قررنا أن نلتزم الصمت حتَّىَ لا يُقال: إننا طائفيون، فأجبرونا على الكلام،
أرادونا عبيداً وخُدَّاما،
إخترناهم شُركاء في الوطن، فاستكثروا على أبنائنا الجامعات والوظائفَ المحترمَة، فبنينا الصروح العلمية لنا ولهم.
بيار الجمَيِّل العميل الجِدُّ صَرَّحَ وبعظمَة لسانِهِ بأن الموارنة بحاجة إلى الشيعة، لأنّ كسروان لا تستطيع العيش من دون خَدَم وحَشَم،واليوم يَعترفُ فارس سعَيد الكسرواني ابن بلدة قرطبا، بأنّه يكرَه إيران لأنها نقلت الشيعة من مستوَىً متدنٍّ إلى مستوَىً آخرَ، بعيدٍ جداً كُل البُعد عمّا كانوا عليه، منذ تأسيس دولة لبنان الكبير حتى سبعينيات القرن الماضي.
معَكَ حق يا فارس نُهاد سعَيد، لقد كُنَّا كما قُلت خَدَماً وعُمَّالَ تنظيفاتٍ وفلاحينَ ونواطيرَ مبانٍ،
ليسَ لأنّ هذا هوَ مستوانا وهذا ما نستحِق، بل لأننا عشنا في وادي الذئاب التي لا ترحم، ولا تحترم جيرانها ولا تمتلكُ من الأخلاق الِاجتماعية والسياسية أي ذَرَّة تُرَىَ بالعين المُجَرَّدَة،
وادٍ سُرِقَت فيه أرضُنا بعدما ائتمنا الذئاب عليها،
عشنا مُهَمَّشين في وطن قدمنا فيه خيرة أبنائنا، من معركة المالكية عام ١٩٤٨ إلى الشهيدعبدالساترالذي اقتلع العلم الفرنسيَّ عن قبةالبرلمان اللبناني،وقتلته للأسف أيادٍ عميلةٌ للِاستعمار، ويا ليتهُ قُتِلَ برصاص أسيادِ أبائِكَ المستعمرين الفرنسيين، لكان ذلك أفضل.
ما أُوَدُّ إخبارَك إيَّاه يا فارس سعَيْد، أنتَ وكل مَن يُفَكر بعقل بيارالجميل المؤسس للعمالةِ في لبنان، هو أنّ الشيعةَ يمتلكون من المُقدّرات العقلية والجسدية والعقائدية والمالية، ومن الشجاعة أكثر مما ينقصُكَ منها بملايين المَرَّات، وأنَّ خروجهم من القُمقُم كان منذ أن أتى السيد موسى الصدر رحمه الله إلى لبنان، ولاحقاً جاءت إيران بعد اختفاء الإمام، لتقَدِّم لنا ما كنا نحتاجه لكسر القيود، والخروج إلى الحرية من داخل سور العبودية للمارونية السياسية، التي كنتَ تريدُنا أن نبقى بداخلهِ خَدَماً وحَشماً لأمثالك، يا فارسَ سعَيد؛ نحنُ استخدمنا مقدّراتنا، أوّلاً لنثبتَ وجودَنا في لبنان ونجحنا؛ ثُمَّ إنتقلنا إلى مرحلة فرض الِاعتراف بنا، كَمُكَوِّنٍ أساسيٍّ من نسيج المجتمع الوطني اللبناني ونجحنا أيضاً.
بعد ذلك، انتقلنا إلى مرحلة فرض أنفسنا، كشركاء في القرار السياسي أيضاً وأيضاً نجحنا، وأكملنا السير في مشروعنا ألآ وهو بناء وطن لجميع أبنائه، كما أوصانا الإمام الصدر، فمنعنا الِاستسلام للصهاينة، فجئتُم بجيش الصهاينة لكي يحتل لبنان، فقاتلناهم وطردناهم، وأدَّبْنا العملاء الذين تعاملوا معهم، لكننا ،يا فارسُ،لم نَذبحْ على الهوية أبناء وطننا، ولم تحرضنا إيران على شركائنا في الوطن، من جميع الأديان والمذاهب،
ولم تستخدمنا كأدوات. مَددنايدالعون والمصافحة للجميع لكنكم عضضتموها أصبحنا أسياد هذا الوطن وأسياداً عند الولي الفقيه،
يا فارس سعَيد، إني وإن كنت آسفاً لأنّني أُضيعُ وقتاً في مُخاطبتك، وأنت لا تستحق كل هذا الوقت الذي هدرتُه، ولكن لا بأس أن تكون الأخيرة كما هي الأولىَ،
انتَ نعتتنا بأننا كنا نتوسل وظيفة شرطي أو جندي في الجيش، أو في أي مؤسسة رسمية، لأنكم كنتم بحُكم سلطانكم الجائر مُهيمنين،
يعني جُل ما صنعتوه من الشيعة جنديٌّ أو دركيّ،
أنظر الفرق يا فارس بيننا وبينكم؛ اليوم نحن نصنع رؤساء جمهورية لبنان،
ونصنع رؤساء حكومات لبنان؛ وسنبقى نصنع بعدلنا وإنسانيتنا، ولا مقارنة بمستوى الصناعةِ، وقدرات المُصَنِّعِين القدامىَ والجُدُد، لأن الجوهرجي لا يشبه الأنتكجي يا فارس،
صانع الذهب ليسَ كصانع القاشوش؛وأجمل ماصنعنا في هذا الوطن هوَ التحرير، وحماية الثروات، والعَفَوَ عند المقدرَة، ووضعنا لبنان على طاولة كبار قادة العالم، بعدما كان مربوطاً بذيل حصان المندوب السامي، سيدكُم يافارس.
نحن صنعنا بضاعةً لا تعرفون عنها شيئاً، إنّها
العِزَّةُ للبنان،، الكرامةُ للبنان،، الهيبةُ للبنان،،
وأنتم لا تعرفوها، ولن تتعرفوا عليها، لأنكم قررتُم أن تُبقوا أنفسكم عملاء وغلمان سفارات.
بزيادة عليك هلقد رَد على تصريحاتك يا أبو الفوارس.
10/10/2022



