من إعلام العدو.. خطر سوء التقدير في الشرق الأوسط
عين علی العدو
من إعلام العدو.. خطر سوء التقدير في الشرق الأوسط
2 نيسان 2023 , 06:22 ص


بقلم: يوني بن مناحيم

ترجمة : غسان محمد

سترد إسرائيل قريبا على الهجوم على مفترق مجيدو، الذي يتحمل مسؤوليته حزب الله، ويمكن تقدير باحتمال كبير أن يكون الرد الإسرائيلي متناسبا، وبدون ترك بصمات، والنية الإسرائيلية هي أن الرد لن يجر إسرائيل إلى حرب شاملة. لكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى، بالاعتماد على معلومات استخباراتية موثوقة، من هجوم يشنه "محور الشر" بقيادة إيران على إسرائيل خلال شهر رمضان، كما ينبع الخوف من حقيقة أن أعداء إسرائيل يخطؤون قراءة الوضع الداخلي في إسرائيل.

في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، يسمى هذا خطر سوء التقدير. بمعنى ان إيران وحلفاؤها، حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، يخطئون في تقديراتهم لقوة إسرائيل وقدراتها، في ظل الأزمة الداخلية، وقد يميلون إلى مهاجمة إسرائيل في المستقبل القريب بالصواريخ والطائرات بدون طيار، بالتزامن مع موجة من الهجمات الإرهابية، الأمر الذي سيؤدي إلى حرب إقليمية.

لقد شهدت الأيام الأخيرة نشوة كبيرة في "محور المقاومة" بقيادة إيران، وتقديرات بأن إسرائيل تواجه التفكك بسبب موجة الاحتجاج الكبيرة ضد الحكومة الإسرائيلية على أمل أن تؤدي إلى حرب أهلية يضعف الجيش الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي ويؤدي إلى انهياره وهروب الإسرائيليين إلى الخارج.

ويقدّر "محور المقاومة" أن إسرائيل تعيش في أخطر وأصعب فترة منذ قيامها، مما يهدد استمرار وجودها، وأن إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، أحدثت أزمة ثقة حادة بين الرتب السياسية والعسكرية في إسرائيل، الأمر الذي يمنع إسرائيل من الدخول في صراع عسكري ضد إيران وحزب الله والمنظمات الإرهابية في قطاع غزة في هكذا وضع.

يشعر أعداء إسرائيل أيضا بالتشجيع بسبب الأزمة في علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، على الرغم من أنهم يقدّرون أن هذه أزمة مؤقتة. ويعتقد كبار المسؤولين في "الحرس الثوري" الإيراني أن هناك فرصة سانحة الآن ينبغي استغلالها بسرعة لضرب اسرائيل، قبل أن تغلق، وقد بدات منظمة حزب الله بالفعل خطوات لتغيير قواعد اللعبة المعمول بهل بها حتى الآن في مواجهة ما يفسره على أنه ضعف إسرائيلي، وأزمة عميقة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. كما أن هذه الأزمة شجعت إيران التي تدرس إمكانية تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90 في المائة، مما يسمح لها بإنتاج قنبلة نووية.

اسرائيل واعية لظاهرة سوء التقدير هذه، وقد وجهت عبر وسطاء تحذيرات الى كل الاطراف المعنية كي تتجنب مهاجمتها، لان رد الفعل الاسرائيلي سيكون قويا للغاية على اي محاولة للمس بها. قيما تتابع الدول العربية المعتدلة أزمة علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، وتقدّر أن الأزمة مؤقتة وستُحل قريبا، لأنه لا مصلحة للطرفين في استمرارها.

إسرائيل هي الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولدى الرئيس بايدن علاقات سيئة مع السعودية ومصر وتركيا، كما أن مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط آخذة في التآكل، وقد دخل لاعب جديد إلى الساحة الإقليمية، هو الصين.

تشعر الدول العربية المعتدلة بخيبة أمل من موقف الرئيس بايدن من إيران والطريقة التي يتعامل بها مع الملف النووي الإيراني. لكن إدارة بايدن لا تستطيع أن تخسر حليفا وصديقا مهما في الشرق الأوسط مثل إسرائيل، ولا يمكنها أن تخسر صداقة الأنظمة العربية في الشرق الأوسط.

في غضون ذلك، تشعر إدارة بايدن بالقلق إزاء قرار السعودية الانضمام إلى "منظمة شنغهاي"، في خطوة ينظر إليها على أنها تقارب السعودية مع المحور الصيني الروسي.

من وجهة نظر السعودية، فإن الانضمام إلى المنظمة يوازن الوضع في الشرق الأوسط، ويسمح بدخول لاعبين رئيسيين إضافيين إلى المنطقة في ضوء حقيقة أن إدارة بايدن فقدت القدرة والرغبة في الحفاظ على موقعها في الشرق الأوسط، على الوضع الراهن.

ترجمة: غسان محمد

المصدر: موقع إضاءات الإخباري