الصيّادون يصوّبون فوّهاتِ الموتِ إلى أرواحِ هذه المخلوقاتِ الجميلةِ المغادرةِ أرضاً عافَها الدِّفْءُ والأمان.
أبصرَ رجلٌ طاعنٌ في إنسانِيَّتِه ، مؤمنٌ بالرحمةِ، المشهدَ الدامِيَ المُشِفَّ في الوجع ِ، فصاح ؛ بملء فيه صاح :
- دعوا الطيورَ المهاجرةَ تصلُ إلى مرابعِ الدفءِ والأمان . لا تطلقوا عليها النار . لا لا لا.
سمعتُ صرخةَ الرجلِ الإنسان ، وأنا أبصرُ بعينينِ نبعَيْن ِ من حزنٍ ودمعٍ وأسى مشهدَ الأفعى التي ، عندما عَجَزَتْ عن مواجهةِ الطيورِ الكبيرة ،راحت تلتهمُ جسومَ تلكَ الصغيرةِ التي غادرت أرواحُها إلى اللهِ مغرّدة:
- لا تطلقوا النارَ على أرواحِنا بعد أنْ تركنا لكم لحمَنا وعظامَنا، فنحن مغادرون دُنياكم هذه، صرخت؛ بِحَنْجَرَةٍ مجروحةٍ صرخت:
- يا عُشاقَ القَتْل ِ والدّم ، لا تطلقوا النار على أرواحِ عصافيرِنا المهاجرةِ، من فلسطينَ ولبنانَ، إلى الله، حيثُ الماءُ والدفءُ والأمانُ والغذاء، والرحمةُ المفقودةُ في هذه الأرض الجرداء.
لا تطلقوا النار . لا لا لا
بيروت في العشرين من تشرين الثاني ، 2023.
د.علي حجازي