كما كان متوقع شاهدنا اليوم ترشيح الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد في الإنتخابات الرئاسية .. احمدي نجاد زار وزارة الداخلية برفقة وزير العمل الأسبق في حكومته عبدالرضا إسلامي ومستشاره الخاص مجتبى ثمرة هاشمي.
ترشح احمدي نجاد كان متوقعاً وايضا رفض صلاحيته متوقع ووارد بقوة.. هو لم يعد كما كان معروف في السابق .. تغير 180 درجة .. مواقفه لم تعد كما كانت في فترة رئاسته .. من اهم تغييرات في مواقفه خلافه العلني مع أركان مهمة في داخل النظام .. ولا يمكن ان ننسى تغيير موقفه من الكيان الصهيوني الذي كان يريد ازالته من الوجود والآن يتحضر بالإنسانية وحق الجميع للعيش!
احمدي نجاد لم يعد مقبولا لدى النظام منذ ترك منصبه عام 2013 .. وكل مرة اتخذ مواقف تبعده عن النظام اكثر فأكثر .. ناهيك عن فساد مسؤولين في حكومته .. او عناده القوي وغير مسبوق جدا خلال سنوات حكمه.. او نشره لتفاصيل خاصة بين مسؤولين كبار في النظام علنا .. كل تلك الأسباب تجعل أحمدي نجاد غير مرغوب به سياسيا.
شعبيا احمدي نجاد لا يزال حافظ على شعبيته خصوصا لدى الفقراء لان حقيقتاً انجز مشاريع للفقراء خلال سنوات حكمه لكن هذا لا يبرر أدائه الكارثي في الإقتصاد حيث ندفع ثمن ما فعله قبل سنوات الى الآن وبكل صراحة الحصار الإقتصادي الذي اوقعت فيه الجمهورية الإسلامية كان يمكن تجنبه خلال سنوات حكم احمدي نجاد لكن حصل العكس وحاصروا الأجانب الجمهورية بقوة كبيرة.. احمدي نجاد استاذ في حماس الشعب خصوصا الفقراء .. استاذ في إظهار نفسه بطل .. واستاذ في التهرب من مسؤوليته وما فعله.
اما اليوم احمدي نجاد أظهر مختلف عما عرفناه خلال السنوات الماضية .. خطابه بعد ترشحه لم يكن خطاباً تصعيديا بل كان خطاب راقي جدا .. هل هذا الخطاب هو إعلان غير رسمي عن تغييره؟ هل احمدي نجاد اعتزل عن اسلوبه الإستفزازي ومستعد للعمل مع مؤسسات النظام بشكل راقي وبعيداً عن خلافات؟
ربما هذا التغيير قد حصل لكن لن يغير شيء بتقديري .. تجربة احمدي نجاد لن تحذف من الذاكرة ببساطة .. خصوصا لدى القيادة.
صحيح أنه يعرف بنسبة 99% لن تقبل صلاحيته من قبل مجلس صيانة الدستور لكنه يستمر في تفائله بالعودة الى الحكم على أمل النجاح بنسبة 1%.. وكما قلت لكم في البداية .. انه الخاسر المتفائل.