أطلقت شركة مايكروسوفت مبادرة بيئية غير مسبوقة تعتمد على ضخ النفايات البشرية والزراعية إلى أعماق الأرض، بهدف التخلص الآمن منها وعزل الكربون بشكل دائم، في إطار جهودها للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعويض البصمة الكربونية الناتجة عن توسعها في الذكاء الاصطناعي والطاقة.
- اتفاقية ضخمة لإزالة الكربون بالتعاون مع "فولتد ديب"
وقّعت مايكروسوفت مؤخرا صفقة طويلة الأمد مع شركة "فولتد ديب" (Vaulted Deep) المتخصصة في حلول إزالة الكربون، تقضي بشراء خدمات إزالة ما يقارب 5 ملايين طن متري من ثاني أكسيد الكربون خلال السنوات الاثنتي عشرة المقبلة.
- تحويل "الوحل الحيوي" إلى مكافح للكربون
تعتمد التقنية على معالجة ما يُعرف بـ"الوحل الحيوي" – وهو مزيج من النفايات العضوية البشرية والزراعية – ثم ضخه عبر أنابيب خاصة إلى أعماق تصل إلى 5000 قدم (نحو 1.5 كم) تحت سطح الأرض.
وهناك، يتم تخزين هذه المواد داخل طبقات جيولوجية مستقرة وآمنة، مما يضمن عزل الكربون بشكل دائم ويحول دون تسربه مجددا إلى الغلاف الجوي.
- فوائد بيئية مزدوجة
تكمن عبقرية هذه الطريقة في أنها تحقق هدفين بيئيين في آنٍ واحد:
1. التخلص الآمن من النفايات العضوية التي تلوث التربة والمجاري المائية عند تركها في الهواء الطلق.
2. عزل الكربون العضوي المتولد من تلك النفايات، وبالتالي خفض الانبعاثات الكربونية.
تكلفة الخدمة وعائدها البيئي
تُقدّر تكلفة عزل الطن الواحد من ثاني أكسيد الكربون بنحو 350 دولارا، وتحصل مايكروسوفت مقابل ذلك على أرصدة كربونية تُستخدم في موازنة انبعاثاتها وتحقيق أهدافها البيئية الطموحة.
- طموحات بيئية تتجاوز الحياد الكربوني
سجلت مايكروسوفت خلال الأربع سنوات الماضية انبعاثات تجاوزت 75 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، ومع ذلك تلتزم الشركة بما يلي:
تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030
التحوّل إلى "سلبية الكربون" بحلول عام 2050، أي إزالة انبعاثات تفوق ما أنتجته الشركة منذ تأسيسها عام 1975
- استثمارات ضخمة في إزالة الكربون
تُعد هذه الخطوة جزءا من إستراتيجية مايكروسوفت الأشمل في اقتصاد الكربون الدائري، حيث تسعى لتحويل النفايات من عبء بيئي إلى أداة فعالة في مكافحة تغير المناخ.
وقد اشترت الشركة حتى الآن أرصدة لإزالة أكثر من 83 مليون طن من الكربون، منها 59 مليون طن خلال عام 2025 وحده.
- رؤية مستقبلية لبيئة مستدامة
يؤكد مسؤولو مايكروسوفت أن هذه المبادرات تمثل بداية لعصر جديد من الحلول المبتكرة التي توازن بين الكفاءة المناخية والفوائد البيئية، وتشير هذه الجهود إلى وعي متزايد لدى شركات التكنولوجيا الكبرى بضرورة لعب دور فعّال في التصدي لأزمة المناخ العالمية.