ثارت الملكة زنوبيا على الرومان لكنها هزمت أمامهم وتم أسرها من قبلهم وحملها الى روما.
ثارت الملكة ماوية على الرومان، بعد حوالي قرن من الزمان، وهزمتهم في كافة الوقائع العسكرية، مما اضطر الرومان لعقد اتفاقية معها، سلّم بها الرومان بجميع مطالب الملكة ماوية.
تزييف التاريخ وتزييف الوعي
الهزيمة يجب أن تغرس في وعي العربي والإنتصار يجب أن يمحى.
صناعة القبول وثقافة القطيع
السردية الغربية والسردية المشرقية
تاريخينا مكتوب بأيدي غربية وهو السائد، وتاريخنا الحققي غير المكتوب بأيدينا فهو بالضرورة متنحي.
لماذا؟
انتصرت الملكة ماوية على أعظم إمبراطورية في تلك الحقبة من الزمان لامتلاكها إرادة حديدية، وحدت العرب كافة، الحضر والبدو ، تحت رايتها.
خرجت بعد وفات زوجها الهواري، ملك التنوخيين وأخر ملوكها الرجال ،وتسلمها الملك من بعده ، من حلب الى بادية الشام، حيث جمعت كافة القبائل العربية تحت رايتها.
اسمها لدى العرب “ماوية” وعُرفت في المصادر الأجنبية باسم “مافيا”، وكان لسلاحها قوة مرعبة، وامتلكت حنكة سياسية وقدرات عسكرية أهلتها لتشكل قوة لا يستهان بها في البحر الأبيض المتوسط، وصنعت مجدها الخاص حتى تحولت إلى شخصية ملهمة للمرأة العربية القديمة، وأُطلق عليها صراحة لقب “ملكة العرب”.
هي أيضًا واحدة من بطلات الشرق العربي، قادت جيشها بنفسها ولم تعش في ظل زوجها الملك، وأثارت الخوف والرعب في قلوب الحكام، ونالت من الإمبراطورية الرومانية، ولم تخسر معركة قط، وأجبرتها على الاستسلام والانصياع لشروطها، فكيف تمكنت بمفردها من هزيمة أقوى الإمبراطوريات في التاريخ؟
" في ربيع عام 378 بعد الميلاد أشعلت ماوية ثورة هائلة ضد الحكومة المركزية، حتى أنها تقارن بثورة الملكة زنوبيا قبل ذلك بقرن. زحفت قواتها التي قادتها شخصيًا معظم الوقت إلى شبه الجزيرة العربية وفلسطين وصولًا لحدود مصر. اكتسحت في طريقها جيوش الروم العديد من المرات. والسبب هو أنها في البداية تركت حلب وتراجعت مع التنوخ إلى الصحراء ليتخذوها قاعدةً لهم، وبذلك لم يجد الروم هدفًا لضربه ومعاقبته. شنت وحدات ماوية السريعة غاراتٍ لا تحصى على الرومان باستخدام خططٍ حربية قديمة أشبه بحرب العصابات، مما أحبط محاولات الرومان لكبح الثورة".
