كتب جورج حدادين: أفغانستان بين الصين وإيران
أخبار وتقارير
كتب جورج حدادين: أفغانستان بين الصين وإيران
31 آب 2021 , 19:24 م
كتب جورج حدادين: احتلت الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان بعد أحداث الأبراج عام 2001، بحجة محاربة الإرهاب ، وتحت عنوان حرب طويلة الأمد،  كان السؤال آنذاك، في مقال نشرته على صفحة الرأي الأردنية

كتب جورج حدادين:

احتلت الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان بعد أحداث الأبراج عام 2001، بحجة محاربة الإرهاب ، وتحت عنوان حرب طويلة الأمد، 

كان السؤال آنذاك، في مقال نشرته على صفحة الرأي الأردنية، لماذا حرب طويلة الأمد، ما أن أعلن عن ذلك الرئيس الأمريكي بوش الصغير، بين قوتين غير متكافئتين على الاطلاق، بين تنظيم بدائي وأكبر قوة عسكرية في العالم،  

لماذا تم احتلال أفغانستان ؟ هل فعلاً من أجل محاربة الإرهاب، أم لأهداف كانت مخفية اتضحت فيما بعد.
أفغانستان مقبرة الغزاة والإمبراطوريات.
بعد إنهيار المعسكر الاشتراكي، وظهور قوة صاعدة بقوة ، الصين، وصعود قوة إقليمية، إيران، والحلم الأمريكي بالسيطرة على العالم ، عبر العمل على منع قيام قطب منافس ولا السماح بصعود قوة إقليمية رافضة للهيمنة ومصرة على الاستقلال الوطني، كان احتلال أفغانستان حجر زاوية من منظور استراتيجي، 

قوات حلف الناتو على خاصرة الصين وإيران، تهديد لكلا الدولتين، وفي الوقت ذاته تأمين حجز قيام مشروع الحزام وطريق الحرير الصيني، من خلال قطع طريق التواصل.

 هزم هذا المشروع على أرض الواقع وعادت طالبان بقوة، لتحكم البلاد بخبرة وتجربة تراكمت على مدى عقدين من الزمن، أصبحت أكثر نضجاً في التعامل مع دول الجوار ، وكذلك وعيهم بحقيقة أن البشتون حاملها الاجتماعي  لا يشكل سوى نصف السكان وأن القوميات الأخرى يجب أن تشارك في الحكم، وهذا مسار سيتضح معالمه خلال فترة وجيزة، وأن تأمين طريق الحرير والحزام سيشكل قاعدة ارتكاز لتنمية اقتصادية للبلاد، وعلاقة طبيعية مع إيران وروسيا .

كيف تعامل الإعلام الرأسمالي مع هذه الهزيمة، انتقل فوراً إلى الخطة ب،
1: الترويج أن صفقة بين طالبان والولايات المتحدة، قد حدثت في مباحثات قطر، سلمت بموجبها الحكم لطالبان،  في حين أن حملة إعلامية هائلة رافقت احتلال أفغانستان والإدعاء بإنجاز هام هزيمة الإرهاب وفي مقدمتها طالبان، و الثأر لضحايا الأبراج،

2: العودة لترويج مقولة حقوق المرأة، ورغم إحتلال دام عشرين عاماً لم تعمل الولايات المتحدة على تغيير التشكيلة الاقتصادية - الاجتماعية لأفغانستان بل قامت ببناء جيش بمعدات حديثة استهلك مليار دولار من جيب دافع الضرائب الأمريكي، لم يصمد ساعات، لأنه لم يكن مقتنعاً بحرب شعبه بالوكالة، 
3: إدعاء أن الهزيمة لحقت حكومة وجيش أفغانيان بسبب الفساد المستشري،

الملفت للانتباه إن أعلام  المركز الرأسمالي لم يعد يتحدث عن هزيمة الإرهاب، بل عن " نجاح " إجلاء قوات الاحتلال والأفغان ( المدنيين )  المتعاونين مع قوات الاحتلال .
توظيف سياسة " صناعة القبول وثقافة القطيع " ما بعد الهزيمة.

يعمل الإعلام الرأسمالي  جاهدا على تزييف حقيقة الهزيمة  النكراء التي لحقت بمخططاته، من خلال الترويج لما ذكر أعلاه، و يتناغم الإعلام التابع والمثقفين التابعين مع هذه السياسة.
هزيمة المركز الرأسمالي في أفغانستان يجب أن يصبح مثلاً يحتذى من قبل حركات التحرر الوطني والعالمي، ودرساً هاماً لشعوب الأرض

" كلكم للوطن والوطن لكم"