"إنقلاب الموازين"
العيونُ النَّدِيَّةُ التي فقأتها مخارزُ عصاباتِ بني صهيون، أكثرُها ذاتُ زمنٍ ولّى ، اِتَّسعتْ حدقاتُها كثيراً، بعدما خزّنت غضبَها ، ولمّا أبصرتِ المخارزَ القديمةَ ذاتَها تُغِيرُ على عيونِ أطفالِ قانا وأخواتها من قبل ، وعيون ِأطفال غزةَ وأخواتها من بعد، استحالتْ مخارزَ، وسارعت تفقأُ عيونَ الوحشِ المفترِس في فلسطينَ المحتلة، وفي عين ِ الأسدِ وأخواتِها، في العراق وفي التَّنفِ وأخواتِها في سوريا .
أخذَ رجُلٌ طاعنٌ في تثبيطِ العزائم، يُرَدّدُ نادِماً:
" الحقُّ علينا، نحنُ الذين صدَّعْنا آذانَ أبنائنا بذلك المثل ِ المُذلِّ: "العينُ لا تقاومُ المِخرز".
همس بذلكَ ، وأسرع يحتضنُ أحفادَهُ الذين اتسعت حدقاتُ الرؤيةِ الصائبةِ في عيونهم الساهرة ،وهي تواجِهُ بكلّ ما أُوتِيَتْ من عِلْمٍ وإيمانٍ وقوّة، وقال بصوت عال ٍ، قال:
- باركَ اللهُ بِكُم ، بهذا "الزمنُ تبدّلت فيه الموازينُ، وانقلبتْ فيهِ الأدوار ..."
بيروت في ٢٠/١٠/٢٠٢٣