كتب الأستاذ حليم خاتون: الطائف في العناية الفائقة، عصر المعجزات انتهى ...
عين علی العدو
كتب الأستاذ حليم خاتون: الطائف في العناية الفائقة، عصر المعجزات انتهى ...
حليم خاتون
25 آذار 2021 , 22:37 م
كتب الأستاذ حليم خاتون:    في زمن الجمهورية الفرنسية الأولى، وصلت الأزمة إلى ذروة الإنفجار. استدعى رئيس الجمهورية  خصمه اللدود وقال له بالحرف، أنا لا أستطيع أن أحبّك، ولا يمكن أن اطيق رؤ


كتب الأستاذ حليم خاتون: 

 

في زمن الجمهورية الفرنسية الأولى، وصلت الأزمة إلى ذروة الإنفجار.

استدعى رئيس الجمهورية  خصمه اللدود وقال له بالحرف،

أنا لا أستطيع أن أحبّك، ولا يمكن أن اطيق رؤيتك، لكن فرنسا تحتاج أن نتعاون معا، لذلك قرّرت تسميتك لمنصب رئيس الحكومة.

جرى هذا في فرنسا العلمانية، بين رجلين ينتميان بالولادة، إلى الكنيسة الكاثوليكية، كما معظم الشعب الفرنسي..

في لبنان القبائل، حيث كل ديك على مزرعته صيّاح، لم يستطع ميشال عون وسعد الحريري القيام بخطوة مماثلة، لسبب بسيط جدا...

كلاهما عبد لهذا النظام القبلي الطائفي البغيض الذي يلفّ كالأخطبوط كل شيء منذ الجمهورية الأولى وصولا إلى جمهورية الطائف الطائفية الجوهر والتركّز.

يستطيع السفير البخاري 
قول ما يحلو له وما يحلم بديمومته... لكن تأثير التخدير الذي جرى قبل إجراء عملية التجميل الجراحية في الطائف، والذي تكرّر أكثر من مرة، ولأكثر من جراحة تجميلية، في العقود الثلاثة الأخيرة؛ هذا التأثير انتهى...

لم يعد المريض يستجيب إلى أي مخدًر على الإطلاق.

عادت الأوجاع مضاعفة. لن ينهيها سوى عملية جراحية أساسية تقوم ببتر كل موضع الدرن وأكياس الدهن الطائفية، مرة واحدة، والى الأبد... 

يستطيع ماكرون مساومة السعودية والإمارات على ثمن جلد الدّب اللبناني، لكنه يعرف الآن، أن هذا الدب عصيّ على القتل بعدما كشف دهاء ماكرون هذا، وخبث عربان بني صهيون.

عندما يتشدّد ميشال عون، فلأنه يعرف أن الطائف في حكم الميت، ولا ينقص سوى إعلان ذلك.

عندما يتشدّد الحريري، فلأنه لا يريد الإعتراف بأن الموت حقّ، حتى على الدساتير والجمهوريات المسخ.

عون يريد العودة إلى القديم، في نوستالجيا غير واقعية...

 لكنه، في الوقت نفسه، يعرف أن هكذا موقف يعيد إليه الشارع المسيحي الذي برع جعجع وسامي الجميل في التكتكة، لسرقته...

سعد الحريري لا يريد الإعتراف بأن الزمن يمشي دوما إلى الأمام، ولبنان ايضا، يجب أن يمضي الى الأمام...

على تلة قريبة يقف حزب الله...

بعض الشيعة، وبعضهم قد يكون في الحزب أو في الحركة؛ هذا البعض لا زال يؤمن بلبنان الطوائف...

كل همّه، إعادة اقتسام الجبنة عبر المثالثة...

لكن الأغلبية الشيعية تعرف أن هذه المثالثة لن تغيًر شيئا من واقع الأزمة، ولن تبني وطنا...

كل يوم يمضي، تزداد حدّة الأزمة، ويزداد معها اليقين أن لبنان لا يمكن أن يحيا إلا في نظام مدني علماني.

السيد حسن أكثر العارفين بهذا الأمر. 

هو عاد إلى دراسات السيد موسى الصدر، ووجد هذا الجواب...

هل الحزب عاجز عن استشارة العشرات من الخبراء والإقتصاديين حتى يقول السيد  لرياض سلامة، ما قاله؟

قطعا لا.
 الحزب يعرف أن زمن رياض سلامة قد انتهى ...

انتهى رياض، يوم مشى بمشروع تدمير البلد كما يريد الأميريكي...

قد يخاف سلامة ويتدخل لشراء الدولار، فتنزل الأسعار.
لكن إلى متى؟

في النهاية، الخسارة سوف تكون من أموال المودعين غير المحظيين، مما تبقّى من الإحتياط الإلزامي.

أما هو وبقية الفاسدين، فأموالهم خرجت واستمرت بالخروج بتغطية كاملة من مجلس النواب الذي منع إمرار قانون الكابيتال كونترول
بحجج ظاهرها وطني شعبي، وواقعها خدمة الطبقة الحاكمة ورجال الأعمال...

إذا لماذا لا يقول حزب الله الحقيقة للناس؟

لماذا لا يبقّ البحصة؟

الحزب يعرف أن الهيكل سوف يسقط... 

يفضلّ الحزب أن لا تكون الدفشة الأخيرة على يده.. 

هو حريص على عدم إعلان موت جمهورية الطائف حتى لا يُغضب بعض التافهين المتعلًقين بها.  

هل الحزب زاهد فعلا بالسلطة؟

الأكيد أن الحزب يعرف أن استلامه السلطة سوف يفرض عليه التعامل مع الإمبريالية واذنابها...

هذا يعني الدخول في مساومات بلا حدود... أو محاربة الكون...

لذلك، هو يفتش دائما على أمثال معاوية ممن لا يهتم بالمساومات... يدعهم في الواجهة.. 

ولأنه حسينيّ العقيدة، علويٌ المبادئ، لا يستطيع المساومة، حتى لو اضطرّه الأمر إلى مواجهة الكون فعلا...

اول ما سوف يضطرّ لفعله، هو التعامل مع الأجهزة الأمنية التابعة بالكامل لقوى الإستكبار، وأعداء الأمة...

حزب الله طلب من رياض سلامة ومن الجيش ما لا يستطيعان فعله... 

هما جزء من المخطط الأمريكي ولا يستطيعان معاكسته...

فقط الإنسان البسيط يمكن أن لا يرى ذلك...

الجميع يقول أن الذي يجرًب المجرّب، يكون عقله مخرّب...

هل حزب الله بسيط ولا يعرف هذا الأمر؟

لقد طرح حزب الله عدة أمور وهو دوما بشرح رؤيته للحلّ.

يبدو كأن حزب الله يترك الأمور في جريها السريع الى النهاية الحتمية...

في اللحظة المناسبة، سوف يخرج الناس لتطبيق ما يجب تطبيقه دون أن يتدخل الحزب مباشرة...

هو لن يكون ضمن الثورة، لكن ملائكته سوف تكون حاضرة لضبط العمل ومنعه من أخذ منحى غير مقبول.

هل سوف يرفض القواتي أو الكتائبي شراء البنزين الإيراني بالليرة؟

هل سوف يرفض ابن برجا استعمال كهرباء مولّدة من الفيول الإيراني؟

هل سوف يرفض البقاع زراعة قمح لبنان؟ 

هل سوف يرفض العوني محطات الكهرباء الإيرانية فقط لأن باسيل "مش مبسوط"؟

لقد وصل لبنان الى حائط مسدود... 

منذ سنين وحزب الله يطرح الحلول الإيرانية، وأركان الفساد السلطوي يرفضون ويرفضون... لكن دون تأمين بديل.

الحزب واقف على التلة وينتظر...

سوف يأتي اليوم الذي سوف يقوم بما يجب القيام به. 

لكن على أيدي الناس هذه المرّة، وبطلب منها ...

ليرفض سعد وجعجع والجميل ما يريده الناس...

هل الحزب غافل أن المؤامرة، هي تدمير لبنان لكي يتم تدميره هو، وفرض الشرق الأوسط الجديد إياه، " ما غيره"؟

هل الحزب غافل عن حقيقة أن فراغ السلطة سوف ينتهي إما الى الفوضى، أو إلى قيام سلطة أخرى؟

فقط السطحيون، والاغبياء ممكن أن يعتقدوا أن حزب الله غافل عن كل ذلك.

وإذا كان فعلا غافل عن هذا، سوف تجبره الوقائع على رؤية كل هذا... والتفاعل معه...

لا تريدون دولة داخل الدولة...

مبروك عليكم.. دولة حزب الله قادمة... 
لكن هذه المرّة، وسط تصفيق الناس، وبناء على رجائهم...

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري