البعض يعتقد ان اطالة امد الحرب في اوكرانيا هو هدف غربي ومصلحة غربية , وبعض منظري الحروب الغربيين يعتقدون بهذا الاعتقاد بحيث تشكل الحرب في اوكرانيا منطقة استنزاف للقوات الروسية , مع ان الواقع هو عكس ذلك , فهل روسيا عاجزة عن حسم هذه الحرب في اوكرانيا وبايام معدودة , ام انها تتعمد اطالة امد الحرب لتحقيق الاهداف الجيوسياسية لهذه الحرب وفي ما هو ابعد من الساحة الاوكرانية ( اي رسم ملامح العالم الجديد متعدد الاقطاب ) ,

دعونا نلقي نظرة على الخارطة الاوكرانية وطول الحدود الاوكرانية الروسية , وسنجد ان المعركة تدور على بقعة محدودة من هذه الحدود , ومن البديهي الاستنتاج بانه لو ارادت روسيا حسم هذه المعركة بايام معدودة , لفتحت المعركة على طول هذه الحدود , وهذا بدوره يعني ان ابقاء روسيا للمعارك في بقعة محدودة , ما هو الا لخدمة هدف اطالة امد الحرب في ما يشبه حرب الاستنزاف للمعسكر الغربي ,

اليوم نحن على ابواب الشتاء , والمصلحة الاوروبية تقتضي الانتهاء من الحرب الاوكرانية وتداعياتها على الاقتصاد الاوروبي وخصوصا في مجال الغاز والطاقة , والتى تعتمد فيها اوروبا وبدرجة كبيرة على المصدر الروسي , فجميع البدائل الاخرى لا تغطي اكثر من 30 الى 40 بالمئة من الحاجة الاوروبية , فهل تحتمل اوروبا سياسيا وشعبيا الدخول الى موسم الشتاء دون الغاز الروسي . حسنا , قد يقول قائل , قد تلجاء اوروبا الى سياسة التقشف معتمدة على المصادر الاخرى للطاقة والتى كما قلنا لا توفر اكثر من 30 الى 40 بالمئة من الحاجة الاوروبية , ولكن هل ستسمح روسيا بانتظام امدادات المصادر الاخرىموقع إضاءات الإخباري

, انها معركة رسم ملامح العالم الجديد , ولن يحول شيء امام روسيا وتحقيق هذا الهدف , ولتحقيق هذا الهدف لا بد من تركيع اوروبا وصولا الى فك التحالف الاوروبي الامريكي , فالمواطن الاوروبي غير مستعد لتحمل تبعات السياسات الامريكية , والمعارك الامريكية , فالمواطن الاوروبي ليس له لا ناقة ولا جمل في هذه المعارك , قلنا ان اوروبا قد تلجاء لسياسة التقشف في مجال الطاقة , معتمدة على المصادر الاخرى الغير روسية والتى لا تشكل اكثر من 30 الى 40 بالمئة من الحاجة الاوروبية , والسؤال هنا ماذا لو اندلعت الحرب في الشرق الاوسط والتى بكل تاكيد ستهدد او هي ستقلص من هذه المصادر الاخرى التى تعتمد عليها اوروبا .. هل نحن على ابواب حرب كبرى في الشرق الاوسط , ايلول وما ادراكم ما ايلول