ماذا سوف يقول السيد نصرالله يوم الجمعة
مقالات
ماذا سوف يقول السيد نصرالله يوم الجمعة
حليم خاتون
31 تشرين الأول 2023 , 05:08 ص

إلى من سوف يتوجه السيد؟

بالتأكيد، هو لن يتوجه إلى ملوك ورؤساء العرب، لأن الكلام مع الموتى لا يجدي نفعا...

رمي الحجة على الموتى من المحرمات...

بالتأكيد، هو لن يتوجه إلى مسيلمة الكذاب في اسطنبول الذي سارع منذ اليوم الأول للعمل البطولي في غزة إلى إدانة المجاهدين، قبل أن يلجأ إلى تكفير عشوائي طال من هم أشرف من الذين لا يزالون يؤمنون بنبوة إردوغان الكاذبة...

بالتأكيد، هو لن يجيب على تذاكي خالد مشعل لأن جزءا كبيرا من مأساة القضية الفلسطينية هو في يتمِِ مِن صنع خالد مشعل واخوان الشياطين الذين شاركوا في المؤامرة الكونية على الدولة السورية...

لو أن حضرة خالد مشعل، ومن يقف خلف خالد مشعل لم يقوموا بارتكاب الآثام الكبرى بحق الدولة السورية، لكانت موازين القوة الآن تختلف كثيراً يا ابن مشعل...

حتى خرائط أنفاق غزة التي جاء من يفك طلاسيمها من جنرالات أميركا ما كان ليحدث لولا خالد مشعل والمعصية الكبرى التي ارتكبها في سوريا، هو وبعض من تاب بعدما خربت البصرة...

من غير المفروض أن يتوجه سيد المقاومة إلى الشركاء في الوطن أو الشركاء في الأمة لأن الآدمي بينهم جبان، والباقون من قعر مزبلة التاريخ...

بينما يُستشهد المئات من الأطفال والنساء مع طلعة كل فجر على غزة، يقوم دجالوا الرياض لإحياء ليالي الأنس...

هل هذا المسخ هو من جعلته أهم من جمال عبد الناصر يا استاذ جوني منير؟

إذا، لمن سوف يتوجه السيد نصرالله؟

ماذا سوف يقول السيد؟

إذا كان ما تنبأ به الاستاذ سالم زهران هو ما سوف يقال، الصمت القاتل أجدى وانفع للأمة...

يكفي من سقط شهيدا على طول الجبهة مع الكيان عزة في الشهادة...

ما سوف يقوله السيد هو ما يجب أن يقال...

ما يجب أن يقال هو مصارحة كاملة مع أمة ال ٤٥٠ مليون "عربي"؛ إن درب الجهاد لا يمكن أن يكون مفروشا بغير ورود الجنة الموعودة المجبولة بدماء الشهداء...

ما يجب أن يقال هو أن المظاهرات لا تغني عن الجهاد...

ما يجب أن يقال هو أن التظاهر أمام سفارات الكيان هو أقل بملايين السنين الضوئية من أضعف الإيمان...

ما يجب أن يقال هو كلمات حق في حضرة سلاطين جائرة وشعوب نائمة...

مرة أخرى تصدق نبوءة الدكتور جورج حبش...

رهان القضية الفلسطينية هو على "وطنية!" أعداء هذه القضية...

لن تترك إسرائيل، ولن تترك أميركا، ولن يترك الإستعمار هذه الأمة بخير...

لن يترك كل هؤلاء حتى فسحة ضوء أمام العرب والفلسطينيين لتجنب حرب هي وحدها من يستطيع إرجاع العرب إلى التاريخ...

التاريخ يا ابن سلمان ليس في الترفيه ونشر صور نجوم تم شراؤهم بمال كان الأجدى أن يذهب لتحرير إرادة العرب من العبودية لأميركا والغرب...

التنمية يا ابن سلمان تكون على الدرب الذي مشى عليه الصينيون والكوريون والهنود والإيرانيون، وليس في خزعبلات الغرب التي تؤدي إلى شرعنة الحريم والغلمان والخمر الحلال في ليالي المجون...

تقف الأغلبية العظمى من العرب؛ أنظمة وشعوبا؛ يقف هؤلاء بكل أسف خارج التاريخ...

بضعة مظاهرات لم ترتق إلى مستوى الأحداث التاريخية التي تجري...

محمد بركات في أساس ميديا يقف إلى جانب النضال الفلسطيني لكنه يرفض الحرب قبل احتراق غزة والضفة وال ٤٨...

بعد هذا سوف يفكر محمد بركات إذا ما كان يجب القتال أم لا...

محمد بركات، كما الأغلبية العظمى من الشعوب العربية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية لا يريدون الذهاب الى حيث يجب الذهاب...

إذا أردنا فعلاً أن نكون حيث يجب أن نكون، يتوجب نصب المشانق لأمثال اشرف ريفي وشارل جبور...

هناك خذلان كبير في الكثير من بلاد العرب...

هناك من لا يزال يدخل إلى ماكدونالدز وكأن ما يجري لا يعنيه...

هناك من يعيش في رفاهية الخليج وكأن الحياة هي مهرجان مع إليسا أو صورة نانسي مع رونالدو...

مَن مِن العرب يتابع ويعرف أن ال ب- ٥٢ الأميركية تشارك في قصف غزة...

من من العرب يعرف أن ال٢٠٠٠ مستشار أميركي الذين جاؤوا إلى فلسطين المحتلة يشاركون فعلاً في الحرب على غزة وعلى لبنان...

من من العرب لم يقفل أذنيه حتى لا يسمع أن ٩٠٠ مستشار أميركي إضافي انضموا إلى الذين لم ينجحوا حتى الآن في تحقيق ولو صورة نصر لإسرائيل...

عزاؤنا هو أن اميركا لن تتراجع، وكذلك إسرائيل...

باختصار، وعلى بلاطة...

٧ اكتوبر هو يوم مجيد في التاريخ لأن إرادة الله كانت أن تبدأ الحرب الطويلة الأمد التي يجب أن توقظ النائمين من السبات...

كما سخّر الله في ٢٠٠٦ حرب تموز التي لم يردها الكثيرون فانقلب التاريخ وبدأ زمن الانتصارات...

كذلك الهم الله أولئك الذين عبروا من غزة إلى ال ٤٨، في عملية محدودة لتحرير الأسرى وتبييض السجون، ففتح الله لهم أبواباً لا يمكن غلقها إلا بالشهادة أو النصر...

ليس لمثلي أن يقول لمثلك يا سيد الخطابة والمقاومة إن الجبل إن تمخض يجب أن يلد ماردا...

صمتك يا سيد لا يجب أن يكون غير هدوء ما قبل العاصفة...

كان الصمت ونحن ننتظر العاصفة...

يقول الأستاذ ناصر قنديل أن كلام الشيخ نعيم قاسم وتهديد محور المقاومة لا يمكن إلا أن يستند إلى قوة؛ قتال أميركا والغرب لا يكون بالدعاء وحده...

هذا ما كاد يشير إليه صراحة وليس مجرد تلميحا، الاستاذ محمد عبيد حين كاد يقول إن خروج أميركا والغرب يجب أن لا يخيفنا؛ بل يجب أن يزيد تصميمنا على الخروج وتحطيم تماثيل هُبل الجديد المستجد...

أجل يا سيد...

ينتظر الجميع كلمتك...

نحن انتصرنا منذ اليوم الأول في السابع من أكتوبر...

لكن هناك من يريد منع اكتمال هذا النصر...

النصر كما القمر، لا يمكن إلا أن يكتمل...

كان من الصعب على الكثيرين قبول توبة أبي سفيان؛ لكن النبي قبل بها بأمر من الله...

كان صعبا جدا قبول توبة حماس بعد شرور سوريا، لكن ٧ أكتوبر ألزمنا المسامحة...

بعد كل تلك الآلاف من الشهداء والأطفال والنساء ليس أقل من كلمة تزلزل الأرض تحت أقدام المسيح الدجال وأتباعه...

لا للسياسة...

لا لشعرة معاوية...

لاءات الخرطوم عادت ولا ترضى أقل من القتال حتى النصر أو الشهادة...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري