واستبدادكم بُلدانُنا وشعوبُنا؛ فكّوا حصاركم عنّا وارحلوا، ليعود لبنان وشعبه إلى عزّه وازدهاره وشموخه؛ وإلّا فإنّ الشعب اللبنانيَّ العظيمَ سيقولُ كلِمته، وعندها لات حين مناص.



