هناك سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية منذ تولي بايدن السلطة في البيض الأبيض. اهمها سيلخص في النقاط التالية :
١ - إعتماد اسلوب المواجهة المباشرة و الدخول في حرب إقتصادية مفتوحة مع الصين الشعبية صاحبة ثاني اكبر إقتصاد في العالم بحوالي ناتج محلي سنوي تجاوز ١٧ ترليون دولار. التبادل التجاري بين الغرب و الصين معقد وقد استثمر الغرب ترليونات الدولارات في الصين و يعتمد قطاع الصناعة في الغرب على اليد العاملة الرخيصة في الصين او إستيراد المنتجات الأساسية رخيصة التكلفة. توجس الغرب من منافسة الصين له في التكنلوجيا المتقدمة وخصوصا الجيل الخامس الذي سينهي تحكم أمريكا بالإنترنت و كذاك مجال الذكاء الاصطناعي الذي سيحدد نتائج حروب المستقبل. إذا كانت الصين قادرة على إزاحة الولايات المتحدة كابر إقتصاد في العالم خلال عقود، في عهد بايدن أصبح الأمر محتمل خلال شهور. و مما عقد المسألة في مراهانات أمريكا الخاسرة في التالي -
٢- التورط في مواجهة روسيا صاحبة اكبر ترسانة نووية في العالم في حرب بالوكالة في أوكرانيا. هذا التخبط الأمريكي ساهم بإستنزاف الغرب ماليا من جهة و كذلك ساهم في توحيد جبهة الصين روسيا ضد المعسكر الغربي من جهة أخرى، بدأت ملامح النظام العالمي متعدد الاقطاب تتشكل فاليوم روسيا تعلن الصين و الهند كشركاء لها في السياسة الخارجية. قرر معسكر الصين و روسيا الذي يضم البرازيل و الهند وجنوب أفريقيا و إيران و مؤخرا انضمت له السعودية باعتماد التبادل التجاري بدون الدولار كعملة وسيطة اي سيسقط الدولار من التربع على عرش العملات الصعبة.
٣- التخبط الأمريكي شمل أيضا تخبط مالي كعجز حاد في الميزانية، طبع المزيد من الدولار بلغ اكثر من ترليون إضافية مؤخرا، عجز الفدرالي عن مواجهة التضخم وبل ان بعض سياساته ساهمت في زيادته. وضع الإقتصاد الأمريكي في حالة يورثى لها ويتوقع الخبراء ان يفقد الدولار قيمته بسرعة لم تكن متوقعة نتيجة تحدي دول البريكس الأخير واهما التبادل المباشر بالعملات المحلية.
٤- تسييس القضاء فلم يسبق في الديمقراطية الأمريكية ان يقوم الرئيس او حزبه بتسخير القضاء لمواجهة خصم محتمل في الانتخابات العامة بغض النظر عن شخصية ترامب فكل الدعوات المقدمة ضده كيدية او على الأقل هكذا سيستوعبها أنصاره. خطوة كهذه تقرب إحتمالية نشوب حرب أهلية في أمريكا فهي ليست محصنة من هذا السيناريو وبل العكس فكل عوامل نشوب الحرب متوفرة واهما إمتلاك السلاح و بروز تنظيمات يمينية متطرفة فمن الممكن أن تتحول تلك التوجهات الفكرية إلى مليشيات قتالية متى حدث الاحتقان السياسي الكافي.
٥- الدولة العميقة تتصدر المشهد ومن الأمثلة تورط عائلة بايدن في فضائح من العيار الثقيل ومنها تورط ولده هنتر في أفعال جنسية و ممارسة الرذيلة حتى مع بنت أخيه القاصرة و كذلك السياحة الجنسية في تايلاند و توثيق ممارسة الجنس مع أطفال. يتسال المواطن الأمريكي لماذا لم يتم التحقيق مع عائلة بايدن بالرغم انه تم التحقق من صحة التسجيلات بواسطة فوكس نيوز. الدولة العميقة تتصدر المشهد في تحدي صريح مع الشعب الأمريكي. فهي تقوم بملاحقة ترامب و تغض الطرف عن هنتر.
الغرور الأمريكي بلغ ذروته لدرجة إعتقاده في قدرته على مواجهة دول البريكس التي يبلغ عدد سكانهل اكثر من نصف العالم و كذلك هناك رغبة أفريقية و جنوب أمريكية في قطع دابر التدخلات الغربية في شؤونهم و السطو على ثرواتهم، نستطيع أن نقول ان العالم ناقم من سياسات الغرب الخارجية التي تتسم بالاستعلاء و الاستغباء فهناك الكثير من الدول و الشعوب التي ستنضم إلى سياسات تحييد الدولار.
بايدن نجح في تحويل العقوبات الاقتصادية على روسيا إلى حملة دولية لمقاطعة الدولار و تقييد أمريكا بعقوبات ذاتية فرضتها الغطرسة الأمريكية.
جاء يكحلها عماها!
صفوان باقيس.
