أمريكا والنفاق تؤامان\ علي حكمت شعيب
مقالات
أمريكا والنفاق تؤامان\ علي حكمت شعيب
26 أيلول 2022 , 08:22 ص


علي حكمت شعيب, أستاذ جامعي


أمريكا المسؤولة عن آلاف المذابح والمآسي في القرنين الماضيين وحامية العدو الصهيوني في منطقتنا تريد إقناعنا أن لديها إحساساً مرهفاً تجاه الحرية وأنها تعشق الإنسانية ولا تعمل وفق البراغماتية.

لذلك فهي تنبذ القمع والقتل ولا تعتقد بمبدأ الغاية تبرّر الوسيلة.

وهي التي ما زال في آذاننا أزيز صواريخها الذكية التي كانت تحيل بناياتنا في حرب تموز ٢٠٠٦م هباء منثوراً صانعة من عشر بنايات في لحظة واحدة موجة تسوماني من الغبار في الضاحية الجنوبية لبيروت وحاصدة مئة مواطن شهيد في عشر ثوان في مجزرة مجمع الإمام الحسن عليه السلام.

وهي التي دفعت العدو الصهيوني للقيام بهذه الحرب على لبنان التي استمرت ٣٣ يوماً ليفرغ فيها علينا من نيران أسلحته في سبعة أيام فقط ما أفرغه في حروبه العربية منذ إنشائه حتى إذا ما نفد مخزونه الاستراتيجي بنت له جسراً جوياً لترميمه.

لا لن تستطيعي تلميع صورتك بعد أن أصبح نفاقك واضحاً ولعبتك مكشوفة.

أحد المسؤولين الأمريكيين صرّح منذ أيام أنه بعد تعثر الاتفاق النووي مع إيران دعمنا التعبير عن الرأي فيها وهي عبارة ملطفة تفيد الدعم الأمريكي التخطيطي والمالي والإعلامي لأعمال الشغب في إيران في محاولة للضغط عليها للقبول بالشروط الأمريكية.

فاليوم تمّ استغلال وفاة الشابة مهسا أميني بعارض قلبي لتزييف الحقائق والقول إن الشرطة هي التي قتلتها والحجاب قضية من قضايا الحرية لا تُفرض فرضاً تماماً كما تم استغلال مقتل الشابة ندى في الاحتجاجات التي اندلعت في إيران كثورة ناعمة لقلب نتائج انتخابات عام ٢٠٠٩م. تحت قيادة مسؤولين إيرانيين سابقين تبيّن لاحقاً تآمرهم مع الغرب وذلك للانقلاب على النظام بطريقة ناعمة.

وما يثير العجب والضحك أن إعلام السعوديين وبعض الخليجيين أصبح مع حرية المرأة وهم الذين لم يحلّوا بعد مشكلة قيادة المرأة للسيارة أو سفرها لوحدها دون محرم أو مسألة وضعها مع العنزة في الخلف عندما يقود الزوج شاحنته.

هؤلاء الذين ما زالوا يسبّحون بحمد الملكية التي هي نقيض المساواة والعدالة والإنصاف والديمقراطية وحكم الشعب ويهلّلون ويمجّدون ما يسمونه بالذات الملكية والأميرية التي يهينها ترامب ويدوسها كلما خاطبهم وهم عبيد أقزام لا يجرؤون على الرد عليه.

هذه هي أمريكا وهؤلاء هم حلفاؤها في منطقتنا الكيان الصهيوني الغاصب المؤقت وأعراب الخليج الذين ينصبون أنفسهم أساتذة لنا في الديمقراطية وحقوق الإنسان ولا يعلمون أنهم أصبحوا في نظر كل شعوب المنطقة والعالم أساتذة في القمع والقهر وتقطيع أوصال المعارضين والنهب والفساد والطغيان والعدوان تارة بحرب صلبة وطوراً بثورات ناعمة.

ها هي خطتكم المراهقة قد سقطت في إيران وحربكم الفاشلة تتعثر في أوكرانيا فكفى استكباراً واستعلاء واستمعوا لصوت العقل فالعالم يرفض اليوم أن يُحكم من قطب واحد.