يمر الرضع بفترة طبيعية من البكاء والانزعاج اليومي، غالباً ما تحدث بين الساعة السادسة مساءً ومنتصف الليل، في هذه الأوقات، قد يبدو من المستحيل تهدئة الطفل، خاصة مع إرهاق الوالدين وضغوط اليوم. رغم أنها فترة مرهقة، فإنها لا تدوم طويلاً.
- متى يكون الرضيع أكثر انزعاجاً؟
يبلغ بكاء الطفل ذروته عادةً في عمر 6 أسابيع، بمعدل 3 ساعات يومياً، ثم ينخفض إلى ساعة أو ساعتين يومياً بين الشهر الثالث والرابع، ما دام الطفل يهدأ في النهاية ويكون هادئًا بقية اليوم، فلا داعي للقلق.
- أعراض المغص عند الرضع
عندما يستمر البكاء ويزداد حدّة طوال اليوم أو الليل، فقد يكون السبب هو المغص. يعاني حوالي 20% من الأطفال من المغص، عادةً بين الأسبوع الثاني والرابع. يتسم بكاء الطفل حينها بالعنف، مع صراخ، وثني أو رفع الساقين، وتمرير الغازات، وقد تزداد النوبات سوءًا في المساء.
- ما الذي يسبب المغص؟
حتى الآن، لا يوجد تفسير علمي قاطع. لكن غالبا ما يكون السبب هو الحساسية الزائدة لدى الطفل تجاه المحفزات المحيطة، أو عدم نضج جهازه العصبي، وفي بعض الحالات، يكون المغص مؤشراً على حساسية تجاه طعام في نظام الأم الغذائي إذا كانت ترضع طبيعيا، أو بروتين الحليب في الحليب الصناعي. كما قد يكون المغص إشارة إلى حالة صحية مثل فتق أو مرض معين.
- إلى متى يستمر المغص؟
غالبا ما ينتهي المغص بين الشهر الثالث والرابع، إلا أنه قد يستمر حتى الشهر السادس. مع نمو الطفل ونضج جهازه العصبي، تتحسن قدرته على تهدئة نفسه تدريجيا.
- طرق فعالة لتخفيف أعراض المغص
1. استشارة الطبيب أولاً
قبل تجربة أي طريقة، يجب مراجعة طبيب الأطفال للتأكد من عدم وجود سبب طبي خطير وراء البكاء.
2. تعديل النظام الغذائي للأم
إذا كنتِ ترضعين، جربي تقليل أو حذف منتجات الألبان، الكافيين، البصل، والملفوف من نظامك الغذائي، ولكن تدريجياً وبإشراف الطبيب.
3. تغيير نوع الحليب الصناعي
في حالات نادرة، قد ينصح الطبيب باستخدام تركيبة حليب خاصة منخفضة البروتين (مُحللة)، والتي قد تساعد في تهدئة الطفل خلال أيام.
4. تجنب الإطعام الزائد
اتركي فاصلا لا يقل عن ساعتين إلى ساعتين ونصف بين الرضعات لتجنب التسبب في انزعاج الطفل.
5. الحركة والاحتضان
احملي الطفل في حاملة مخصصة وامشي به، يساعد التلامس والحركة المنتظمة على تهدئة الجهاز العصبي.
6. الأصوات البيضاء
يمكنك استخدام صوت المكنسة، المجفف، أو جهاز الضوضاء البيضاء لتوفير بيئة صوتية مريحة تساعد الطفل على النوم.
7. استخدام المصاصة
قد يرفض بعض الأطفال المصاصة، لكن في حالات كثيرة تكون مهدئة وفعالة.
8. وضعية البطن على الركبتين
ضعي الطفل على بطنه فوق ركبتيك ودلكي ظهره بلطف، فذلك يخفف من الضغط والغازات، لكن لا تتركيه ينام على بطنه—ضعيه على ظهره في السرير إذا نام.
9. التدليك والتقميط
جربي حركات تدليك بسيطة، ولفي الطفل في بطانية خفيفة ليشعر بالأمان والدفء.
10. الاهتمام بصحتك النفسية
إذا شعرت بالتوتر أو الإرهاق، اطلبي مساعدة من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، أو خذي استراحة قصيرة، إذا لم يتوفر من يساعدك، يمكنك وضع الطفل بأمان في سريره لبضع دقائق لتستعيدي هدوءك.
مهما بلغ بكاء الطفل وإرهاقك، لا يجب أبدا هز الطفل بعنف. الهز قد يؤدي إلى إصابات خطيرة، تشمل العمى أو تلف الدماغ أو حتى الوفاة، إذا شعرتِ بالاكتئاب أو صعوبة في السيطرة على مشاعرك، أخبري طبيبك فورًا للحصول على الدعم المناسب.


