كتب الأستاذ حليم خاتون:
حشر نبيه بري جبران باسيل في الزاوية حين أعلن أن جوزيف عون "مش قاتلو بَيّو"...
"إذا تمت التسوية على اسم جوزيف عون، أنا بمشي فيه"، أضاف الرئيس بري وفق الإعلامي حسن الدر...
غباء سمير جعجع في عدم تلقف ما قاله الرئيس بري، ثم ما تسرب على لسان القيادي الاشتراكي السابق رياض رعد حول محاولة وليد جنبلاط فتح قناة على سوريا لابنه تيمور جعل جبران باسيل يشعر بالبرد من الوقوف عاريا مع حلول الخريف...
هرع باسيل إلى حزب الله بطروحات قديمة/ جديدة عله يخرج محافظا على ماء الوجه قبل أن يدخل السبت في ط. اليهودي...
كان يكفي الإستماع إلى السيدة ريتا نصور على ال OTV وهي تحاور الكاتب قاسم قصير لنرى كيف يواجه العونيون طواحين الهواء بفذلكات من الكذب الرخيص خاصة في ما يخص فواتير الكهرباء واتهام الآخر دوما بما هو منتشر في كل لبنان، وفي منطقة السيدة ريتا أيضاً...
لا ضرورة للعودة إلى الاسطوانة المشروخة حول من يدفع الضرائب، ومن لا يدفع... وحول من يدفع الكهرباء، ومن لا يدفع...
خلصنا من هذا التحوير، وهذا الكذب...
في التسعينيات، سألت مقدمة البرنامج زياد الرحباني حول الإحباط المسيحي... هل تذكرون اسطوانة تلك الأيام حول هذا الإحباط؟...
اجاب زياد...
الإحباط المسيحي هو أن رفيق الحريري يأخذ ما كان يأخذه امين الجميل...
إجابة زياد كانت بلا لف، ولا دوران...
كل القصة هي في من يسطو على المال العام...
الذي استلم كل مقومات السلطة طيلة ستة سنوات أظهر بوضوح منقطع النظير عبقرية جبران باسيل في الفشل...
من سنة ٩٢ إلى سنة ٢٠٠٥ كانت جبنة السلطة تُقسّم بين تيار المستقبل السني، وحركة أمل الشيعية، والحزب الاشتراكي الدرزي... بينما يوزع بعض الفتات على بعض المسيحيين مثل ميشال المر، وبعض المحظيين مثل نجيب ميقاتي المدعوم من سوريا...
بعد اغتيال الحريري، عاد امين الجميل من المنفى الذي فرضه عليه سمير جعجع، وعاد ميشال عون من فرنسا، وخرج جعجع نفسه من السجن...
فرض خروج سوريا من لبنان من جهة، وإنجازات المقاومة في التحرير من جهة أخرى دخول حزب الله الى السلطة التنفيذية عبر الحلف الرباعي/ الخماسي...
دخل الحزب خوفا من مؤامرة لم تلبث أن أطلت برأسها قبل وأثناء وبعد حرب تموز ٢٠٠٦...
استطاع الحزب الالتفاف على محاولات العزل والتآمر عبر تحالف مار مخايل مع التيار العوني الذي تبين فيما بعد أنه لم يكن مقدسا...
من سنة ٩٢ إلى سنة ٩٨ يوم مجيء الدكتور سليم الحص على رأس الحكومة، تبين أن الثلاثي حريري/ بري/ جنبلاط قفز بالدين العام من ١،٥ مليار دولار إلى ١٨ مليار...
مع اغتيال رفيق الحريري تبين أن الدين العام يكاد يوازي الاربعين مليار دولار، بينما تضاعفت ثروة رفيق الحريري من مليار إلى ١٦ عشر مليار ليرة...
إذا كان حزب الله مجرد "شاهد ما شفش حاجة" طيلة الوقت في السلطة التشريعية، فإن الدخول الى الحكومة جعل منه ناظرا يرى الحرام بأم العين ويسكت عنه خوفا من غضب تحالف مافيات تيار المستقبل، أمل، الاشتراكي، لكن مع دخول لاعبين جديدين هما التيار العوني والقوات اللبنانية...
مرة أخرى، من المرجح أن لا يكون حزب الله مشاركا في النهب المباشر للمال العام، رغم أن الاعلامي رفيق نصر الله وكذلك الإعلامي جوزيف ابو فاضل قالا بصراحة أن كل من تواجد في الدوحة سنة ٢٠٠٨ "قبض من القطريين"...
إذا كان حزب الله قد فرض ستار حماية للمقاومة، فإنه لم يستطع منع السطو على المال العام ما أدى إلى رفع الدين العام إلى حوالي ٩٠ مليار دولار بحلول ٢٠١٩...
الاعلامي قاسم قصير متفائل بقرب نهاية مأزق رئاسة الجمهورية بعد أن عاد جبران باسيل إلى مربع المطالبة باللامركزية الادارية الموسعة...
الكاتب قصير متفائل ويدعو إلى التفاف واسع حول برامج إصلاحية لإعادة بناء الدولة مفترضا أن من يخاطب لم يلعن "سلاّف" هذه الدولة ويعيث فيها خرابا وفسادا من السُنّة والشيعة والمسيحيين والدروز، مع سكوت الشيطان الأخرس عن كل الموبقات التي تدور...
سكوت العاجز كما الرجل الذي يرى بأم العين خيانة الزوجة ولا يعمل لا على ردعها ولا على طلاقها...
ماذا إذا وافق حزب الله على اللامركزية الإدارية الموسعة دون ربطها بإلغاء الطائفية السياسية؟
ماذا إذا وافق حزب الله على العودة إلى نظام "لكم فسادكم، ولي سلاحي"؟
من يحاسب الذين أهدروا المال العام؟
من يرفض موازنة التجار وحماية المعتدين على أملاك الدولة؟
من يعيد هيكلة نظام الضرائب الذي يقوم على ضرائب غير مباشرة تطال الفئات الشعبية بشكل أساسي ؟
من يعيد أموال المودعين وكل الحديث يدور حول سرقة المزيد مما تبقى منها لدي المصرف المركزي من أجل موازنة لا تريد تحصيل المال من حيث يجب لأن هؤلاء محظيين والمس بهم ممنوع وفق شريعة الإفلات من العقاب؟
"لو بدها تشتي، كانت غيمت"...
صحيح أن انتخاب رئيس للجمهورية قد يعطي آمال كاذبة يشبه الحمل الوهمي عند العاقر؛
لكن كل الذي سوف يحصل هو عبارة عن فصل آخر في مسرحية مملة تتكرر، وسوف تؤدي حتما إلى مأزق لن يلبث أن يعيدنا إلى نفس تفتيت الوطن بين ضباع طائفية تنهش من لحم الفقراء لتطعم الأغنياء، وتربية جيل آخر من المتزلفين الذين يهبوّن صارخين دفاعا مرة أخرى عن مصاصي الدماء الذين لا رحمة في قلوبهم ولا وطنية ولا كرامة ولا عزة ولا حتى عِرض...
لا شك بصدق السيد...
لكن الصادقين أقل بكثير حول السيد، وفي كل الأحزاب دون استثناء...
حليم خاتون