جورج حدادين

تساؤل يستند إلى حيثيات

لنضع قواعد اللغة جانباً، حيث يقال، الأول في حالة فاعل، أمرؤ ، والثاني، أمرىء ، في حالة مفعول به

مع وجود المعززات الوثائقية التاريخية، للشخص الثاني ، أمرىء القيس ، على نقش النمارة كشاهد قبره،

بينما يبدو أن أمرىء القيس، هو الشاعر الذي أحدث نقلة نوعية في الشعر العربي،

لماذا يعتبره المؤرخون من المناذرة لا من الغساسنة، علماً بأن حلفاء المناذرة هم الفرس فلماذا ذهب ألى بيزنطا حلفاء الغساسنة؟

بينما الشخصية الأولى أمرؤ، وقبره موجود في أنقرة، بحسب السردية الشفوية، هو الذي ذهب إلى القسطنطينية يطالب بملك والده القتيل،

السرديات الحالية على الأغلب تستند إلى المشافهة، لماذا؟

بسبب غياب الوعي التاريخي لتراكم حضاراتنان

أين الاهتمام في علم الآثار ، وأين تحفيز التنقيب عن حضارتنا الدفينة تحت سطح الأرض ، لماذا تذهب 89% من ميزانية وزارة السياحة والآثار للرواتب، ولا يرصد للبحث والتنقيب سوى اليسر القليل

لماذا نعتمد على البعثات الأجنبية المرتبطة بأجندات غربية في التنقيب عن تراثنا وآثارنا؟؟ علماً بأننا نمتلك كفاءات وخبرات وطنية مميزة يمكن بكل ثقة الإعتماد عليهم.

لماذا ترتبط دائرة الآثار بوزارة السياحة؟ علماً بأن الاجدى أن تكون مرتبطة بوزارة الثقافة، أو تكون دائرة مستقلة، أليس هي أهم بكثير من كافة ما يسمى المؤسسات المستقلة الصورية المنتشرة كالفطر في هذا البلد؟

من روائع شعر أمرىء القيس

أفاطم مهلًا بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ فسلي ثيابي من ثيابك تنسل

أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل

وأنك قسمت الفؤاد فنصفه قتيلٌ ونصفٌ بالحديد مكبل

وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل

وبيضة خدرٍ لا يرام خباؤها تمتعت من لهو بها غير معجل

تجاوزت أحراسًا إليها ومعشرًا علي حراصًا لو يسرون مقتلي

إذا ما الثريا في السماء تعرضت تعرض أثناء الوشاح المفضل

فجئت، وقد نضت لنوم ثيابها لدى الستر إلا لبسة المتفضل

فقالت يمين الله، ما لك حيلةٌ وما إن أرى عنك الغواية تنجلي

خرجت بها أمشي تجر وراءنا على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل