كتب الأستاذ حليم الشيخ: فرعون
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ: فرعون "اسرائيل" يسعى إلى قتل موسى فلسطين
حليم الشيخ
1 نيسان 2024 , 06:04 ص

كتب الأستاذ حليم الشيخ:

قُتل آلاف الأطفال على يد أصحاب فرعون لكي لا يأتي نبي الله موسى...

لكن موسى أتى...

عدّاد شهداء فلسطين من الأطفال يتجه صعوداً...

تقتل اسرائيل كل يوم، كل طفل تصل إليه في غزة، في الضفة، في كل فلسطين حتى لا يخرج نبي آخر في تلك الأرض المقدسة ينهي أسطورة الكذب والنفاق...

لكن رغم كل شيء، سوف يخرج طفل فلسطيني من تحت الأنقاض يضرب البحر بعصاه فيولد تسونامي من المقاومين ينهي أسطورة مزيفة عن شعب مختار مزعوم لإله دجال لا يعيش إلا في مخيلة القتلة والمجرمين من صهاينة اليهود، والمحافظين الجدد في أميركا والغرب واتباع الدجال من جمهوريات موز وممالك يقطين...

كل طفل يستشهد، هو مسمار في نعش أسطورة كان اسمها الهولوكوست...

بعد سنين من كتاب البروفيسور نورمان فينكلشتاين،

The Holocaust industry (صناعة الهولوكوست)،

وكتابه الآخر حول متاجرة الصهيونية بمآسي اليهود،

كبر أطفال فلسطين لكي ينهوا اساطير الدجل حول كيان مزعوم لن يستطيع جسد الشرق الأوسط تقبله رغم كل العقاقير الغربية والعربية...

آلاف الأطفال... عشرات الآلاف...

منهم من عرفنا أسماءهم...

ومنهم من استشهد بصمت في ظل قائد ممن عرفنا وممن لم نعرف...

"فزت ورب الكعبة" جملة خرجت من بين شفاه علي بن ابي طالب يوم زف إليه القدر نهاية شهادة بدل الموت على سرير...

جملة ترددها آلاف الحناجر ممن يرتقي أصحابها في غزة والضفة وجنوب لبنان والساحة السورية واليمن، بينما تغط بقية الأمة في سبات عميق...

على ذكر اليمن، واليمن هم أصل العرب كما وصفهم السيد نصرالله...

في معرض حديثه عن فلسطين، وعن غزة وعن درب الآلام لهذا الشعب الذي يحمل هم الأمة، اقترح البروفيسور فينكلشتاين جائزة نوبل للسلام لثلاثة أطراف:

١- الأطباء المتطوعين في غزة...

٢- جمهورية جنوب إفريقيا التي حملت بكل فخر خيار مواجهة اميركا والغرب الدجال في ظل صمت عربي وإسلامي قاتل...

٣- الحوثيين في اليمن...

أما لماذا الحوثيون؟

يقول البروفيسور فينكلشتاين إن اليمن هو البلد الوحيد على الكرة الأرضية الذي قرر الانتقال إلى الفعل المضاد من أجل منع فعل الإبادة في فلسطين كما تقر بذلك القوانين الدولية...

وعندما تصدى له أحد الحاضرين بأن شعار الحوثيين يطلب: الموت لأميركا،

واللعنة على اليهود...

وإن البروفيسور نورمان أميركي الجنسية، يهودي الأبوان...

أصر فينكلشتاين على موقفه لأن النظام الأميركي نظام مجرم قاتل، ولأن الحوثيين لا يعرفون من اليهود غير الاسرائيليين وهؤلاء، قتلة مجرمون أيضاً...

من هوليوود دعمت اسرائيل فكرة قتل بطل المقاومة وهو طفل...

ألم تقل بهذا أسفار القتل والنهب والاغتصاب بحق الكنعانيين..؟

في فيلم The terminator، يرسل النظام عبر اختراق حاجز الزمن؛ يرسل روبوتا إلى الماضي مع مهمة قتل امرأة قبل أن تحمل طفلا سوف يكبر ويقود مقاومة شرسة...

إسرائيل، وخلفها اميركا والغرب ومن يتبعهم من خونة وعملاء وأشباه رجال من العرب والمسلمين يعرفون أن العودة إلى الماضي لقتل يحي السنوار أو محمد الضيف أو مروان عيسى أو أي من القيادات التي خططت ونفذت عمل السابع من أكتوبر المجيد أمر غير منطقي حتى الآن؛ لذلك قرروا استعمال الحاضر في قتل ما أمكن من أطفال فلسطين لمنع خروج قادة تاريخيين آخرين في المستقبل...

قد ينجحون في قتل السنوار أو الضيف أو عيسى، لكنهم لن يستطيعوا قتل روح المقاومة التي لم تهدأ منذ بكى الشيخ عبدالله أمام حلقات الدبكة بهزيمة العثماني وقال لمن حوله: بدأت تضيق الحلقة... راحت القدس...

لم يكن الشيخ عبدالله معجبا بالسلطنة، لكنه كان قرأ ما نشره البلاشفة عن اتفاقيات سايكس بيكو وعلم بوعد بلفور، فاستنتج أن بريطانيا سوف تخلق كيانا صهيونيا في فلسطين...

ما علينا...

ما أن اجتاح أبطال غزة أسوار اغتصاب الوطن، هرع الغرب، وهرعت أميركا...

الكل يريد تقديم كل شيء من أجل القضاء المبرم على الفلسطينيين حتى لو أدى ذلك إلى مذابح تدينها نفس قوانين نفس ذلك الغرب...

فوجئ هذا الغرب بمقاومة لم يعهد مثلها من قبل...

لم تهرب حماس كما فعلت الفصائل سنة ٨٢ في لبنان..

أخرج الكيان مشروعاً قديمًا من الدرج وقرر تحويل نكبة السابع من أكتوبر الإسرائيلية إلى ترانسفير جماعي نحو سيناء...

لم يكن هذا المشروع صناعة إسرائيلية بحتة...

الاميركيون، البريطانيون، الألمان وغيرهم، كانوا ضمن من خطط...

ألا يضغط الغرب ليلا نهاراً على لبنان لقبول توطين اللاجئين...؟

ألم يكن هذا ما جاء في صفقة القرن التي كان على دول الخليج تنفيذها وتمويلها؟

ألم يكن هذا ضمن مخططات الربيع العربي وثورات الإخوان الملونة؟

ألم يكن هذا هدف الاتفاقيات الإبراهيمية...؟

ألم تحرك اميركا كل الجواكر (جمع جوكر) في المنطقة من أجل هذا الهدف؟

ألم يقم ميشال سليمان وتيار المستقبل مع جوقة ١٤ آذار بتمرير جحافل التكفير من الشمال وبعض المخيمات في لبنان في إطار تقديم البطانيات والحفاضات وحليب الأطفال "لمساكين الثورة السورية!!"!!؟

ألم يقل سمير جعجع كلمته الشهيرة: "فليحكم الإخوان"؟

كان كل شيء معدا سلفا، بدقة...

١٤ آذار، القوات، الكتائب، سُنّة الخليج وأميركا، حتى البطرك وبعض المطارنة مع بعض المفتين... كل هؤلاء، رغم ضعفهم وعدم قدرتهم العسكرية على مجابهة المقاومة؛ كل هؤلاء، حددت لهم اميركا الهدف...

نشر أجواء مشحونة تستطيع ردع حزب الله عن الدخول الكامل في الحرب إلى جانب فلسطين...

شكل هؤلاء أجواء ردع ضد مساندة غزة...

لا يستطيع حزب الله قتال العدو في حرب مفتوحة وخلفه كل هذا الجمع من عملاء...

ولكي تكتمل الحلقة، جرى استجلاب الفكر التكفيري ضمن قوافل النزوح...

دخل ميشال عون إلى ساحة النباح والعويل التي حمل لواءها لفترة غير قصيرة، جوقة أميركا في لبنان...

رقص جبران باسيل على الحان ناجي حايك رقصات طعن المقاومة في ظهرها...

بدا لوهلة أن حزب الله قد خضع لعملية الابتزاز تلك...

لكن المقاومة الإسلامية في لبنان كانت تنظر إلى الناحية الإيجابية في الاكتفاء بدور جبهة المساندة...

يجب أن تكون فلسطين في المقدمة...

يجب أن يظل القرار بيد الفصائل الفلسطينية...

كانت حماس قد لفظت من بين صفوفها فرع جماعة الإخوان الأميركية الهوى...

ربما تبدو الأمور وكأن ثقافة المقاومة في هذا الشرق غير ناضجة بما يكفي...

ربما خاف البعض يوم أعلن وزير التراث في دولة الكيان نية اسرائيل استعمال القنبلة النووية...

لم يكن هذا التصريح غلطة أو زلة لسان...

تقصد الكيان توجيه تهديد إلى أي دولة عربية او مسلمة قد تفكر، مجرد تفكير...

كان يجب سد الفجوة التي حققها السابع من أكتوبر...

سقطت قوة اسرائيل المطلقة...

سقط سلاح الرعب الذي يتحكم بأشباه الرجال في العالمين العربي والإسلامي...

هل تراجع السيد نصرالله عن نظرية "أوهن من بيت العنكبوت"، وانتقل إلى نظرية الفوز بالنقاط بسبب التهديد النووي...؟

هل كبح تهديد إيران نظرية وحدة الساحات...؟

هل تتجه أمور ساحة المحور إلى غير اتجاه..؟

هل قرر محور المقاومة الدخول في حرب استنزاف ضد الكيان وضد الغرب..؟

لا شك أن كل يوم يمر، يزداد فيه مأزق اميركا، كما مأزق إسرائيل...

لكن هل سوف يشكل كل ذلك خارطة طريق لإزالة إسرائيل؟

حتى الآن، لا يملك اي كان جواباً قاطعاً عن سير الحرب وسير خطط محور المقاومة...

من الخارج، يزعم البعض أن هناك كلام يدور بين أميركا وإيران...

تصل المزاعم إلى مدى غير مسبوق بدخول وئام وهاب على خط التعليق على الأحداث...

ليست هي المرة الأولى التي يشطح بها وهاب في النيل من الهمم، أو في نشر إخبارات غير مؤكدة ...

تتأزم الأمور أكثر مع دخول عملاء السلطة والمخابرات الفلسطينية إلى قطاع غزة ضمن قافلة إغاثة مزعومة بتسهيل اسرائيلي، وتآمر مصري واضح وضوح الشمس...

النظام الرسمي العربي داخل حلقة الخوف من المقاومة وانتصارها...

الدولة العميقة في أميركا تعمل كل ما يمكن لانقاذ بايدن...

أميركا في مأزق...

أتباعها في مأزق...

لا تزال الاستقالات والاحتجاجات تسيطر على الشارع الأميركي...

زلزال ٧ أكتوبر الذي استجلب حرب الإبادة وضع كل الغرب أمام مأزق خيانة القوانين والمثل العليا التي وضعها هو نفسه أمام الناس...

عندما خرج جاريد كوشنير يتحدث عن وجوب نقل الفلسطينين في عملية ترانسفير خارج غزة لما للقطاع من أهمية اقتصادية ومالية، تساءل عامة الناس عن مدى وجوب وضع حد لسلطة أهل المال على أميركا...

بعد كتب البروفيسور جون مارشايمر عن ال AIPAC، ووجوب وضع حد لسيطرة طبقة الرأسماليين على القرار الأميركي، صار الكل يتحدث علنا عن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة الأميركية...

الديمقراطية الأميركية محكومة بمدى قوة المرشح المالية...

بايدن تلقى خلال الحملة السابقة دعما من اللوبي الصهيوني بملايين الدولارات...

في الحفل الموسيقي الأخير مع أوباما وكلينتون، قدم له أغنياء الصهاينة أكثر من ٢٥ مليون دولار، مع تهديد مبطن بأنه إذا لم يستمر في سياسة دعم إسرائيل سوف يدعمون خصوم الديمقراطيين بمئة مليون دولار...

طبعا، من السذاجة التساؤل عما يمكن أن يفعله أغنياء العرب...

هؤلاء ينتمون اساسا لحركة الماسونية التي تشكل أحد أذرع الصهيونية...

لذلك لا يمكن التعويل على اي مال عربي...

المطلوب من الكونغرس أن لا يضم أهل فكر واقتصاد...

معظم النواب من الاغبياء الذين يصلون إلى الندوة البرلمانية بفضل لوبيات على شاكلة AIPAC...

هناك لوبي شركات البترول؛ لوبي شركات صناعة الأسلحة، لوبي شركات التبغ، لوبي شركات صناعة الدواء...

معظم هؤلاء يدخلون ضمن حلقة الماسونية...

هم صهاينة بشكل مباشر أو غير مباشر...

لذلك، ربما خاف وئام وهاب...

لذلك ربما تتريث إيران...

يسأل المرء نفسه:

حتى متى تبقى إيران دون سلاح ردع نووي...؟

ألم تتعلم من كوريا الشمالية أن أميركا لا تجرؤ على مهاجمة من يملك سلاحاً نوويا...

ألم يحن الوقت للتخلي عن فتوى الخميني بتحريم السلاح النووي...

لو كان هذا التحريم شاملا لكل الكوكب، لكان الأمر مقبولاً...

لكن يجب أن لا تقتصر الفتوى على دول بحد ذاتها...

حرب الاستنزاف ضد اسرائيل أو أميركا مفيدة بالتأكيد، لكن هذا يحتاج إلى سلاح نووي في حال قررت اميركا اللعب مباشرة كما هددت غداة السابع من أكتوبر...

السلاح النووي مهم جدا لردع عدو الخارج..

أما عدو الداخل، فعليه بثقافة المقاومة... مجتمع مقاومة...

اقتصاد مقاومة...

"...الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم والسنتكم فإنما يجاهد في سبيل الله رجلان: إمام هدى، ومطيع له مقتدى بهداه..."

من وصية علي إلى أهل بيت النبوة وهو مضرج في دمه...

لأن محور المقاومة يمشي على درب أبي الشهداء علي بن أبي طالب، نسلم لقيادة حزب الله حسن التدبير مع عدو الأمة من الخارج، ونضع التعامل مع عدو الداخل إلى ما بعد نصر قريب لو مهما طال الزمن...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري