اعلام العدو : من هو “العاروري” الذي يمسك بالخيوط في الضفة الغربية؟
ترجمات
اعلام العدو : من هو “العاروري” الذي يمسك بالخيوط في الضفة الغربية؟
28 آب 2023 , 06:58 ص

اعلام العدو :


في ضوء التخوف الفلسطيني من عودة كيان العدو إلى سياسة الاغتيالات، حذرت التنظيمات الفلسطينية المسلحة في الأيام الأخيرة من تصعيد خطير، على خلفية قرار “الكابينيت” هذا الأسبوع بتفويض رئيس حكومة العدو “بنيامين نتنياهو” ووزير جيشه “يوآف غالانت” بمهاجمة منفذي العمليات ومن يرسلهم، وهو القرار الذي يعتبرونه بمثابة تهديد باغتيالات كبار المسؤولين بالمنظمات المسلحة.


وإلى جانب التهديد الذي صرحوا به بشأن التصعيد ضد الكيان إذا تم تنفيذ عملية الاغتيال هذه، وفقًا لأحد التقارير في وسائل الإعلام العربية فقد قامت المنظمات أيضًا بتعزيز إجراءاتها الأمنية إلى “مستوى غير مسبوق”، سواء في غزة أو في لبنان.


صحيفة الأخبار اللبنانية المحسوبة على حزب الله، تحدثت اليوم عن اتصالات مكثفة من جانب مصر للحفاظ على الهدوء ومنع المواجهة العسكرية.


وأكدت الصحيفة، أن رئيس مجلس الأمن القومي في الكيان “تساحي هنغبي” رفض الالتزام بوعود “إسرائيل” التي قطعتها في نهاية عملية “الدرع والسهم” في غزة، وأن المنظمات رفضت وقف العمليات في الضفة الغربية إلى جانب تحذيرات من أن أي اغتيال سيؤدي إلى رد فعل غير مسبوق.


أحد كبار المسؤولين، الذين قد يكونون الآن هدفا للاغتيال هو المسؤول الكبير في حماس صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة ورئيس ذراعها العسكرية في الضفة الغربية، والذي يعتبر من يمسك بالخيوط في كل ما يتعلق بنشاطات حماس في الضفة الغربية.


وفي ما يمكن تفسيره على أنه خوف من أن يكون هدفا للاغتيال، أجرى العاروري مقابلتين خلال اليومين الماضيين مرة على قناة الأقصى التابعة لحماس، وأمس أيضا على قناة “الميادين” التابعة لحزب الله، وهدد برد قاس إذا حاول كيان العدو اغتيال قادة التنظيمات الفلسطينية المسلحة، مؤكدًا في مقابلة أمس مع قناة الميادين، أن هناك في كيان العدو من يريد حرباً إقليمية، وهناك من يفكر في خطوات تؤدي إليها، ومن يفكر في الاغتيالات يعرف أن ذلك قد يؤدي إلى حرب إقليمية.


وعلى الرغم من التهديد الضمني الذي أصدره مجلس حكومة العدو في بداية الأسبوع، وعد العاروري بمواصلة الترويج للهجمات ضد المستوطنين في الضفة الغربية.


وأعلنت حماس ، مسؤوليتها عن العملية التي قُتل فيها “شاي سيلاس نيجاركار” (60 عامًا) وابنه “أفيعاد نير” (28 عامًا) بالرصاص في حوارة الأسبوع الماضي.


وقال متحدث باسم الحركة، إن عناصر الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب القسام، “يتواجدون في قلب المعركة في الضفة الغربية.


من جانبه، قال العاروري إن “التحضير والتنفيذ الفوري لهجمات هو الخيار الأفضل، مشيرًا، إلى أن النموذج الأفضل والأكثر استخدامًا في الضفة الغربية هو المواجهة المباشرة والفورية مع المستوطنين وجيش العدو، مضيفًا، بأن مئات المشاركين في العمل المقاوم يسببون كل هذه الإرباك للاحتلال، فماذا لو أصبحوا بالآلاف وعشرات الآلاف؟ في إشارة إلى تزايد أعداد المستوطنين على مر السنين وبالتالي ضرورة ازدياد المشاركين في المقاومة.


كما أعرب العاروري، عن ارتياحه لكون بعض منفذي الهجمات في الضفة الغربية هم منفذون وحيدون لا علاقة لهم بالمنظمات المسلحة وعملوا بشكل مستقل، وقال “لن نكون عبيدًا لحكومة الاحتلال”.


 في فتح، كان هناك مسؤولون رحبوا بكلام العاروري، وقال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لفتح عباس “إنه كلام وطني ومسؤول”.


 مندر الحايك، المتحدث باسم فتح في قطاع غزة، أكدَ أن “تصريحات العاروري تعبر عن رسالة فتح ومعتقداتها الوطنية”.


لكن خلف كلام العاروري “القاسي”، يبدو أن هناك تخوفاً من احتمال اغتياله، وبحسب مصادر أمنية فإن كيان العدو مهتم باغتياله منذ فترة، باعتباره “رأس الأفعى” الذي يقود محاولة قيادة الانتفاضة في الضفة الغربية، حيث ساعدت أنشطة العاروري في إثارة موجة من الهجمات الشديدة التي قُتل فيها 35 “إسرائيليًا” منذ بداية العام، وتم إحباط أكثر من 480 هجوما كبيرًا، منها حوالي 400 عملية إطلاق نار.


تتمحور استراتيجية حماس في الآونة الأخيرة حول استخدام الهجمات من الضفة الغربية، وهي المنطقة التي تعتبرها منطقة يمكن من خلالها تقويض السلطة الفلسطينية و”الأمن” في الكيان، حيث يسمح النشاط المتسارع في الضفة لحماس بالحفاظ على الهدوء في غزة ومراكمة القوة العسكرية، ويلعب العاروري البالغ من العمر (57 عامًا) دوراً مركزياً في ترجمة هذه الاستراتيجية إلى تكتيك، وهو يفعل ذلك من خلال أنظمة التحريض والتمجيد التي يمتلكها في القدس والضفة الغربية، ويهتم بنقل الأموال إلى المنطقة لتنفيذ هجمات مسلحة، ويجند السكان المحليين للقيام بأنشطة مسلحة، ويفعل كل ذلك عن بعد، من مقعده في بيروت.


يُذكر، أن أحد الشروط التي وضعها الكيان لتركيا في بداية المفاوضات حول اتفاق المصالحة بخصوص قضية سفينة “مرمرة” في عام 2015، كان الطلب بمغادرة العاروري من الدولة، ونتيجة لذلك، غادر إسطنبول وانتقل إلى قطر، التي اضطر أيضًا إلى مغادرتها بعد عامين بسبب تفاهمات بين الكيان والقطريين، وأخيراً وجد نفسه في بيروت، حيث يعيش بالقرب من مكاتب قيادة حزب الله في حي الضاحية.


ولم يؤد استقرار العاروري في بيروت إلا لتعزيز علاقته بإيران وحزب الله، وفي لبنان أنشأ قوة محلية لحماس، تتألف في معظمها من نشطاء من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، وجاءت هذه الخطوة في إطار فهم حماس بأن النضال ضد الكيان يجب أن يشمل الفلسطينيين في الساحات كافة، وليس فقط أولئك الذين يعيشون في غزة والضفة الغربية، إنه ليس جيشاً مثل حزب الله، لكن التنظيم يضم مئات العناصر الذين خضعوا لتدريبات عسكرية، بعضهم بدعم من إيران، ومخزون صاروخي وقدرة عملياتية مثبتة.


وفي إطار محاولته توحيد الساحات المختلفة، تشير التقديرات إلى أن العاروري كان أحد العناصر الأساسية التي أعطت الأمر لفرع حماس اللبناني بإطلاق النار على مستوطنات الجليل في “عيد الفصح” الماضي.


وسبق أن طالب مسؤولون في المنظومة الأمنية بالكيان ​​في الماضي بتصفية العاروري منعاً لسيناريو توحيد الساحات.


الجنرال المتقاعد “إيتان دانغوت”، الذي كان السكرتير العسكري لثلاثة وزراء لجيش العدو، ظل يدعو إلى ذلك لسنوات عديدة، وقال إنه في رأيه، العاروري أخطر وأهم شخص لدى حماس اليوم، وقال “دانغوت” أن العاروري محكوم عليه بالموت، حيث إنه تجسيد للتطرف وهدفه هو قتل أكبر عدد ممكن من المستوطنين “الإسرائيليين”.


ولكن في الكيان ليس هناك من يتسرع في الضغط على الزناد، وحتى يومنا هذا، وعلى حد علمنا، لم يتم تنفيذ أي محاولة “إسرائيلية” فعلية لاغتيال العاروري، وفي عام 2018، سُمح له بزيارة غزة بشكل استثنائي، ضمن سلسلة المحادثات غير المباشرة التي جرت آنذاك مع حماس، وخرج من قطاع غزة بدون خدش، البعض في الكيان مقتنع بأن اغتياله سيؤدي إلى جولة كبيرة من القتال مع حماس، وربما حتى مع حزب الله.



يديعوت أحرونوت




المصدر: إضاءات